الإبتزاز الالكترونى - أرشيفية
يشير الواقع العربي، إلى إقبال ملحوظ على جرائم الابتزاز الإلكتروني، لا سيما على ابتزاز الإناث عبر نشر صور حقيقية أو مفبركة لهن على منصات التواصل الاجتماعي، أملاً في الحصول على مكاسب منهن، سواء كانت جنسية أو مادية، ويبدو أن هذا الهوس بالإناث والإقبال الملحوظ على أداة الصور الفاضحة الضاغطة، جعل البعض يعتقد أن الابتزاز الإلكتروني، هو الضغط على امرأة أو فتاة أو طفلة، لإقامة علاقة جنسية بالتهديد بمحتوى جنسي منشور عبر الإنترنت، سواء كان المحتوى حقيقياً أو مفبركاً، ما يؤدى أحيانا إلى إنتحار الفتاة "المبتزة".
أولا: مفهوم الابتزاز الالكتروني
هي جريمة إلكترونية يقوم فيها شخص بالاحتفاظ بملفات إلكترونية خاصة بك كرهينة، بنية الحصول على مقابل مالي، أو تنفيذ طلب معين، سوآءا أكان هذا الطلب أخلاقي أو غير أخلاقي، والابتزاز الإلكتروني يتضمن الشخص الذي يبتز، ويسمى بذلك "مبتز"، والذي وقعت عليه عملية الابتزاز ويدعى "الضحية"، والمقابل الجنسي او المادي أو المعنوي.
ثانيا: كيف يحدث الابتزاز الالكتروني
في التقرير التالى، ىلقى "برلماني" الضوء على إشكالية في غاية الأهمية تتمثل فى الابتزاز الجنسي الإلكتروني الذى يكون فخ ضحاياه النساء حيث يحدث الابتزاز الالكتروني للأشخاص، عندما يحصل أحدهم على صور أو وثائق خاصة وسرية عن أي شخص، حيث تكون هذه الملفات فاضحة ومحرجة للشخص، ولا يشترط في هذه الحالة، أن يكون المبتز يجيد الاختراق، فقد يجد هذه الملفات على هاتف مفقود أو وحدة تخزين أو ما شابه ذلك، أو قد تقوم الضحية نفسها بإرسال الصور والفيديوهات للمبتز لغرض ما، بعد ذلك يبدأ المبتز بتهديد الضحية، إن لم تلبي طلباته، فسوف يقوم بنشر صورها أو إرسال الصور إلى أهلها - بحسب المستشار الدكتور صالح المرفدي، القاضى وأستاذ القانون الجنائى.
أهم أسباب الابتزاز الالكتروني
في البداية – إن أهم أسباب الابتزاز الالكترونى يمكن أن يحدث الابتزاز الالكتروني نتيجة قلة الوعي بالأمن الالكتروني، حيث تجد أن أكثر الضحايا ممن لا يعرفون الكثير عن التقنية وعن تفادي هذه الظاهرة، وكيف يتصرفون في حال وقعوا فيها، كما ان هناك أسباب أخرى أهمها – وفقا لـ" المرفدي":
1-تكوين علاقات مجهولة بالنسبة للفتاة، لأن بعض الفتيات قد تدخل في علاقة مع شخص ما، فيشرع بالتقاط صور لها على حين غفلة منها، بعد ذلك يبدأ مسلسل الابتزاز، وذلك بطلب أشياء أخرى، مقابل أن لا يخبر أهلها بأنها قابلته.
2-اختراق حسابات التواصل الاجتماعي بأنواعها، وبالتالي امتلاك المبتز لعدد من المحادثات الخاصة.
3-إرسال الصور إلى شخص غير موثوق، وهذا يحدث غالبًا بهدف التعارف الالكتروني، على مواقع التواصل الاجتماعي.
4-عدم التأكد من محو المعلومات والملفات قبل الشروع في بيع الجهاز، سوآءا أكان هاتف أو حاسوب.
5-تبادل الصور المفرط في وسائل التواصل بين الشابات؛ مما يجعل الصور الخاصة في أكثر من جهاز، وبالتالي احتمالية أكثر لوقوعها في أي أحد المبتزين فاقدي الوازع الديني.
6-قلة الوعي القانوني بعقوبة التهديد والابتزاز بشكل عام بالنسبة للمبتز.
7-ضعف الرقابة على الشباب والشابات من قبل العائلة.
ماذا أفعل إذا وقعت في الابتزاز الالكتروني؟
قد يكون التعامل مع المبتز على الانترنت أمرًا خطيرًا نوعًا ما، لكن يجب أن تعي ما تقوله للمبتز بالحرف الواحد، لأنك لا تريد أن تجعله يشعر بأنك تخطط للإيقاع به، وهناك بعض الخطوات عند التعامل مع المبتز، يمكن اجمالها بالآتي -الكلام لـ"المرفدي":
1-لا تتفاوض أو تدفع أي مال للمبتز؛ لأن ذلك لن يجعله يتوقف عن ابتزازك.
2-حاول بقدر الإمكان التعرف على أي تفاصيل عن المبتز مثل الهوية، والحساب ونوع هاتفه، وأي دليل يدعم جريمة الابتزاز.
3-من الممكن أن تطلب المساعدة من محقق أو مستشار هندسي، او فني لتقنية المعلومات (أمين محل ثقة)؛ وذلك لجمع وتوثيق الأدلة.
4-قم بإبلاغ أقرب أحد جهات مكافحة الابتزاز الالكتروني.
مكافحة الابتزاز الالكتروني
1- على النطاق الشخصي
أ- التأكد من محو جميع الصور والملفات الحساسة قبل بيع الهاتف المحمول، إما باستخدام أحد تطبيقات محو الملفات في الجهاز نهائيًا، ويمكن الاستعانه بمستشار هندسي او فني لتقنية المعلومات، كما ذكرنا سلفا (امين ومحل ثقه!).
ب- عدم إرسال الصور الشخصية إلى أفراد غير معروفين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حتى لغرض التعارف.
ج- تجنب إرسال الصور الخاصة على حسابات التواصل؛ لأن اختراقها قد يتسبب في حدوث الابتزاز الالكتروني.
د- اتباع الطرق الآمنة في استخدام الانترنت، وذلك بعدم فتح الروابط مجهولة المصدر قبل فحصها من التهديدات، وكذلك عدم فتح البرامج من أي مصدر غير معروف، ما عدا تنزيلها من المتاجر المعروفة.
ه- الأهتمام بتحديث النظام والبرامج المشهورة على الجهاز؛ وذلك لتجنب أمتلاك تطبيق يحتوي على ثغرات يمكن استغلالها.
.jpg "94298-94298-94298-فيس-بوك-(2)")
2-على النطاق المؤسسي
أ- إخطار الموظف للإدارة في حال حدث له أبتزاز متعلق بالشركة أو المؤسسة.
ب- تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع التقنية بالشكل الصحيح، وبالتالي تجنّب الوقوع في الاختراق، مثل التعامل مع رسائل البريد الالكتروني بأمان.
ج- التخلّص السليم من القمامة وأجهزة الحاسوب القديمة؛ حتى لا يتم استغلالها في كشف أسرار الشركة أو المؤسسة.
د- تفعيل التوعية الأمنية لدى المجتمع بمختلف أطيافه بالنسبة لمؤسسات الاجتماعية.
عقوبة الابتزاز الإلكتروني
تفرض معظم دول العالم قوانين رادعة لمحاسبة منفذ جريمة الابتزاز الالكتروني وتختلف من دولة لأخرى. كما قد يختلف الحكم من حيث نوع الابتزاز، بعض القوانين للدول العربية عن عقوبة الابتزاز الالكتروني:
1-في مصر: عقوبة الابتزاز الالكتروني في قانون العقوبات المصري وفقًا للمادة 327، في حال كان تهديدًا على وسائل التواصل بالهاتف أو الرسائل، فإن عقوبته هي الحبس لفترة لا تتجاوز العامين، أو دفع غرامة مالية.
2-وفي المملكة العربية السعودية: تصل عقوبة الابتزاز الالكتروني في السعودية إلى دفع غرامة تقدر بـ500 ألف ريال سعودي والسجن لمدة سنة، أو إحدى العقوبتين.
3-أما في الامارات: وفقًا للمادة رقم 16 – مكافحة جرائم تقنية المعلومات – في الإمارات العربية المتحدة نصت على أن عقوبة الجاني هي الحبس لمدة لا تزيد عن عامين، وغرامة لا تزيد عن 500 ألف درهم ولا تقل عن 250 ألف، أو إحدى العقوبتين.
4- وفيما يتعلق بعقوبة الابتزاز الالكتروني في اليمن: فلا يوجد قانون لمكافحة الجرائم الالكترونية حتى اللحظة، ويتم اللجوء لتطبيق النص التقليدي المذكور في قانون الجرائم والعقوبات، حيث بينت المادة رقم 313 من قانون الجرائم والعقوبات بأن عقوبة جريمة الابتزاز هي الحبس لمدة خمس سنوات أو غرامة بحسب تقدير القاضي، وعقوبة التهديد أيضًا سنة أو غرامة مالية.
