حالة من الرواج السياحى، لم تشهدها محافظة الأقصر من سنوات طويلة، تشهد تلك الفترة من العام الجاري حالة من الإقبال السياحى المميزة من الأفواج السياحية القادمة من حول العالم لزيارة المعالم الأثرية شرقاً وغرباً حول عاصمة الحضارة المصرية القديمة، وسط أجواء من البهجة بين العاملين بالقطاع السياحى فى مصر.
وفى هذا الصدد يقول الخبير السياحى محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر وأسوان، إن الأقصر تشهد فى تلك الفترة حالة من الإقبال السياحى المميزة، وسط زيادة فى حركة السياح الزائرين من حول العالم لأكثر من 20% خلال الثلث الأول من عام 2023، وذلك مقارنة بالعام الماضي 2022، موضحاً أن الموسم السياحى الشتوى حقق العديد من طموحات العاملين في القطاع السياحي بعد التدفقات السياحية المتزايدة لزيارة المعالم السياحية والأثرية التي تشتهر بها عاصمة السياحة في العالم، حيث أنّ معابد الكرنك شرق المدينة، شهدت زيارة أكثر من 33 ألف سائح من مختلف الجنسيات، خلال النصف الثانى من شهر مايو الجاري، من خلال رحلات اليوم الواحد القادمة من مدينة الغردقة، بجانب الرحلات المباشرة القادمة من مختلف الأسواق العالمية.
ويضيف الخبير السياحى محمد عثمان، لـ"اليوم السابع"، أن الموسم السياحى الشتوى فى العام الحالى تخطى أرقام زيارات السياح في مصر ومعدلات عام 2019 الذي يعتبر الأعلى مؤخراً، موضحاً أنه من المتوقع بنهاية العام الجارى أن يصل أعداد السائحين حول مصر لأكثر من 14 مليون سائح من كافة أرجاء العالم، مشدداً على أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات، مثل خمسة عروض مقدمة لإقامة عروض أزياء في معابد الأقصر قريباً، مؤكداً على أن الجنسيات التي تزور مصر فى تلك الفترة على رأسها الأسبان والأمريكان وسياح من ألمانيا وهولندا وفرنسا ونيوزلندا والهند والصين بجانب العرب والمصريين، حيث إنه تم تقديم حزم من التسهيلات لتشجيع زيادة الحركة خلال الفترة المقبلة من العام الحالي.
فيما يقول الطيب عبد الله حسن مرشد سياحى من البر الغربي، إنه لا يتوقف السائحين عن زيارة وحب الأثار المصرية رغم ارتفاع درجات الحرارة، حيث تتوافد الأفواج من دول العالم المختلفة للاستمتاع بالحضارة المصرية القديمة، حيث يوجد فى البر الغربى توجد معابد فرعونية تاريخية لملوك الفراعنة الذين بنوها على بعد أمتار من صفة نهر النيل، فتعتبر معابد مدينة هابو من أهم المعابد التى شيدها الملك رمسيس الثالث للطقوس الجنائزية على مساحة 10 أفدنة بطول 400 متر وعرض 200 متر، ويبلغ ارتفاع سور معبد هابو أكثر من 17 متر وعلى جدرانه قصص عن تاريخ الملك رمسيس الثالث وحملاته وحروبه العسكرية ضد أعداء مصر، ويعود تاريخ المعبد لأكثر من 3200 عام قبل الميلاد ويرصد الحملات التي قادتها "سيخ مت" وزيرة الحرب للملك رمسيس الثالث.
ويضيف الطيب عبد الله حسن لـ"اليوم السابع"، إنه يوجد بالبر الغربى أيضاً تحفة فرعونية مميزة وهى "معبد الرمسيوم" الذى بناه الملك رمسيس الثانى، حيث يضم معبد الرامسيوم عدد من التماثيل الضخمة للملك رمسيس الثانى ونقوش تحكى طبيعة الحياة فى تلك الفترة من الدولة الفرعونية، وتسجل الصور والنقوش التى تزين جدار المعبد وقائع معركة قادش الشهيرة التي انتصر فيها الملك رمسيس الثاني على الحيثيين وكيفية تخطيطه للحرب، أما معبد الملكة حتشبسوت يعد قبلة لجميع السائحين الأجانب والمصريين خلال زيارة الأقصر، حيث أن حتشبسوت تعتبر أول ملكة فرعونية حكمت مصر وشيدت المعبد لرصد تاريخ حكمها للبلاد الذى كان يمثل قمة الرخاء والازدهار فى الحضارة الفرعونية، ويتكون المعبد من 3 طوابق متتابعة على شرفات مفتوحة مبنية بالكامل من الحجر الجيرى، ونصبت أمام أعمدة تماثيل من الحجر الجيرى للإله أوزوريس وللملكة حتشبسوت فى توزيع سحرى، ويوجد على جدران المعبد عشرات النقوش للبعثات بحرية أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت للتجارة وإحضار البخور من تلك البلاد، كما توجد معالم أثرية متنوعة حول الأقصر، ومنها فى البر الغربى معبد الرامسيوم وتمثالى ممنون ومقابر وادى الملوك والملكات ومقابر النبلاء.
أما صلاح الماسخ مدير بمعابد الكرنك، أوضح أنه يشهد الموسم الشتوى حالة من الإقبال السياحى المميز، حيث يزور السياح المعابد الفرعونية بالكرنك ومعبد الأقصر ومعابد حتشبسوت والرمسيوم ومقابر وادى الملوك والملكات بالبر الغربي، موضحاً أنه لا يدخل سائح مدينة الأقصر إلا ويزور معبد الكرنك الذى يعد أحد أكبر دور العبادة فى العالم بمساحة تفوق 247 فدانا للمجموعة الأثرية داخل المعبد الذي بني منذ أكثر من 2000 عام مضت، حيث إنه أعظم دور عبادة فرعونية ودينية فى العالم بأكمله، والذي كان اسمها بالمصرية القديمة "آمون رع سيجم نحت"، بمعنى "الإله آمون مستجيب الدعاء وقابل الصلوات".
ولدعم حركة السياحة بالأقصر من الجانب الصينى، استقبلت معابد الكرنك ومعبد الأقصر ومقابر الملوك في البر الغربي بمحافظة الأقصر، زيارة على مدار يومين، من وفد سياحي ثقافي صيني، برئاسة لي تشون، نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني ومدير إدارة التراث الثقافي الوطني، حيث كان فى استقبالهم الدكتور فتحى ياسين مدير آثار مصر العليا، والدكتور مصطفى الصغير مدير عام الكرنك، والطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، وأحمد عربى مدير معبد الأقصر، وقيادات آثار الأقصر.
ويقول الدكتور فتحى ياسين مدير آثار مصر العليا، إنه تم إستقبال الوفد الصيني وتنظيم جولات لهم داخل المعابد والمقابر المصرية، واطلاعهم على عدد من المشروعات القومية التى تمت على أرض الحضارة المصرية القديمة مؤخراً، وعلى رأسها مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى، وترميمات صالة الأعمدة بالكرنك، والتعاون بين البعثة الصينية والجانب المصرى خلال السنوات الماضية.
ومن جانبه شرح الدكتور الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، للوفد الصيني تفاصيل وتاريخ معابد الكرنك، مؤكدًا على أن الكرنك أكبر دور للعبادة في العالم والتاريخ بمساحة 247 فدان، حيث تعد أعظم دور عبادة فرعونية ودينية فى العالم بأكمله، والذى كان اسمها بالمصرية القديمة "آمون رع سيجم نحت"، بمعنى "الإله آمون مستجيب الدعاء وقابل الصلوات"، وبنيت معابد الكرنك على مدار مئات السنين، فهى عبارة عن مجموعة من المعابد والمقاصير وعدد من الأبهاء والمسلات والتماثيل، والتى أهدت إلى ثالوث طيبة المقدس وعلى رأسهم آمون رع رب الإمبراطورية المصرية آنذاك، واستمر تكريس وبناء وتشييد هذه الآثار لمدة 2000 سنة، والمساحة الكلية لمعابد الكرنك 247 فدانًا للمجموعة الأثرية التى تسمى الكرنك، أما معبد أمون فقط بملحقاته عبارة عن 46 فدانًا.
وأوضح الطيب غريب، إنه شُيد معبد الكرنك ليكون داراً "لثالوث طيبة المقدس"، وهذا الثالوث مكون من الإله "آمون" وزوجته "موت" وابنهما الإله "خون سو"، وأعمال التشييد التى أجريت داخل معابد الكرنك استمرت لأكثر من 2000 عام، وسمى معبد الكرنك بهذا الاسم بعد الفتح الإسلامى لمصر لكون كلمة "الكرنك" تعنى الحصن أو المكان الحصين، ومدخل المعبد عبارة عن "طريق الكباش" الملىء بتماثيل لحيوان كان رمزاً للقوة لدى الفراعنة.