موسم السيول والأمطار
أسابيع قليلة تفصلنا عن فصل الشتاء، بعد انقضاء فترة صعبة للغاية من الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة وانقطاعات التيار الكهربائى التى جعلت الملايين ينتظرون فصل الشتاء بفارغ الصبر، لكن رغم ذلك هناك مخاوف من تقلبات الطقس السيئ التى قد تخلف أمطار وسيول عنيفة يسفر عنها خسائر مادية وبشرية، مثلما حدث فى ليبيا وتحديداً مدينة درنة، التى اختفت قرابة 25% من مساحتها بعد إعصار دانيال، الذى أودى بحياة الآلاف من المواطنين، فى مأساة لا تنسى فى تاريخ ليبيا.
خطة الاستعداد لفصل الشتاء
وفى هذا السياق، طالب عدد من أعضاء مجلس النواب، من الحكومة بضرورة وضع خطة للتعامل وإدارة ملف الأمطار والسيول والكوارث الطبيعية المحتملة فى فصل الشتاء، فقد أكد النائب معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، على ضرورة أن تكشف الحكومة للجميع والرأى العام خطتها للاستعداد لفصل الشتاء القادم، وكيفية التعامل مع موجات الطقس السيئ الذى قد يخلف أمطار وسيول، قد ينتج عنها آثار كارثية لبعض المناطق مثلما حدث فى الأعوام الماضية.
وأشار رئيس لجنة الصناعة، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن سيناريو ليبيا لا بد أن تضعه الحكومة المصرية أمام أعينها حتى لا يتكرر مثلما حدث فى درنة بالمحافظات الساحلية، مؤكدا أن التغيرات المناخية قلبت الموازين وبات فصل الشتاء يخلف كوارث مادية وبشرية، إذا لم يتم الاستعداد الجيد للتعامل مع الكوارث الطبيعية لتخفيف الآثار الناتجة عنها.
وطالب محمود، بضرورة أن يرى المواطن البسيط حقيقة ما تم إنفاقه على أرض الواقع على مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى، والذى قُدر بنحو 30 مليار جنيه، بحسب تصريحات عدد من الوزراء، وقد استهدفت هذه الميزانية تدشين عدد من المشروعات بمحافظات (القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية)، كما تم اعتماد 44 مليار جينه لتنفيذ بعض المشروعات الأخرى، خلال السنوات الماضية، مطالبًا بضرورة تجهيز كل المحافظات لاستقبال موسم الشتاء، لتجنب أية خسائر متوقعة.
تحذيرات من إهمال المناطق الفقيرة
فى حين أشار النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، إلى أن خطة الحكومة لاستقبال فصل الشتاء وموسم الأمطار والسيول ما زالت غامضة للكثير من المواطنين، لذا يجب الإفصاح عن ذلك، وتحديد خريطة المواقع التى تتعرض للتدمير فى حالة حدوث سيول قوية، والتأكد من جاهزية السدود لاستقبال مياه الأمطار، وتجهيز مخرات السيول، حيث تلعب وزارة التنمية المحلية دور رئيس وهام فى هذا الملف لتوجيه كافة المحافظات.
وأوضح رئيس لجنة الزراعة، فى تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أنه لا بد أن تضم هذه الخطة المواقع الأكثر تأثرًا وخطورة من قبل السيول وليس المناطق الراقية وإهمال المناطق الفقيرة، التى يقطن بها الملايين وتتوقف حياتهم اليومية بمجرد هطول أمطار وسيول قوية، تعكر صفو يومهم، وتغرق الشوارع وتعرض حياة أبنائهم لحوادث الصعق الكهربائى، مؤكدًا ضرورة صيانة أعمدة الإنارة التى قد تتسبب فى هذه الحوادث خاصة بين الأطفال.
وفى هذا الصدد، قد تقدم النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، أمين حزب مستقبل وطن بمحافظة البحيرة، بسؤال إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجهًا للحكومة ممثلة فى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية بشأن خطة المحافظات استعدادًا لاستقبال فصل الشتاء.
وقال زين الدين، إنه فى ظل التغيرات المناخية التى يشهدها العالم تتعرض أغلب الدول لعدد من الظواهر المناخية، ما يستوجب الاستعداد التام للتعامل معها على النحو الأمثل.
وأشار زين الدين، إلى أنه مع دخول فصل الشتاء وتزايد فرض سقوط الأمطار والسيول وغيرها، فإن الحكومة عليها دور كبير فى الاستعداد مبكرا لأية احتمالات قد تؤثر على حياة المواطنين.
وطالب عضو مجلس النواب، الحكومة بتوجيه المحافظين وكافة المجالس المحلية وخصوصا فى المدن الساحلية بمراجعة البنية التحتية المتعلقة بشبكات الصرف الصحى، لاستيعاب مياه الأمطار، وكذلك مراجعة مخرات السيول وغيرها.
وقال محمد زين الدين: "أعمدة الإنارة واحدة من أبرز المشكلات التى تواجه مصر فى الشتاء، خصوصا الأسلاك المكشوفة وما سببته من تعرض مواطنين للصعق تحتاج للمراجعة والتأمين حرصا على حياة المواطنين وحفاظا على الممتلكات العامة والخاصة".
وأكد عضو مجلس النواب، أن مراجعة كل هذه الاستعداد مبكرا يخفف من التداعيات السلبية فيما بعد، قائلا: "وحتى لا يكون تحرك الحكومة مجرد رد فعل، لذلك يجب أن تكون التحركات استباقية".
وتساءل محمد زين الدين، عن خطة وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع كل الوزارات والجهات المعنية لوضع خطة طوارئ للتعامل مع فصل الشتاء، مشددا على أهمية الترتيب لهذه الخطة مبكرا حرصا على مصالح المواطن.
