شهدت الطماطم ارتفاعًا فى أسعار تداولها وطرحها بالأسواق المحلية، خلال الأيام الماضية ما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول الأسباب الرئيسية لهذه القفزة الكبيرة فى الأسعار، والتوقيت المتوقع لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح والطبيعى.
ويعد محصول الطماطم واحد من المحاصيل الاستراتيجية، التى تتطلب وعيًا وإدراكًا كبيرًا من المزارعين، بأهم التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن هذا المحصول، قبل اتخاذ القرار والشروع فى الزراعة، حيث يوضح الخبراء أن الموجة الحارة التى ضربت البلاد خلال الشهور الماضية كان لها تأثير كبير على الأسعار والإنتاج الزراعى، مما أدى إلى تراجع معدلات الانتاج وارتفاع سعر كيلو الطماطم ليصل إلى 25 جنيهًا للكيلو.
وأوضح الدكتور أحمد الصغير، الباحث بالمركز القومى للبحوث، أسباب الارتفاع المطرد فى أسعار الطماطم، والتى تعد أحد المحاصيل الاقتصادية الناجحة فى مصر، شريطة توافر الظروف البيئية والمناخية الملائمة، والالتزام بتطبيق المعاملات الزراعية الموصى بها، مشيرا الى أن المحصول يستكمل مراحل نموه على النحو المطلوب والمأمول، حال توافر درجات الحرارة المثلى، التى تساعد على إتمام النبات لدورة حياته ومراحل نموه كاملة دون أى عوائق، و أن عدم وجود الوعى الكافى بطرق التعامل مع تداعيات التغيرات المناخية، يعد أحد أسباب الأزمة الحالية.
وأوضح الصغير، أن عدم تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، الخاصة بالحد من تبعات التغيرات المناخية، والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة خلال شهرى يوليو وأغسطس، أدى إلى موت نسبة كبيرة من الزهرات.
وأضاف، أن إهمال تطبيق التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن طرق التعامل مع موجات الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، انعكست بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة، وطبقًا لمبادئ العرض والطلب، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، مشيرًا الى أن الأسعار سوف تعود إلى صورتها الطبيعية، وتتراجع مرة أخرى مع بداية شهر أكتوبر المقبل وحصاد العروة الجديدة.
ووضع، الصغير خطوات لزراعة محصول الطماطم الصحيحة، وذلك وفق القواعد العلمية الحاكمة لهذا الملف كى يثمر الموسم عن تحقيق النتائج الاقتصادية المأمولة من قِبل المزارعين، عند الوصول لمرحلة الحصاد، مؤكدًا على ضرورة التأكيد على ضرورة تحليل التربة والمياه، والتى تمثل الركيزة الأساسية لوضع خطة الزراعة الصحيحة، والطريقة المثلى والصحيحة لتلافى 60% من جملة المشاكل التى قد تواجه المزارعين على مدار الموسم.
وأوضح، أن تطبيق هذه الخطوة يكشف عيوب التربة، ويحدد ماهية العناصر التى يتوجب زيادتها أو استبعادها أو تقليلها فى البرنامج التسميدى الذى سيتم تطبيقه على مدار الموسم، بالإضافة لتحديد ماهية الأمراض المتوقع الإصابة بها، علاوة على تحديد نوع الصنف الملائم للزراعة.
ولفت، إلى أن فوائد تحليل مياه الرى، يكشف عن معدل العناصر الثقيلة ونسب الملوحة، وهى المسألة التى تساعد المزارعين على تحديد الخطة التى سيتم اتباعها على مدار الموسم.
وأوضح الصغير، موعد زراعة العروة الشتوية التى يعد التوقيت الأمثل لها، من بداية سبتمبر إلى منتصف شهر أكتوبر، محذرًا من تبعات تأخير موعد الزراعة، أملًا فى تحقيق مكاسب اقتصادية إضافية، وهو الأمر الذى يعرض المحصول لنوبات الصقيع، ما يترتب عليه خسارة جانب كبير من المحصول.