منصب رئيس الكونجرس "خالى".. النواب الأمريكى يعزل رئيسه للمرة الأولى فى تاريخه بعد تخلى الجمهوريون عنه.. مكارثى: أشعر بالارتياح ولن أترشح مجددًا.. بايدن يطالب بسرعة انتخاب رئيس جديد.. وترامب غاضب من انقسام حزبه

سابقة تاريخية لم تمر على الكونجرس الأمريكي والذى يبلغ عمره 234 سنة، حيث قام نواب البرلمان بالتصويت على عزل رئيس الكونجرس كيفن ماكارثي من منصبه وذلك للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، وسط صراع داخلي بين نواب الحزب الجمهورى الذى ينتمى له مكارثى في وقت حساس للغاية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

وصوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً"، في خطوة تشرّع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة ماكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وجاء انقلاب الحزب الجمهورى ضد مكارثى بعدما أثار حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع الماضى عندما تعاون مع الحزب الديمقراطى لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي، وتضاءلت فرص بقاء رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن ماكارثي في منصبه بعدما أعلن الديمقراطيون أنهم لن ينقذوه في تصويت للإطاحة به، وقاد التحرّك عضو الكونجرس مات غايتس الذي لطالما كان مناهضا لماكارثي، وبدأ الأمر عندما قدّم غايتس الاثنين مذكرة لـ"إخلاء منصب رئيس مجلس النواب".

وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بماكارثي الذي رسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة، وكانت قيادة الحزب الجمهوري حذّرت نواب الجناح المتشدّد من إغراق الحزب "في الفوضى"، لكنّ غايتس، الذي اشتكى مراراً من عدم احترام ماكارثي الاتفاقات المبرمة مع المحافظين، ردّ قائلاً إنّ "الفوضى هي رئيس مجلس النواب ماكارثي".

وأضاف بعد التصويت أنّ "سبب سقوط كيفن ماكارثي اليوم هو أنّه لا أحد يثق بكيفن ماكارثي"، وتابع "لقد قدّم كيفن ماكارثي وعوداً متناقضة متعددة، وعندما استحقّت جميعها، خسر".

ووفقا لصحيفة ذا هيل، حاول البيت الأبيض الابتعاد عن الدراما في مجلس النواب قبل التصويت، قائلا إنه لن يتدخل ولن يعلق على القيادة لكنه وصف الوضع بأنه "فوضوي"، حيث قالت بيير في وقت سابق من يوم الثلاثاء قبل التصويت: "فيما يتعلق بالفوضى التي نراها في الجمهوريين في مجلس النواب، نعم إنها فوضوية للغاية للأسف.. هناك فوضى، وأغلبية صغيرة من حزبهم تسبب الفوضى بالفعل".

ورغم ذلك طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن مجلس النواب اليوم الأربعاء بسرعة انتخاب رئيسا بعد الإطاحة بالنائب كيفين مكارثى من منصبه أمس، وقالت كارين جان بيير السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض بعد فترة وجيزة من التصويت، إن بايدن أظهر أنه حريص دائمًا على العمل مع كلا الحزبين في الكونجرس بحسن نية نيابة عن الشعب الأمريكي، وأضافت: "لأن التحديات العاجلة التى تواجه أمتنا لن تنتظر، فهو يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيسًا له بسرعة".

ولم يذكر البيان بشكل خاص مكارثي، وما إذا كان ينبغي إعادة انتخابه رئيسًا أو تأييد رئيس جديد، وقالت جان بيير في إشارة إلى بايدن: "بمجرد أن يفي مجلس النواب بمسئوليته في انتخاب رئيس، فإنه يتطلع إلى العمل معهم ومع مجلس الشيوخ لمعالجة أولويات الشعب الأمريكي".

وعقب التصويت الذي اقال مكارثي، تم إعلان النائب باتريك ماكهنري الجمهوري عن ولاية نورث كارولاينا، وهو حليف رئيسي لمكارثي، رئيسًا بالنيابة، ويعرف باسم المتحدث المؤقت.

وأشارت الصحيفة الى ان تصويت الثلاثاء يمثل المرة الأولى التي يصوت فيها مجلس النواب على إقالة رئيسه وهو تطور تاريخي من شأنه أن يدفع المجلس إلى سباق فوضوي آخر على منصب رئيس المجلس، بعد انتخاب مكارثي "الماراثوني" في يناير.

في حين جاء تعليق دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق سريعا حيث انتقد قرار مجلس النواب الأمريكي بعزل رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه مساء أمس، منتقدا الانقسام الداخلي بين نواب الحزب الجمهورى الذى ينتمى له، وتساءل ترامب، وفقا لقناة الحرة الأمريكية:"لماذا الجمهوريون منقسمون دائما عوضا عن مواجهة اليسار الديمقراطي الذي يدمر الولايات المتحدة؟".

وقال مكارثى عقب عزله، إنه يشعر بالارتياح بعد السابقة التاريخية بالإطاحة به من منصبه كرئيس للمجلس، وقال أنه لا ينوي الترشح مجددا لرئاسة مجلس النواب، وأضاف "لقد ناضلت من أجل ما أؤمن به، أعتقد أن بوسعي مواصلة القتال، ولكن ربما بطريقة مختلفة"، وأشار إلى أنه قام بالمخاطرة من أجل الشعب الأمريكى، مضيفا: "أترك منصبي وأنا أشعر بالفخر والانجاز والتفاؤل."

وجاء انتخاب مكارثي في يناير الماضى كرئيس للكونجرس بشق الأنفس بعد 14 إخفاقًا في تأمين النصاب القانوني لانتخابه رئيسًا لمجلس النواب الأمريكي، ليخلف النائبة الديمقراطية المخضرمة نانسي بيلوسي التي كانت تشغل المنصب.

وعكست إخفاقات مكارثي حينها رغم الأغلبية الضئيلة لحزبه في مجلس النواب، حجم الانقسام في المعسكر الذي يستعد لخوض السباق الرئاسي في 2024 دون مرشح واضح مجمع عليه، وإثر مفاوضات شاقة، رضخت مجموعة النواب التي كانت تعرقل انتخابه، ليترك مكارثى منصبه بعد عشرة أشهر في سابقة تاريخية.