مخاطر عديدة باتت تهدد فئة المراهقين، ففى الواقع التقليدى حذر عدد من النواب من رصد بيع مشروبات الطاقة التى لا يجوز بيعها لمن هم دون الـ 18 سنة، تُباع لمراهقين خارج الفئة العمرية المُصرح لها، كما حذر البعض الآخر من انتشار التدخين بين المراهقين، وفى الواقع الافتراضى تحاوطهم الكثير من المخاطر لعل آخرها ما حذر منه عدد من النواب فيما يخص الألعاب الخطرة المنتشرة عبر تطبيق "تيك توك".
فى البداية تقدمت النائبة إيرين سعيد، بطلب إحاطة للمستشار حنفى جبالى، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة والسكان، ووزير التربية والتعليم، بشأن بيع مشروبات الطاقه للمراهقين، بدون حملات توعية لهم بمدى ضرر هذه المشروبات.
وأكدت النائبة إيرين سعيد، أن العبوة الواحدة من مشروبات الطاقة، تحتوى على كافيين بمقدار 14 كوب قهوة، مستنكرة سهولة حصول الأطفال والمراهقين على مثل هذه المشروبات، من ثلاجة المشروبات الغازية فى المحال العامة دون تنظيم لبيعها لهم.
وشددت على ضرورة قيام هيئة سلامة الغذاء بتنظيم بيع هذه المشروبات للمراهقين والتنويه على الفئة العمرية التى يمكنها تناولها، وضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بمزيد من الحملات التوعوية للأطفال والمراهقين بالمدارس بالتعاون مع وزارة الصحة، للحفاظ على أولادنا.
فى سياق متصل، قالت الدكتورة حنان حسنى يشار، عضو مجلس النواب، إن ظاهرة التدخين عند الشباب من أكثر الملفات الهامة التى يجب وضع خطط عاجلة للتصدى لها، موضحة أنه بحسب آخر إحصائيات رسمية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، فإن أكثر من 17% من المواطنين يندرجون تحت فئة المدخنين.
وأشارت عضو مجلس النواب، فى تصريحات صحفية، إلى أن الأزمة تكمن فى انتشار تلك الظاهرة بين المراهقين الذين يبلغون 15 عاما وأكثر، وهذا يعنى وفقا للإحصائيات سالفة الذكر أن هناك نحو 18 مليون نسمة تقوم بتلك العادة الخطيرة التى تهدد الصحة على المدى البعيد، بجانب أنها تؤثر على سلامة المحيطين بالمدخن، من الأطفال وغيرهم، فضلا أنها تشكل عبأ مادى على الأسرة المصرية التى يكون بين أفرادها عضو مدخن، مؤكده أنها طالبت فى وقت مسبق خلال طلب إحاطة موجها لوزراء الصحة والتعليم والشباب والرياضة، بوضع برنامج فعّال لمكافحة ظاهرة التدخين بين الشباب.
وفى ذات السياق تقدم الدكتور ياسر الهضيبى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، بطلب مناقشة عامة بشأن دور الدولة والأسرة فى التصدى للتطبيقات الإلكترونية التى باتت تهدد حياة أبنائنا، وإطلاق حملة توعية بخطورتها، مؤكدا على أن منصة "تيك توك" الإلكترونية أصبحت تشكل خطرًا على الأطفال والمراهقين فى مصر، بعد انتشار بعض الألعاب والتحديات من خلاله، والتى تهدد حياة المراهقين مثل تحدى "كتم الأنفاس"، و"أرمى صاحبك"، التى سببت الشلل النصفى لنجم لعبة الجودود بمدينة العبور.
وأشار الهضيبى، إلى وجود ألعاب على التطبيقات الإلكترونية وصمت بأنها ألعاب قاتلة، فقد ظهرت خلال السنوات الماضية العديد من الألعاب التى حذرت منها العديد من الدول مثل، "لعبة الحوت الأزرق"، لعبة "البوكيمون جو"، لعبة مريم، لعبة "جنية النار"، مشيرا إلى أنه فى أكتوبر الماضى انتقل تحد منتشر بشكل كبير على تطبيق الفيديوهات القصيرة «تيك توك» إلى مدارس مصر، ويعرف باسم «لعبة الموت»، حيث رصدت وزارة التربية والتعليم، قيام بعض الطلاب فى عدد من المدارس التابعة لإدارات تعليمية مختلفة بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر.
وتابع النائب، أن لعبة الوشاح تسببت أيضا فى وفاة شاب من حى منشأة ناصر بالقاهرة، يبلغ من العمر 18 عامًا، حيث تطلب لعبة الوشاح من المشاركين الدخول فى تحدى تعتيم الغرفة وبعدها يسجلون لحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها، مؤكدا على أن بعض وقائع وتحديات "تيك توك" التى تودى بحياة بعض المراهقين ترجع إلى قلة الاهتمام بحماية القاصرين، وسهولة الالتفاف على الحظر المفروض على تسجيل الصغار بهذا التطبيق، وانعدام الشفافية والوضوح فى المعلومات المقدمة للمستخدمين، فضلًا عن الإعدادات التى لا تحترم الخصوصية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن «التيك توك» تطبيق اجتماعى للفيديوهات القصيرة الإبداعية المصاحبة للموسيقى تستهدف الشباب من خلال تسجيل ونشر الفيديوهات القصيرة التى مدتها 15 ثانية، وتسمح للمستخدمين باختيار الفيديو الخاص بهم وواجهة الموسيقى المصاحبة له، مؤكدا أن التطبيق بات يشكل خطرا على أبنائنا الأمر الذى يتطلب التحرك السريع من جانب الجهات المختصة بالدولة، ووجود رؤية للتعامل مع هذه التطبيقات.
وأكد الهضيبى، على ضرورة توعية الأسر بأهمية وجود رقابة على أى منصة رقمية خاصة لو كانت متاحة لاستخدام الأطفال بعد الوقائع المؤسفة، وبناء حالة من الثقة بين أولياء الأمور وأبنائهم ليكونوا على علم بكل ما يقومون به، خاصة أن تلك التحديات تعتمد على إثارة فضول الشباب، ورغبتهم فى إثبات قوة شخصيتهم لجذبهم إلى خوض التجربة، مشددا على أن تربية النشأ وخاصة المراهقين فى ظل هذا الانفتاح التكنولوجى من التحديات الصعبة التى تواجه الأسرة المصرية.
وطالب النائب ياسر الهضيبى، بضرورة توفير متنفس للمراهقين مثل القراءة أو ممارسة الرياضة أو أحد النشاطات الفنية أو المشاركة فى بعض أنشطة العمل العام وغيرها من الأنشطة المفيدة التى تساهم فى تنمية وعى أبنائنا، سواء من خلال المدارس أو الأندية ومراكز الشباب، مشددا على أهمية الرعاية النفسية لطلاب المدارس من خلال وجود استشارى نفسى داخل المدارس يقوم بمتابعة سلوك الأطفال والعمل على تقويمه، ومساعدة الأطفال ممن يعانون من أى أعراض نفسية، وتطبيق اختبارات وقياسات الاضطراب السلوكى والنفسى على الطلاب.