6 أشهر تولت خلالها مصر رئاسة مجلس الجامعة العربية، خلال الدورة 159، بدأت فى مارس الماضى، ومن المقرر أن تنتهى الأربعاء المقبل، عندما يقوم وزير الخارجية سامح شكرى رئاسة الدورة الجديدة، لنظيره المغربى ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الوزارى بمقر الأمانة العامة.
وخلال الأشهر الماضية، نجحت مصر فى تحقيق العديد من الإنجازات، التى من شأنها خدمة الأهداف العربية الجمعية، عبر تحقيق التوافق تجاه القضية الدولية والإقليمية، ناهيك عن العمل على تجاوز الخلافات البينية، خاصة مع تصاعد الأزمات الدولية، وما ترتب عليها من تداعيات كبيرة، خلال الأشهر الماضية.
فى هذا الإطار، يقول مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، السفير محمد مصطفى عرفى، فى كلمته أمام الجلسه الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، فى دورته 160، أن العمل خلال المجلس هو عمل سياسى بامتياز، يقوم على تجاوز الخلافات، وتحقيق التوافق بين الدول العربية، وهو ما تحقق بالفعل فى قرار عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية.
عودة سوريا
والحديث عن عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية يمثل أبرز وأهم الإنجازات التى تحققت خلال رئاسة مصر، حيث جاء القرار خلال اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية العرب، فى شهر مايو الماضى، بعد غياب دام لحوالى 12 عاما، جراء الأحداث التى شهدتها البلاد جراء الفوضى التى ترتبت على الربيع العربي.
وكان قد أكد وزير الخارجية سامح شكرى، فى تصريحات سابقة، أن الأزمة السورية قضية عربية يجرى التعامل معها فى إطار عربي؛ فى ظل جمود التحركات الدولية، متمنيًا تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحكومة السورية لاتخاذ خطوات مقابلة تعترف بما تم إنجازه.
دعم وحدة الأراضى السودانية
تزامنت ذروة الأحداث فى السودان مع رئاسة مصر لمجلس الجامعة العربية، حيث ارتكز الموقف المصرى على تحقيق أكبر قدر من التوافق حول ضرورة دعم الدولة السودانية والحفاظ على وحدتها وسيادتها الاقليمية مع تقديم الدعم الانسانى للمواطنين السودانيين.
وأصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 8913، الصادر عن اجتماع استثنائى فى مايو الماضى، داعية إلى إلى الوقف الفورى لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعيًا نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السودانى، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها.
القضية الفلسطينية
واصلت مصر دعمها للقضية الفلسطينية خلال رئاستها للدورة 159، لمجلس الجامعة العربية، حيث دعت إلى العديد من الاجتماعات الاستثنائية لملاحقة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى بالإدانة، خاصة مع اقتحاماته المتكررة للمقدسات الدينية فى القدس، وللمدن والقرى فئ الأراضى الفلسطينية.
فى هذا الإطار، شدد وزير مفوض عبده دندراوى، مندوب مصر المناوب بجامعة الدول العربية، على أنه لا بدیل عن حل الدولتین بقیام دولة فلسطینیة مستقلة عاصمتھا القدس الشرقیة على خطوط یونیو 1967 وفقًا لقرارات الشرعیة الدولیة فى ھذا الشأن، ولحین تحقیق الھدف المنشود ستظل القضیة الفلسطینیة ھى القضیة العربیة المركزیة والأولى، بل والقضیة العادلة للمجتمع الدولى الذى أخفق فيتحمل مسؤولیاته تجاه الشعب الفلسطینى الشقیق وأظھر ازدواجیة غیر مقبولة فى المعاییر فى تعاطیه مع الاحتلال الإسرائیلى بما ساھم فى تقویض أسس ومبادئ القانون الدولى بصفة عامة وأضعف من إرساء منظومة دولیة تحترم تلك القوانین، بما ترتب علیه من تداعیات وخیمة نراھا تتفاقم وتزداد فيسلبیتھا كلما استمر الوضع على ما ھو علیه.