توت عنخ آمون
معركة جديدة يقودها الوطن ضد من يحاول سرقة هويتنا وحضاراتنا العريقة التى تتجاوز آلاف السنين، فقد أثارت مزاعم بعض الحركات الإفريقية بتشويه الحضارة المصرية ونسبها للزنوج الأفارقة، أزمة ثقافية وتاريخية كبرى لا يمكن السكوت عنها، فقد بلغ التضليل لهذه الحركات الأفريقية العنصرية إلى زعمها بأنها شاركت فى بناء الاهرامات، كما أنها بدأت تروج لأفكارها المضللة على الصعيد العالمي، مما يستلزم وقفة قوية لدحض هذه الأفكار.
وقد أثارت هذه المزاعم، غضب داخل مجلس النواب، حيث تقدم النائب أحمد بلال البرلسى عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة، بشأن إهانة المتحف الوطنى للآثار فى هولندا للحضارة المصرية، متسائلاً عن الإجراءات التى تم اتخاذها فى مواجهة تشويه الحضارة المصرية فى متحف أمستردام.
وأوضح النائب أحمد بلال، فى طلب الإحاطة، أنه استمرارًا لمسلسل التزييف، وسرقة الحضارة المصرية الذى تمارسه جماعات "المركزية الأفريقية"، نظم المتحف الوطنى للآثار فى هولندا معرضًا للآثار المصرية، ونماذج لها تدعم نظرية "الأفروسنتريك"، المعادية للحضارة، والأمة المصرية، والتى تعتبر أن الشعب المصرى هم شعب من الغزاة، وأنهم أصحاب الحضارة المصرية، فعرض قناع توت عنخ آمون فى صورة زنجية، وأجرى عدد من الحوارات التليفزيونية مع العديد من مروجى هذا الفكر ليبثوا سمومهم من خلالها، وللحديث عن حضارتهم المزعومة، وعن أن الشعب لا علاقة له بهذه الحضارة.
وأشار البرلسى، إلى أن متحف الوطنى للآثار فى هولندا يتردد عليه سنوياً حوالى مليون زائر، ما يعنى أنه يشارك فى حملة تضليل عالمية مناهضة لمصر وحضارتها وأمتها، هذا فى الوقت الذى يُسمح له بالمشاركة فى بعثات للتنقيب عن الآثار فى مصر، مطالبا بإحاله طلب الإحاطة إلى اللجنة المختصة، للوقوف على ما تقوم به الحكومة، ومؤسسات الدولة المصرية للرد على هذه الافتراءات.
فى حين قال النائب عربى فؤاد، عضو مجلس النواب، إنه لابد من وقفة حاسمة تجاه الحملات والحركات المستمرة التى تسعى لسرقة الحضارة المصرية وهويتنا وهية أجدادنا، مؤكدًا أن سرقة التاريخ لا يجب أن تمر مرور الكرام، مشيرًا إلى أن الإدعاءات والمزاعم التى تقودها ما يطلق عليها حركة الأفروسنتريك، وهى حركة أفريقية تسعى لتشويه الحضارات وطمس تاريخ الأوطان، لابد أن تواجهها مصر بكل حسم.
وأشار عضو مجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع برلمانى، إلى أن هذه الحركة العنصرية تدعو للتعصب العرقى مع العرق الزنجى وخاصة للون الأسود، ومن أهم أهداف الحركة القضاء على العرق الأبيض فى إفريقيا فى شمال وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص، كما تهدف تلك الحركة لتشويه الحضارات حيث تزعم أن الحضارة المصرية القديمة، والحضارة المغربية وأيضا الحضارة القرطاجية كانت حضارات زنجية، ومن ثم لابد من دحض هذه المزاعم بالأدلة وبحملات ترويجية تكشف عن تاريخ الحضارة المصرية ونشأتها فى مختلف بلدان العالم، مؤكدًا أهمية دور القوة الناعمة فى التصدى لهذه الأفكار، مشيدًا بقرار الشركة المتحدة للخدمات الأعلامية بإنتاج فيلم وثائقى عن الملكة كليوباترا، ردًا على الأكاذيب والتضليل الذى احتواه فيلم "كليوباترا" المقرر بثه على منصة عالمية، مؤكدا أهمية دور الفن فى محاربة هذه المزاعم التى تسعى لسرقة هويتنا.
