المرض النفسى واحد من أهم التحديات التى تواجه المنظومة الصحية، فى ظل الصورة الذهنية السلبية التى يعانى منها المريض فى المجتمع، فقد أسهمت الأعمال الدرامية فى ترسيخ صورة سلبية عن المرضى النفسيين، وباتت الإصابة بأى مرض نفسى بمثابة "وصمة عار" تُلاحق المصابين بها، وعلى الرغم من صدور القانون رقم 71 لسنة 2009 بإصدار قانون رعاية المريض النفسى، لكن ما زالت تطبيق كثير من المواد مُجرد "حبر على ورق".
التعامل مع المرض النفسى
وفى هذا السياق، تناولت النائبة الدكتورة رغدة نجاتى، عضو مجلس النواب، صورة المجتمع السلبية للمريض النفسى، مُؤكدةً أن المرض النفسى شأنه شأن أى مرض عضوى، قائلةً: "التعامل معه بشكل علمى يكمن فى العلاج منه، إلا أننا نواجه فى مصر إشكالية لأن البعض يعتبره وصمة".
وطالبت نجاتى، الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، باستحداث عيادات نفسية بأقسام الطوارئ فى المستشفيات وتكثيف التدريبات للفرق الطبية بتخصص الصحة النفسية.
وأشارت النائبة، إلى أهمية هذا التوجيه فى توفير أماكن متعددة للتعامل مع الأمراض النفسية، لا سيما فى ظل حالة الإحجام عن طلب العلاج فى هذا التخصص.
وأكدت عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بهذا الملف مؤخرا، إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من الجهود والتوعية من مخاطره، وكذلك التوجيه بأماكن تلقى العلاج، والتركيز على أن تلقى العلاج اللازم يمنع أى مضاعفات مستقبلا.
ودعت النائبة، إلى ضرورة التوسع فى وجود عيادات داخل المستشفيات للعلاج النفسى، وتأهيل العاملين فى هذا التخصص على أعلى مستوى من أجل تحقيق أفضل النتائج.
وأكدت رغدة نجاتى، أن كافة مؤسسات الدولة يقع عليها دور فى التعريف بأهمية التعامل مع المرض النفسى وسبل مواجهته، لاسيما ما يتعلق بالتوعية والتوجيه بأهمية تلقى العلاج بعيدا عن الأفكار السلبية التى تنظر لهذا النوع من الأمراض وكأنه "وصمة" ويتم إنكاره.
قانون رقم 71 لسنة 2009 غاب عن التطبيق
وقد كفل قانون رقم 71 لسنة 2009 بإصدار قانون رعاية المريض النفسى، الكثير من حقوق المرضى، فقد نصت المادة 37 من القانون، على ضرورة حماية خصوصياته ومتعلقاته الشخصية ومكان إقامته بالمنشأ، كما نصت على الحماية من الاستغلال الاقتصادى والجنسى ومن الإيذاء الجسدى والنفسى والمعاملة المهينة.
وقد نصت المادة رقم 49 من هذا التشريع الهام، على عقوبات بالغة تلاحق كل من يفشى سراً من أسرار المريض النفسى بالمخالفة لأحكام هذا القانون، بغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه.
برلمانى: هناك صورة ذهنية سلبية عن المرض النفسى
ومن جانبه أكد النائب جمال فؤاد، عضو مجلس النواب، أن المرض النفسى مثل أى مرض عضوى قد يصيب الشخص خلال مراحل حياته، لذا فهناك صورة ذهنية لدى المجتمع حول المرض النفسى خاطئة وتحتاج لفترة طويلة حتى ننجح فى تتغير هذه الصورة التى تم ترسيخها منذ عقود حول المصابين بالأمراض النفسية، الأمر الذى يجعل المرض النفسى وصمة عار بالمجتمع تلاحق المريض.
وأشار عضو مجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن على المستوى العالمى فإن معدلات الإصابة بالمرض النفسى والاكتئاب على وجه التحديد فى تزايد مستمر، وسط الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التى تلحق بالمجتمعات، لذا فحان الوقت فى مجمتعنا للتوعية بالمرض النفسى وكيفية دعم المريض ومساندته فى محنته للعبور من الأزمة النفسية، دون حدوث مضاعفات آخرى، تكاد تكون كارثية مثل الانتحار، الى ارتفعت معدلاتها مؤخرا، بسبب عدم التعامل الجيد والعلمى مع المريض النفسى.
وطالب فؤاد، بضرورة تطبيق القانون الذى صدر منذ سنوات حول رعاية المريض النفسى، فقد وضعت الدولة نصوصاً هامة تكفل حق المريض وتنظم العمل فى مجال الطب النفسى، لرعاية المرضى من آية مخاطر، وتنظم آليات التعامل معه على كافة المستويات.