تُعرَف الشيخوخة بإنها الحقيقة البيولوجية التى تحدث خارج نطاق التحكم البشرى، وبالطبع يختلف مفهومها من مجتمع لآخر، وعلى الرغم من أن مفهوم الشيخوخة مفهوم نسبى، إلا أن معظم الدول تعتبر التقدم فى العمر وبلوغ سن التقاعد مؤشرًا على الشيخوخة، ويتراوح هذا السن في معظم الأحيان من 60-65 عامًا، كما أنه في عدة مناطق أخرى لا يؤخذ العمر بعين الاعتبار لتحديد شيخوخة الشخص، فهناك عوامل أخرى تحدد سن التقاعد مثل: القدرة على أداء الأعمال، أي أن الشيخوخة تبدأ عند عدم قدرة الشخص على المشاركة بشكل فعال فى المجتمع.
في مطلع أكتوبر الجارى، احتفل العالم بكبار السن، إذ يوافق يوم 1 أكتوبر من كل عام اليوم العالمى للمسنين، والذى بدأ الاحتفال به منذ أن حددته الأمم المتحدة في اجتمـاعها يوم 14 ديسمبر عام 1990 بهدف نشر الوعي بين الأفراد والمجتمعات حول ضرورة رعاية كبار السن والحفاظ على حقوقهم وتسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمها المسنون في التنمية الشاملة داخل المجتمع، والتعرف على أهـم القضايـا التـي تتعلـق باحتياجاتهـم والخدمـات المقدمـة لهـم، وقد ركز احتفال هذا العام على أهمية الوفاء بوعود الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الخاصة بالمسنين عبر الأجيال.
وفى هذا الإطار، كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في تقرير حديث صادر عنه، أرقامًا مهمة حول مؤشرات كبار السن في مصر، حيث أكد الجهاز أن عددهم حتى شهر يوليو الماضى 2023 بلغ 9 ملايين مسن، بنسبة 8.6% من إجمالي السكان، مشيرًا إلى عدد المسنين الذكور والذى بلغ 4.5 مليون نسمة بنسبة 8.3% من إجمالي السكان الذكور، فيما استحوذت المسنات على نسبة 8.6% من إجمالي السكان الإناث بعواقع 5.6 مليون مسنة تقريبًا.
وأشارت الأرقام التى أعلنها الجهاز حول كبار السن "60 عام فأكثر"، إلى معدل توقع البقاء على قيد الحياة، حيث أكد جهاز الإحصاء أنه بلغ خلال العام الحالي 68.7 سنة للذكور، و 73.7 سنة للإناث، لافتًا إلى أن هناك نحو 1.2 مليون مسن مشتغل بنسبة 13.4% من إجمالي المسنين في مصر، فيما يوجد نحو 49% من المسنين المشتغلين يعملون في مجال الزراعة وصيد الأسمالك، بينما يعمل 18.6% في نشاط تجارة الجملة والتجزئة.
وتضمنت المؤشرات التى أعلنها جهاز الإحصاء عن كبار السن، نسبة الأمية بينهم، والتي بلغت 53.2% في عام 2022، بواقع 39.6% بين الذكور المسنين، و 76.9% بين المسنات، بينما سجلت نسبة الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى بين المسنين 10.7%، بواقع 14.5% للذكور و 6.5% للإناث المسنات، كما لفت الجهاز إلى نسبة عقود الزواج والطلاق بين المسنين، حيث استحوذ كبار السن على 2.2% من إجمالي عقود الزواج التى تمت في 2022، بينما استحوذوا على 10.4% من إجمالي إشهادات الطلاق.
وفى السياق ذاته، ذكر جهاز الإحصاء، عدد من المؤشرات الخاصة بالخدمات الاجتماعية المقدمة لكبار السن، حيث أوضح الجهاز أن هناك 166 مؤسسة رعاية مسنين على مستوى الجمهورية حتى نهاية عام 2022، بعدد منتفعين بها بلغ 4719 مسن، لافتًا إلى عدد أندية المسنين والتي يبلغ عددها 192 نادٍ بعدد منتفعين 40.1 ألف مسن، كما أشار جهاز الإحصاء إلى ما توفره وزارة التضامن الاجتماعي من معاشات للأسر التى يرأسها مسنين، بعدد 361.8 ألف أسرة ومعاشات بقيمة 1.5 مليار جنيه تقريبًا.
وفى ذات الإطار، أكد جهاز الإحصاء، على حرص الدولة الدائم على رعاية المسنين والحفاظ على حقوقهم، مدللًا على ذلك بنص المادة 83 من الدستور المصرى الذى تم تعديله في 2014، والتي نصت على أن: "تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة"، هذا بجانب ما تراعيه الدولة في تخطيطها للمرافق العامة لاحتياجات المسنين، كما تشجع منظمات المجتمع المدني على المشاركة في رعايتهم.