إنفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين إلى قطاع غزة بات ضرورة لا غنى عنها فى ظل الوضع المؤسف والمأساوى الراهن، واستقبلت مصر الآلاف من أطنان المساعدات الإنسانية من قبل مجموعة من الدول والمنظمات الدولية، انتظارًا لفتح الطريق لها لإغاثة شعب غزة الذى يتعرض لجرائم وحشية وسط نداءات للمجتمع الدولى بضرورة تحمل مسئولياته فى الإسراع بإدخال المساعدات والقوافل الإغاثية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
وتعالت المطالبات البرلمانية بضرورة السماح بدخول المساعدات كمطلب إنسانى لإنقاذ الشعب الفلسطينى بغزة، حيث شدد النائب محمد كمال مرعى رئيس لجنة المشروعات بمجلس النواب على أهمية فتح معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية المحملة بالغذاء والدواء لأهالى غزة، كحق إنسانى لهذا الشعب الذى يتعرض لمجازر إنسانية تخالف كافة المواثيق والقوانين الدولية.
وأكد النائب محمد مرعى، أن القيادة السياسية تتحرك بكافة الأتجاهات لإنقاذ الشعب الفلسطينى وتخفيف كوارث الحرب المدمرة عليه، والتى طالت جميع أنحاء غزة، وحولتها الى ساحة دمار، بعد انهيار الأحياء السكنية جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى الغاشم، وقصف المستشفى المعمدانى الذى راح ضحيته مئات الشهداء فى جريمة نكراء، مؤكدًا أنه يجب علينا الاصطفاف وراء القيادة السياسية فى ظل تلك المحنة العربية.
وأضاف رئيس لجنة المشروعات، أن القيادة السياسية المصرية دائمًا وأبدًا تدعم القضية الفلسطينية منذ عقود، وقد بذلت جهودًا كبيرة من أجل تحقيق حل عادل يضمن حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره والعيش فى دولة مُستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى الدفاع عن الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التى تؤكد الحق الفلسطينى فى إقامة دولته المُستقلة.
من جانبه، استنكر النائب عمرو فهمى عضو مجلس الشيوخ المصرى الجريمة النكراء التى أقدم عليها الاحتلال الإسرائيلى بقصفه مستشفى المعمدانى بقطاع غزة، والذى أسفر عن استشهاد وإصابة المئات، وهى الجريمة التى تأتى امتداد لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على ضرورة ان يتطلع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف هذا العدوان الإسرائيلى فورًا، والعمل بشكل جاد وسريع لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين المحاصرين فى غزة، مؤكدا أن ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات للقانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب، إنما ترقى إلى جرائم الحرب التى تستوجب المسائلة والمحاسبة العاجلة.
وحذر عضو مجلس الشيوخ، بأن هذا التصعيد الاسرائيلى سيؤدى إلى إشعال مزيد من الغضب فى المنطقة، ويصعب من إمكانية تحقيق السلام العادل والشامل الذى هو السبيل الوحيد للتعايش وتحقيق الأمن الجماعى.
ويستهجن فهمى الجريمة التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى، فإنه يدعو الله أن يتغمد شهداء تلك الجريمة بواسع رحمته، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
فيما طالبت النائبة ميرال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، بضرورة إيجاد حل سريع للسماح بوصول المساعدات العربية لأهالى قطاع غزة، فى المستشفيات والمنازل، مشيرة إلى أن تعطل وصول المساعدات حتى الآن للمستشفيات يشكل خطرا كبيرا على المرضى المصابين والجرحى، ويعرض حياة مدنيين وأطفال ونساء للخطر.
وأكدت الهريدى، أن تعنت سلطات الاحتلال فى السماح بدخول المساعدات من معبر رفح يزيد من حدة وتوتر الأوضاع المتصاعدة فى قطاع غزة، مشيرة إلى أن المرضى بحاجة إلى الإسعافات والمساعدات المرسلة، لإنقاذهم من الموت، لافتة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى وصلت لحد التهور غير المسبوق فى جرائمها فى حق الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد قصف مستشفى الأهلى المعمدانى بقطاع غزة، وموت أكثر من 500 شهيد يضافوا لسجل المناضلين على أرضهم وكرامتهم وحقوقهم.
وأضافت أن استهداف مستشفى يأوى إليه المئات من المرضى والنازحين، يمثل واحدًا من أبشع المجازر فى تاريخ الصراع، مطالبة بضرورة العمل لتبنى موقف دولى حاد وصارم ضد الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة إلى السعى لتحويل هذه الجريمة مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية، نظرا لأن قصف مستشفى فيه أطفال ونساء ومدنيون أبرياء، يعتبر مثالًا حيًا على الهجمات الإسرائيلية، التى تنتهك كافة القيم الإنسانية.