يحمل زواج الأقارب الكثير من الأضرار على الجوانب الصحية، خاصة للأجيال الجديدة نتاج هذا الزواج، وتعالت المطالبات البرلمانية بضرورة التوعية بمخاطر وأضرار زواج الأقارب وما ينتج عنه من أمراض وراثية، حيث تقدمت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، بطلب مناقشة عامة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس المجلس، موجه إلى وزير الصحة والسكان، بشأن أهمية توعية المجتمع بمخاطر أضرار زواج الأقارب وما ينتج عنه من أمراض وراثية، وأهمية الالتزام بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمُقبلين على الزواج، وذلك لرفع الوعى بخطورة زواج الأقارب وما ينتج عنه من أمراض وراثية تتسبب فى إعاقات ومضاعفات قد يُصاب بها الأطفال.
وتضمنت المذكرة الإيضاحية لطلب المناقشة العامة الذى تقدمت به النائبة هند رشاد، أن هناك أضرار لزواج الأقارب على الأطفال وينتج عنه أمراض وراثية، حيث أن زواج الأقارب على الأطفال يلعب دورًا مهمًا فى تحديد بعض جوانب صحتهم التى تؤثر بشكل سلبى على التكاثر وصحة الأطفال حديثى الولادة، ولكنها لم تظهر أى آثار ضارة على الخصوبة ووفيات الأبناء، ولكن يجب مراعاة المستوى العالى من أضرار زواج الأقارب على الأطفال وتجنبه قدر المستطاع لما يتسبب به من أمراض خُلقية للأطفال.
نصائح لزواج الأقارب
وأوضحت النائبة، أن زواج الأقارب يعتبر ظاهرة منتشرة بشكل كبير جدا فى مصر؛ حيث أنها تسبب العديد من الأمراض والمخاطر للأبناء، لذا يجب على من هم مقبلين عليه اتباع نصائح لزواج الأقارب لتجنب الأمراض التى يمكن أن تصيب الأطفال.
ووفقا للمذكرة الإيضاحية المرفقة بطلب المناقشة، فقد أفادت العديد من الأبحاث بأن أهم نصائح زواج الأقارب هو منعه قدر المستطاع؛ حيث أن نسبة الأمراض فى الأطفال الناتجة من زواج الأقارب ضعف التى تنتج عن الزواج العادى، وذلك نتيجة وجود صفات غير حميدة لدى الزوج أو الزوجة.
وأشارت المذكرة الإيضاحية، إلى أن تلك الصفات غير الحميدة تعد السبب الرئيسى فى ظهور الأمراض الوراثية عند الأطفال؛ حيث إن غالبية الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب ليس لها علاج، لذا فإن منع زواج الأقارب أو إجراء التحاليل قبل الزواج لمعرفة فرصة إصابة الأطفال بهذه الأمراض من أهم نصائح زواج الأقارب.
ووفقا للنائبة، فقد حذرت العديد من الأبحاث والدراسات من الاستمرار فى الزواج بين الأقارب؛ حيث أن نسبة زواج الأقارب فى بعض الدول مرتفعة للغاية، حيث بلغت نسبة زواج الأقارب فى أوروبا 1%، وفى الكويت 55%، وفى السودان 60%، وفى مصر النسبة بدأت تقل وتقدر حاليًا بـ 30%.
كما وُجد أن زواج الأقارب مرتبط بالولادة المبكرة فى الولادة الأولى، ويسبب زواج الأقارب فى انخفاض مستوى التواصل بين الزوج والزوجة حول استخدام وسائل تنظيم الأسرة وانخفاض معدل استخدام وسائل منع الحمل.
وأشارت هند رشاد، إلى أنه على الرغم من أن التحليل ثنائى المتغير أظهر ارتفاع الخصوبة ووفيات الأطفال بين النساء المتزوجات من الأقارب، بعد التحكم فى العوامل الاجتماعية والديموغرافية ذات الصلة فى التحليل متعدد المتغيرات، لم تظهر الخصوبة ووفيات الأطفال وإجهاض الجنين أى ارتباط كبير مع زواج الأقارب.
أضرار زواج أولاد الخالة
كما أشارت النائبة، إلى أن زواج الأقارب يُسبب العديد من المشاكل الصحية والأمراض الخلقية للأطفال؛ ومن أبرز أضرار زواج الأقارب إصابة الأمهات والأطفال بأمراض وراثية، كما أنه يؤدى إلى العقم والإجهاض المتكرر وتشوهات الأجنة، وضعف المولود وزيادة معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال.
ووفقا لطلب المناقشة، فقد نصح العديد من الأطباء بالحذر خصوصا بين الشباب والبعد وتجنب أضرار زواج أولاد الخالة وزواج الأقارب، أو عدم الزواج إلا بعد التأكد من خلو الطرفين من أى أمراض وراثية، حتى يطمئن الأبوين من عدم إصابة الأطفال بمشكلات مرضية فيما بعد.
وتابعت النائبة هند رشاد: "نسبة أضرار زواج أولاد الخالة تتعدى الـ 25%، وذلك لأنها من أهم أسباب ارتفاع نسبة تشوهات الأجنة بمعدلات مرتفعة، لذا يجب الاهتمام بفحص راغبى الزواج بالمستشفيات حرصًا على سلامة الزوجين وأبنائهم فى المستقبل من أى مكروه أو أمراض وراثية كالسكر والقلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها".
زواج الأقارب من الدرجة الأولى
وأوضحت النائبة، أنه رغم تحذير العلماء من زواج الأقارب من الدرجة الأولى كونه يفتح الباب لبعض الأمراض الوراثية، إلا أن البعض يتمسك بهذا الزواج بدعوى أنه عزوة ويحافظ على أملاك الأسرة والروابط العائلية، ويضمن اختيار زوجة معروفة الأصل والأخلاق، فيما يرى البعض أن بين الزوجين تتفرق العائلة وتظهر الخلافات بينهما كما تفتح الطريق لـ"زواج المصالح" الذى يُفسد هذه العلاقة.
ما هى الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج؟
قد يفضل البعض زواج من الأقارب، حيث إنه ينتشر بشكل كبير فى بعض الدول العربية، إلا أنه يجب معرفة قبل خضوع هذا الأمر ماهى الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج، ويجب حينها عدم الالتفات له لما قد سببه من مشاكل وأمراض للأطفال.
1- الطفل المبتسر:
الطفل المبتسر مصطلح يطلق على الطفل الذى يولد مبكرا قبل موعده والذى لم يكتمل نموه المباشر من والدته، وهى أحد الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج؛ حيث أن الطفل المبتسر عند ولادته يكون معرضًا لأخطار كبيرة من ضمنها الإعاقات الذهنية، والشلل الدماغى، وأمراض القلب أيضا.
وتعتبر أسباب الولادة المبكرة وولادة الأطفال المبتسرين أحد أهم الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج وبالأخص زواج الأقارب، أو الحمل المتعاقب، وسوء تغذية الأمهات.
وتزداد ظاهرة الأطفال المبتسرين بكثرة فى المناطق الريفية والقرى نظرًا لقلة الوعى عند الوالدين فى هذه الأماكن المذكورة؛ حيث أن إحصائيات ولادة الأطفال المبتسرين تسجل 2 من كل 10 أطفال فى مصر والتى تعد ضعف المعدلات العالمية، وفقا لما صرحت به الجمعية المصرية للزمالة البريطانية لطب الأطفال.
2- تحلل الجلد الفقاعى:
ويعتبر مرض تحلل الجلد الفقاعى أحد الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج؛ حيث أن هذا المرض غير معدٍ ويصاب به الأطفال نتيجة زواج الأقارب.
ويصاحب مرض تحلل الجلد الفقاعى الطفل بعد الولادة مباشرة؛ حيث أنه من الصعب علاجه لأنه عبارة عن فقاقيع مائية منتشرة فى جسد الطفل، ما يؤدى إلى النزيف والألم، ولكن إن لم يعالج الطفل منه قد يؤثر على حياة الطفل بشكل كبير.
3- مشاكل النظر:
ومن بين الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج كسر العين، وتصيب هذا المرض الأطفال فور ولادتهم ويصيب كسر العين الأعصاب وإن لم يتم عالجها فى الست سنوات الأولى، يتسبب بضعف دائم للعين بعد ذلك.
ويعتبر كسر العين من الأمراض الوراثية، والتى قد يسببها زواج الأقارب كما هو شائع فى المنطقة العربية، ويؤدى لظهور امراض كثيره لعين الطفل، مثل الخلل فى وظيفة شبكية العين.
4- التوحد:
اضطراب التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعى، ما يتسبب فى حدوث مشكلات فى التفاعل والتواصل الاجتماعى كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك، وهى أحد الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج أيضا.
يبدأ اضطراب طيف التوحد فى مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب فى نهاية المطاف فى حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعى على الصعيد الاجتماعى، فى المدرسة والعمل، فى حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدى إلى إحداث فارق كبير فى حياة العديد من الأطفال.
5- المهق:
يعد مرض المهق هو مجموعة نادرة من الاضطرابات الوراثية التى تؤثر على الجلد، والشعر، والعينين، ويرتبط المهق أيضا بمشاكل فى الرؤية، وهى أحد الأمراض الوراثية التى تمنع الزواج.
ولذا أطلقت وزارة الصحة والسكان مبادرة فحص المقبلين على الزواج تقدم حزمة من الفحوصات الطبية عن طريق فرق مدربة فى منشآت الرعاية الأولية لفحص المقبلين على الزواج.
وأضافت وزارة الصحة والسكان، أن الفحوصات تشمل حزم الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والأمراض غير السارية والوراثية وسيتم إجراء الفحص الإكلينيكى للمقبلين على الزواج لتقييم الحالة الصحية بشكل عام، من خلال الفحص الظاهرى والسونار لتبين مدى وجود إعاقة من عدمه، ثم سيتم إجراء الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والتى تشمل أمراض الالتهاب الكبدى الوبائى "بى" والالتهاب الكبدى "سى" وفيروس نقص المناعة البشرى "الإيدز"، بالإضافة إلى الأمراض غير السارية التى تشمل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل فصيلة الدم ونسبة الهيموجلوبين لاكتشاف الأنيميا ومُعامل RH، الذى قد يكون سببًا فى الإجهاض.
