الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:12 م

"فنلندا فى الناتو".. هلسنكى تتخلى عن 3 عقود من سياسة "الحياد" وتهرول للحلف العسكرى.. انضمامها يُزيد حدود الناتو مع روسيا 1300 كم.. موسكو تعتبره مساسًا بأمنها.. وتُكثف تواجدها العسكرى على الحدود

"فنلندا فى الناتو".. هلسنكى تتخلى عن 3 عقود من سياسة "الحياد" وتهرول للحلف العسكرى.. انضمامها يُزيد حدود الناتو مع روسيا 1300 كم.. موسكو تعتبره مساسًا بأمنها.. وتُكثف تواجدها العسكرى على الحدود فنلندا ترفع أعلام الناتو
الأربعاء، 05 أبريل 2023 09:00 م
كتبت آمال رسلان

أنهت فنلندا 3 عقود من التزامها سياسة الحياد العسكرى، فعلى الرغم من أن هلسنكى تعرضت للغزو من الاتحاد السوفيتى فى عام 1939، إلا أنها بقيت خارج الناتو طوال فترة "الحرب الباردة" وما أعقبها، وظلت على سياستها تلك حتى قبل 24 ساعة حيث أعلن الناتو رسميًا انضمام فنلندا له لتصبح الدولة الـ31 فى قائمة الدول الأعضاء.

 

تلك الخطوة لم تكن فى البال قبل عام، عندما أطلقت روسيا عمليتها العسكرية فى أوكرانيا، وانتشرت مشاهد القتل والتخريب والدمار التى خلفتها الحرب، فدب الخوف فى قلوب جيران موسكو من أن يلقوا نفس المصير، مما دفعهم إلى الهرولة وراء الانضمام للناتو.

 

03
 

وانضمام فنلندا للناتو يعنى وضعها تحت المادة الخامسة للحلف، التى تشير إلى أن هجوما على عضو واحد بالناتو، يجب أن يعتبر هجوما ضد أعضاء الناتو جميعا، كان هذا هو الضمان الذى قرر القادة الفنلنديون أنهم بحاجة إليه وهم يشاهدون هجوم روسيا المدمر على مساحات شاسعة من أوكرانيا.

 

أما دخول فنلندا لحلف الناتو فهو ذو أهمية كبرى، ففنلندا لديها حدود بطول 1300 كم مع روسيا، وبالتالى فإن موقعها الاستراتيجى يعزز دفاعات الناتو على الحدود الممتدة من دول البلطيق المعرضة للخطر إلى منطقة القطب الشمالى ذات المنافسة المتزايدة، كذلك سيعنى دخول فنلندا انضمام جيشا قويا إلى التحالف، حيث يتكون الجيش الفنلندى من 280 ألف عنصر، وواحدة من أكبر ترسانات المدفعية فى أوروبا.

 

01
 

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ: "خاض الرئيس بوتين الحرب ضد أوكرانيا بهدف واضح لتقليص حجم الناتو.. اليوم يحصل على العكس تمامًا".

 

ورغم أن بعض الخبراء يرون فى انضمام فنلندا للناتو ضربة قاسمة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين حيث استطاع الحلف توسيع حدودة مع روسيا، فى حيث يرى آخرون أنها ستكون نكسة على الجميع حيث من المتوقع أن تتخذ موسكوا إجراءات تصعيدية ضد الغرب وزيادة هجومها فى أوكرانيا.

 

 

وبالفعل بدأت روسيا فى تكثف وجودها العسكرى على حدودها مع الدول التابعة للناتو با فيها فنلندا المنضمة حديثا، واعتبر الكرملين، انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسى "مساسا بأمن" روسيا، وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين : "الكرملين يعتقد أن هذا هو أحدث تفاقم للوضع."، وأضاف: "توسع الناتو يعد اعتداء على أمننا ومصالح روسيا القومية".

 

وعقب الإعلان عن انضمام فنلندا رسميًا إلى حلف شمال الأطلسى، أمس الثلاثاء، أكدت موسكو أن الاتحاد الروسى سيضطر إلى اتخاذ إجراءات انتقامية سواء ذات طبيعة عسكرية تقنية أو غيرها، من أجل وقف التهديدات لأمننا القومى التى تنشأ فيما يتعلق بانضمام هلسنكى إلى الناتو.

 

02
 

كما قالت الخارجية الروسية فى بيان "ستعتمد الخطوات الملموسة فى البناء الدفاعى على الحدود الشمالية الغربية لروسيا على الظروف المحددة لدمج هذا البلد فى حلف شمال الأطلسى، بما فى ذلك نشر البنية التحتية العسكرية للناتو وأنظمة الأسلحة الهجومية على أراضيها".

 

وأوضحت، أنه نتيجة لمضاعفة خط التماس المباشر بين الناتو وحدود الاتحاد الروسى، فإن الوضع فى منطقة شمال أوروبا تغير بشكل جذرى، مشيرا إلى أنها كانت فى السابق واحدة من أكثر المناطق استقرارا فى العالم.

 

كذلك أردف: "لم تصبح فنلندا يوماً مناهضة لروسيا وليس هناك أى خلاف" معها، موضحاً أن انضمامها إلى الحلف "لا يمكن سوى أن يؤثر فى طبيعة علاقاتنا" لأن الحلف "هو منظمة غير صديقة، بل معادية لروسيا على أكثر من صعيد".


print