يعد مشروع تنمية شمال ووسط سيناء، أحد أهم المشاريع القومية فى إطار جهود الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة عام 2024/2023، مستهدفا ربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا لتصبح امتدادًا طبيعيًا للوادى وبما يدمج أبناء سيناء فى تجمعات جديدة تقوم على الزراعة المُستدامة فى ظل توافر الأراضى القابلة للاستصلاح والبنية التحتية من شبكات مياه صرف صحى وكهرباء وطرق ومرافق عامة.
وفى هذا السياق، تشير وثيقة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنه 2023/24 المقدمة من وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، ووافق عليها البرلمان بغرفتيه ( النواب، الشيوخ) إلى أن المشروع يهدف إلى استصلاح الأراضى بشمال سيناء على امتداد ترعة السلام بمنطقة شمال سيناء بالاعتماد فى ريها على مياه ترعة الشيخ جابر الصباح، مع فتح محاور للتنمية الزراعية والعمرانية بوسط سيناء لخلق مجتمعات تنموية متكاملة جديدة فى أرض سيناء.
ويتمثل جوهر المشروع فى نقل مياه النيل إلى أراضى جديدة لإضافة نحو 620 ألف فدان للرقعة الزراعية تُروى بمياه النيل بعد خلطها بمياه الصرف الزراعى (محطة صرف فارسكور) بنسبة 1:1 وتمتد ترعة السلام وفروعها بطول 262 كم.
وتستعرض وثيقة التنمية تفاصيل المشروع، حيث يشتمل على مرحلتين تختص المرحلة الأولى بإنشاء ترعة السلام أمام سد وهويس دمياط لاستصلاح 220 ألف فدان غرب قناة السويس، وقد تم الانتهاء من أعمال البنية القومية، واستزراع 180 ألف فدان، وجارى استكمال استصلاح 20 ألف فدان، أما المرحلة الثانية، فتشمل إنشاء سحارة أسفل قناة السويس وإنشاء ترعة الشيخ جابر "الصباح" لاستصلاح 400 ألف فدان شرق القناة، وعلى امتداد مناطق نحو بئر العبد والسر والقوارير بشمال سيناء.
ووفقا لخطة التنمية، فإنه تم تنفيذ عدة مشروعات لزيادة الإيراد المائى الوارد لترعة السلام، والذى بلغ 7 ملايين متر مكعب يوم لرى 456 ألف فدان بمناطق الاستصلاح الزراعى بشمال سيناء، وذلك على امتداد مسار 145 الترعة، كما تم إنشاء محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر فى عام 2021 بطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب يوم بتكلفة تصل إلى 23 مليار جنيه، وبلغت نسبة تنفيذ مسارات نقل المياه 31% ويتكون هذا المسار الناقل من مياه الصرف الزراعى المعالجة من مسارين مواسير بطول 105 كم يُنفذ 18 محطة رفع، بالإضافة إلى تنفيذ محطة المحسمة بطاقة مليون متر مكعب يوم، وتعمل هذه المحطة تعمل على رفع المياه من مصرف المحسمة بعد معالجتها لزراعة مساحات من أراضى شرق القناة.
ووفقا لوثيقة الخطة، فإن وزارة الموارد المائية والرى أوضحت أنه تم زراعة نحو 56 ألف فدان فى منطقتى سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق على مياه ترعة السلام كما تم زراعة نحو 13.5 ألف فدان فى منطقتى رابعة وبئر العبد على المياه الجوفية، ومياه ترعة الشيخ جابر الصباح"، والتى أقيم عليها محطات 4 و 5 و6 لرفع المياه بغرض ضمان شريان المياه بطول الترعة لرى الزمام المستهدف، كما تم إنشاء محطتين رئيسيتين بجنوب القنطرة شرق وثلاث محطات فرعية لرى 14.7 ألف فدان بجنوب القنطرة.
علاوة على ذلك، تم إنشاء محطتين رئيسيتين للصرف بالوظة والفرما)، وكذلك محطة فرعية (تل الحيوة)، وانتهت وزارة الموارد المائية والرى من معظم أعمال البنية الأساسية والداخلية للرى والصرف لحوالى 100 ألف فدان بمناطق سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق، ويجرى حاليا العمل فى منطقتى رابعة وبئر العبد.
وتوضح وثيقة الخطة الحكومية أن مشروعات التوسع الأفقى فى شمال ووسط سيناء، تضم خمس مناطق، بخلاف منطقتى السر والقوارير بمساحة 85 ألف فدان ومناطق المزار والميدان بمساحة 33.5 ألف فدان تتوزع كالآتى:
(1) منطقة سهل الطينة، وبها حوالى 1700 فدان أراضى ذات تُربة طينية تتوافر فيها قنوات الرى والصرف، وتبلغ المساحة المستهدف استصلاحها نحو 36 ألف فدان.
(2) منطقة جنوب القنطرة شرق، وتضم 123 ألف فدان أراضى رملية، وجارى عمليات الاستصلاح فى مساحة إجمالية تصل إلى 49 ألف فدان.
(3) منطقتا رابعة وبئر العبد، وتضم 156 ألف فدان أراضى رملية مختلفة المناسيب بشكل غير منتظم، وتم تخطيط شبكة رى بها عن طريق 25 مأخذ رى، وجارى استصلاح واستزراع مساحات من الأراضى المُستهدفة والبالغ مساحتها 100 ألف فدان.
(4) مناطق جنوب الشوحط وجنوب القنطرة شرق وشرق البحيرات / الجفجافة، بمساحة 270.6 ألف فدان.
(5) مناطق متاخمة للمناطق المذكورة فى البند (4)، بمساحة إجمالية 81.9 ألف فدان.