الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:08 م

دراما رمضان العربية فى قفص الاتهام.. جلسة استجواب ساخنة بالبرلمان الجزائرى بسبب الأعمال "الهابطة".. البرلمان العراقى غاضب من مسلسل كويتى.. دعاوى قضائية ضد مسلسل تونسى لوقف بثه.. وتوافق عربى: تشويه لمجتمعاتنا

دراما رمضان العربية فى قفص الاتهام.. جلسة استجواب ساخنة بالبرلمان الجزائرى بسبب الأعمال "الهابطة".. البرلمان العراقى غاضب من مسلسل كويتى.. دعاوى قضائية ضد مسلسل تونسى لوقف بثه.. وتوافق عربى: تشويه لمجتمعاتنا دراما رمضان العربية تثير الجدل
الخميس، 06 أبريل 2023 06:00 م
كتبت آمال رسلان

منذ سنوات طوال تحول شهر رمضان إلى ماراثون كبير بين صُناع الدراما فى المنطقة العربية، وأصبح المواطن العربى ينتظر الشهر الكريم ليستمتع بالأعمال الرمضانية التى تتطور فى كمها وكيفها كل عام، لتبدأ حالة من السجال حول أيهما أفضل، ومن يستحق المتابعة.

 

ورغم أن الجدل حول الدراما الرمضانية العربية على مواقع التواصل الاجتماعى هو شئ معتاد كل عام، إلا أن الجديد هذا العام أن الجدل ام يقف عن حد السوشيال ميديا بل انتقل إلى المجالس التشريعية التى أصبحت ترى أن من دورها حماية المجتمع من أى انحرافات درامية قد تضر بالنشء.

 

04
 

وكانت البداية بالجزائر التى شهدت جدلا كبير حول مسلسل "الدامة" الذى يعرض على التلفزيون الرسمى فى الجزائر خلال شهر رمضان، والذى اعتبره المتابعون لا يتماشى مع القيم والمعايير الأسرية بالجزائر، كما يتضمن لغة حوار غير مقبوله تتسم بالعنف.

 

وتصاعد الجدل حتى وصل للبرلمان، الذى عقد جلسة استجواب ساخنة لوزير الاتصالات، وتوجيه لوم شديد لسماحه بإذاعة مثل هذه الأعمال، ووجه النائب عبد الله عمارى استجواب لوزير الاتصال، محمد بوسليمانى، حول ما تبثه بعض القنوات من مسلسلات معروضة "تشجع الرذيلة وتعاطى المخدرات والمهلوسات"، وأشار النائب إلى أن البرلمان ناقش مؤخرا موضوع المؤثرات العقلية التى اجتاحت الوطن، وضربت الشباب.

 

وقال النائب إن مسلسل "الدامة" فيه مبالغة فى طرح موضوع الترويج للمخدرات بما فى ذلك الاطفال، معتبرا العمل تجاوزا فى حق الجزائريين، مذكرا بأن شهر رمضان هو شهر اللّمة، وأفلام الفكاهة تحولت إلى تهريج، وأصبح أفراد الأسرة مجتمعون يشاهدون مسلسلا جزائريا، وكأنهم فى سوق أسبوعى.

 

05
 

كما أشار النائب فى تدخله إلى أن الجميع استبشروا خيرا فى رمضان الماضى بعد توقيف مسلسل بث لقطات خادشة للحياء، إلا أن ريمة قد عادت إلى عادتها القديمة، مبينا أنه عوض أن تتورع تلك القنوات فى اختيار ما يبث، إلا أنه طغى عليها برامج تافهة والرداءة التى تؤثر حتما على الأخلاق.

 

واستشهد النائب بمسلسل يدعو إلى التسرب المدرسى، وآخر يستهزئ بالأستاذ المربى، متطرقا إلى "مسلسل الدامة" الذى اعتبر أن فيه مبالغة كبيرة كون أبطاله كلهم يروجون المخدرات والمهلوسات، بما فيهم الأطفال، معتبرا ذلك جرم كبير فى حق الجزائريين، زد إلى ذلك ما اعتبره "طعن فى الحجاب".

 

وقال وزير الاتصالات أن سلطة الضبط السمعى البصرى قامت بدعوة مهنيى القطاع إلى ضبط برامجهم مع احترام خصوصيات شهر رمضان، وعدم الانزلاق وراء الربح المادى، مؤكدا أن وزارة الاتصال قد سحبت الاعتماد من قنوات تلفزيونية خاصة، وبتكليف الجهات المختصة بتنفيذ قرار الوقف الفورى، والنهائى، أو المؤقت لهذه القنوات، مع استدعاء مسؤولى القنوات المعنية بوقف بث أجزاء أو مسلسلات بكاملها، وتوجيه تحذيرات وإنذارات لكل مؤسسة إعلامية لا تحترم أخلاق المجتمع، واتخاذ إجراءات ردعية فى حال إخلال قنوات تلفزيونية بالتزاماتها.

 

وأضاف بوسليمانى أن وزارة الاتصال شكلت "خلية" لمتابعة نوعية البرامج التى تعرض خلال رمضان لـ"المساهمة فى مهمة سلطة ضبط المحتوى السمعى البصري"، مؤكداً أنه فى "حالة عدم احترام القانون، لن تتوانى الوزارة عن الردع".

 

 ومن الجزائر إلى العراق، حيث شهدت بغداد غضبا جما من مسلسل كويتى بدأ عرضه خلال شهر رمضان بعنوان "دفعة لندن" والذى كاد أن يؤدى إلى أزمة بين البلدين الكويت والعراق.

 

03
 

ويسرد المسلسل قصة طلبة عرب يدرسون فى إحدى الجامعات البريطانية فى ثمانينيات القرن الماضى، لكن بمجرد عرض الحلقات الأولى جرى اتهامه بالإساءة إلى العراقيات فيما زعم البعض أن مؤلفة المسلسل الكويتية هبة مشارى حمادة "تعمدت الإساءة للعراقيات".

 

وتدخل البرلمان على خط الأزمة، حيث طالب البرلمان العراقى الحكومة ووزارتى الثقافة والخارجية بمخاطبة السفارة الكويتية لإيقاف المسلسل من أجل الحفاظ على العلاقات الطيبة بين البلدين.

 

ونشر مجلس النواب العراقى الأحد الماضى، بياناً رسمياً استنكرت فيه لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام عرض المسلسل الذى يسيئ للمرأة العراقية، مطالبين الحكومة ووزارتى الثقافة والخارجية العراقية بمفاتحة السفارة الكويتية لإيقافه فوراً، من أجل استمرار العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين.

 

وطالب النائب مصطفى جبار سند، فى خطاب رسمى، باستدعاء السفير الكويتى للتحقيق فى تهمة الإساءة للمرأة العراقية التى وجهت للمسلسل، قائلًا: "العمل تعمد محو قيمة الكفاءات العراقية المعروفة أمثال المهندسة زها حديد وغيرها، ليشوه صورة الشعب العراقى ككل وليس المرأة فقط".

 

وقال إن المسلسل يتناول الحديث عن فترة محورية من حياة العراقيين ما بين السبعينيات والثمانينيات، الذى فيه إساءة واضحة إلى الشعب العرقى بأطيافه كافة".

 

وتابع "أن المسلسل يتضمن تحريفاً وتشويهاً للحقائق حول كرم وشهامة العراقيين التى هى فطرة لديهم، مستشهداً ببطولة ’خليجى 25‘ التى أقيمت فى البصرة وأظهر الشعب العراقى خلالها لإخوانه الخليجيين حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة".

 

من جانبها، ردت الكاتبة الكويتية هبة مشارى حمادة على اتهامها بـتشويه العراق، وقالت: "تاريخكم أكبر من أن يخبرونى به مجموعة من المشحونين عاطفيا، تاريخكم يخصنا نحن العرب نستند عليه ونتباهى به، المصيبة من المتلقى قصير النظرة المعبأ بفكرة المؤامرة".

 

فى المقابل، نأت وزارة الإعلام الكويتية بنفسها عن المسلسل، مؤكدة أن العمل "لا يمت للكويت بصلة ولم يحصل على أى موافقات من الجهات الرسمية فى الكويت ولم يعرض فى أى منصة إعلامية فى الكويت."

 

ليس هذا المسلسل الوحيد الذى أثار غضب العراقيين، بل جاء مسلسل "الكاسر" ليتسبب فى غضب عشائر العراق، وأفادت قناة "يو تى في" العراقية الخاصة التى تعرض المسلسل بأن السلطات أمرتها بوقف عرض المسلسل بعد أن تسببت أولى حلقاته بارتفاع أصوات تطالب بمنعه بدعوى "إساءته" إلى العشائر.

 

WMdqEjdk-Alkaser28012023-1200x675
 
ويتضمن المسلسل شخصيات وهمية ويتحدث عن الصراعات العشائرية وجرائم الثأر فى جنوب البلاد، ويصور زعيم القبيلة على أنه محب للنساء وشخصية طاغية، الأمر الذى عده بعض العراقيين إساءة إلى أعراف العشائر العراقية وتقاليدها.

 

ولم تسلم تونس من الجدل حيث شهدت اليومين الماضيين قيام بعض المحامين برفع قضايا ضد مسلسل "فلوجة" لوقف بثه، ومطالبات أخرى للبرلمان والحكومة بضرورة التدخل العاجل.

 

ويتناول المسلسل بعض الظواهر والسلوكيات فى المدارس التونسية مثل قضية المخدرات والانحراف والعنف ودور رجال الشرطة والعلاقات العاطفية بين الطلاب والطالبات وهو ما إلى أدى إلى أن أصبح العمل الدرامى حديث الشارع التونسى ومنصات التواصل الاجتماعي.

 

01
 

وطالبت نقابة قوات الأمن الداخلى بإجراء تحقيق فى المسلسل بسبب أنه يصور "الأمنى (رجل الشرطة) وحياته اليومية على أنها غير مستقرة ومبنية على خيانة القسم والرشوة"، على حد قولها.

 

وعلى منصات التواصل الاجتماعى، أثار مسلسل "فلوجة" تباينا فى الآراء ما بين مؤيد للعمل الدارمى باعتباره يعكس الواقع الحياتى للمجتمع التونسى فى المدارس ومن يعارض عرضه لأنه تشويه صورة المجتمع.


print