تعد أزمة كثافة الفصول المدرسية سمة كل عام دراسى جديد، فهى مشكلة توارثت على مدار عقود، عانت خلالها المنظومة التعليمية من الخلل والإهمال، لذا تفاقمت كافة هذه التحديات لتؤثر على جودة التعليم المصرى وتصنيفه العالمى، الأمر الذى يستوجب على وزارة التربية والتعليم وضع خطة لحل هذه الأزمة التى تؤثر على جيل كامل على المستوى التعليمى.
وفى هذا السياق، قالت ياسمين أبو طالب، أمين سر لجنة التعليم بمجلس النواب، إن أزمة كثافة الفصول المدرسية من أكثر الأزمات التى تعكر صفو المنظومة التعليمية على كافة مستوى المحافظات، فعلى الرغم من التوصيات العديدة الموجهة إلى وزارة التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية بزيادة أعداد الفصول الدراسية لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب كل عام، لكن الأزمة مازالت قائمة وباتت ظاهرة تستوجب حلول عاجلة.
وأشارت أمين سر لجنة التعليم بمجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن وزارة التربية والتعليم قد بذلت جهودا كبيرة لإيجاد حلول للحد من كثافة الفصول، من خلال زيادة المعدلات السنوية لعدد الأبنية التعليمية، فقد نجحت الهيئة العامة للأبنية التعليمية فى إنشاء عدد 1131 مشروع انشاء، وعدد 1299 مشروع صيانة وتطوير ورفع كفاءة المبانى المدرسية، لكن رغم ذلك نحتاج إلى خطة لرصد المحافظات والقرى التى تعانى من هذه الكثافة والعمل على توفير اللازم لها وأماكن إضافية لتوفير مناخ تعليمى جيد للطالب.
فى حين قال زكريا حسان، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن أزمة كثافة الفصول المدرسية جاءت من تفاقم عدد الطلاب دون وجود خطة سابقة لاستيعاب هذا العدد على المدى البعيد، لذا فوجئنا بظهور الأزمة، التى توارثنها منذ عقود، حتى باتت أزمة كبرى، تؤثر على جودة التعليم المصرى والتصنيف العالمى.
وأوضح عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أن تداول صور الطلاب الجالسين على الأرض لعدم وجود أماكن شاغرة فى الفصول، أصبحت سمة كل عام دراسى جديد، بخلاف الحوادث التى تتعلق بسلامة الأبنية التعليمية، التى ينتج عنها تداعيات كارثية تصل الى وقوع إصابات ووفيات بين الطلاب، لذا لابد أن تضع الوزارة حلاً عاجلاً لهذه الأزمة.
وطالب النائب، بضرورة قيام الحكومة بتخصيص عدد من الأراضى لصالح الهيئة ورفع القيود عن المبانى فى غير حيز الطيران المدنى، بجانب توفيق أوضاع الهيئة مع الأوقاف لإعادة تخصيص بعض الأراضى لصالح الأبنية التعليمية، وتخصيص أراضى جديدة لبناء مدارس مع كل مشروع استثمارى.
كما قال النائب عمرو القطامى، عضو مجلس النواب، إن هيئة الأبنية التعليمية تعانى من قصور شديد فى دورها الهام فى صيانة المبانى المدرسية وحل أزمة كثافة الفصول الدراسية وعجز المؤسسات التعليمية فى الكثير من المناطق المهمشة والنائية، على الرغم من أنها تستحوذ على رقم ليس بضئيل من ميزانية الدولة، الأمر الذى يضع علامات استفهام حول دورها المنوط به للارتقاء بالمنظومة التعليمية وتحسين جودة التعليم لملايين الطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة.
وأشار القطامى، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن الهيئة العامة للأبنية التعليمية لابد أن تقوم بدورها بصيانة المبانى التعليمية، وتقديم بيان بأعمال الهيئة خلال الفترة الماضية، حتى نتأكد من مدى جديتها وقدرتها على نفاذ خطتها السنوية، لاسيما فى ظل تكرار حوادث المبانى الدراسية التى نراها مع كل عام دراسى جديد، حيث تقع ضحية من أطفالنا الأبرياء سنويا نتيجة الإهمال فى صيانة المبانى المدرسية، التى تنهار مع كثافة الطلاب واندفاع التلامذة نحو الفصول فى بداية اليوم الدراسى، الأمر الذى يضعنا أمام مسئولية هامة للحفاظ على سلامة ابنائنا من خلال خصر كافة المبانى المتهالكة والخطرة، واستغلال الإجازة الصيفية فى صيانتها.