مر أكثر من أسبوعين على اندلاع الحرب الغاشمة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ليواصل المحتل انتهاكاته ضد الإنسانية وكافة المواثيق الدولية التى تنادى بالسلام والدفاع عن حقوق الإنسان، وفي هذا السياق نظم حزب المؤتمر، برئاسة عمر المختار صميدة عضو مجلس الشيوخ، ندوة بعنوان «مصر والقضية الفلسطينية»، وذلك لمناقشة تداعيات الأزمة الفلسطينية، وكشف حقيقة ما يجري داخل قطاع غزة وانتهاكات جيش الاحتلال ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال.
وقد شارك بهذه الندوة السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، وعدد من قيادات الحزب واعضاء من مجلسي النواب والشيوخ.
وفي بداية الحديث، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن هناك أزمة تعصف لأول مرة بتاريخ القضية الفلسطينية، في ظل الضغوط التى تمارس من قبل الغرب إزاء القضية، مشيرا إلى أن مجرد انعقاد قمة القاهرة للسلام 2023 كان نجاح في حماية الأمن القومي والتأكيد على الحق الفلسطيني ورفض التهجير القسري.
السفير محمد العرابي: الهجوم البري الإسرائيلي على غزة يكتب نهاية نتنياهو سياسياً
وأشار " العرابي "، إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، سيكتب النهاية السياسية لنتنياهو، مؤكدًا أن لا يوجد مقاومة في التاريخ يتم القضاء عليها، وسوف تتكبد قوات الاحتلال الكثير من الخسائر المادية، لافتا:" نعيش الآن في حزام مشتعل يشمل ليبيا والسودان وفلسطين، لكن على الرغم من ذلك لايمكن التأثير على الشعب المصري، خاصة أننا نملك قائد يجيد إدارة الأزمة ويكون الفعل ولم ينتظر أن يكون رد
واستطرد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر كشفت بالقول والفعل أن فلسطين في القلب ولا يمكن التفريط في هذه القضية، مؤكدا أن قمة القاهرة للسلام بعثت رسالة واضحة بالتأكيد على الحق الفلسطيني، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية مختطفة بين قوى إقليمية ودولية، فهي التى تعرقل الوصول الى الحق الفلسطيني، في المقارنة نجد أن مصر هي الدول التى ترى فلسطين دولة ذات سيادة، وتسعى الى حلول حاسمة لضمان حق الشعب الفلسطيني، موضحا إن الرأى العام الغربي تغير كثيرا عن الأيام الأولى من الحرب، وبات هناك اصطفاف مع الشعب الفلسطيني،بعد الانتهاكات الاسرائيلية الصارخة على مدار الأيام الماضية.
ونوه إلى أن ما يحدث الآن من هجوم غاشم من الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة هى أزمة تنقسم لمحورين وهما القضية الفلسطينية والأمن القومى المصرى، ويتم حاليا التحرك تجاهما.
وتابع "العرابي": "المواقف الأمريكية ثابتة، من ناحية دعمهم لإسرائيل، والحفاظ على ما يطلق عليه أمن إسرائيل، منوها أننا أمام مرحلة قد تكون منحة تخرج من رحم المحنة".
السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر قدمت الدماء من قبل لأجل فلسطين وصاحبة يد نظيفة لدعم القضية
في حين كشف دياب اللوح السفير الفلسطيني بالقاهرة، عن دور مصر التاريخي على مر العقود الماضية لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر كافحت ولازالت تقف وتدعم الشعب الفلسطينى، حتى يحصل على حقه فى إقامة دولته على حدود 1967، وعاصمتها القدس، مؤكدا أن الجيش المصرى قدم الشهداء والأسرى والجرحى، من أجل فلسطين ومثلما صرح الرئيس الفلسطينى من قبل نكرر: "نحن لانقبل فى شؤوننا الداخلية لكن نقبل أن تتدخل مصر، لأنها حينما تتدخل يكون ذلك لصالح فلسطين.
وأضاف السفير الفلسطينى بالقاهرة، أن مصر صاحبة يد نظيفة وسجل كفاحى عريق فهى الدولة التى قدمت الدماء من أجل الشعب الفلسطينى، لافتا إلى أننا شركاء فى صيانة الأمن ومكافحة الإرهاب والمخططات الاستعمارية التى تنال مننا.
وتتطرق إلي قضية التهجير القسري للفلسطينيين بقطاع غزة، مؤكدا أن مخطط التهجير بدأ منذ عام ١٩٤٨ وظهر مجددا في خقب زمنية مختلفة بالخمسينات وأثناء حرب ١٩٧٣، وعاد من جديد في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، خلصة أنهم اعتقدوا أنه وسط الدمار الشامل يمكن أن يتم تنفيذ هذا المخطط.
وشدد السفير الفلسطينى، على رفض الشعب الفلسطينى والمصرى التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا لم نترك أرصنا ولم نسمح بحدوث نكبة جديدة ولم نكرر أخطاء الماضي.
وحول الوضع الراهن في غزة، كشف دياب اللوح، أن لم يتم الحصول على إحصائية دقيقة بأعداد الجرحي والشهداء، لكن هناك قرابة 20 ألف شهيد وجريح ومعتقل، مؤكدا أن هناك عصابات مسلحة تقوم بالسطو علي كل ممتلكات الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الحرب الغاشمة على غزة ساهمت في تدمير من ٤٠ إلى ٥٠ % منها، خاصة بعد استهداف المدارس والمستشفيات والمساجد و الكنائس، قائلا:" ليس هناك منطقة آمنة في غزة"
السفير الفلسطيني: قمة القاهرة للسلام ناجحة وكشفت الدور المحوري المصري لدعم القضية في وقت عصيب
وثمن دياب اللوح، انعقاد قمة القاهرة للسلام، السبت الماضي، مؤكدا أن الجهود المبذولة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسهم في وقف مخطط التهجير بلا رجعة، لافتا أن قمة القاهرة للسلام كانت في غاية الأهمية ونجحت في التأكيد على الحق الفلسطيني في هذا الوقت الدقيق، كما أكدت على الدور المحورى المصري في وقف الصراع الحالي، كما لخصت الموقف العربي والمصري وشكلت استراتيجية لعمل سياسي يهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المتصلة جغرافيًا.
وشدد إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بإقامة دولته على أراضي سيناء، مشددا أن الشعب والحكومة الفلسطينية تحترم السيادة المصرية ولن تقبل بهذا المخطط، معلنا رفض الشعب الفلسطيني أيضا بإقامة دولة فلسطينية دون غزة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لديهم من الوعي الوطني لرفض كل هذا المخططات .
واختتم حديثه قائلا:" العدوان الإسرائيلي الغاشم لم يجبرنا على مغادرة وترك بيوتنا حتى لو دمرت على رؤوسنا سنبقى بجانب هذا الركام".
مجدي مرشد: تطورات الأحداث في غزة فرصة لإحياء القضية الفلسطينية من جديد
ومن جانبه، قال دكتور مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر، إنه من المهم أن يدرك العالم ما يقوم به العدوان البربري الغاشم في قطاع غزة، منوهًا إلى أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من هجوم يعد استكمالًا لسلسة جرائمه الذي شنها منذ القدم.
وأشار إلى أن ما يحدث الآن من تطور في الأحداث يعد فرصة لإحياء القضية الفلسطينية بشكل واضح ووضعها على الخريطة الدولية من جديد، كما أنها فرصة لتعريف الشباب بها من جديد وهو مار أيناه على أرض الواقع فالشباب هم الفئة الأكبر الذي خرجت دعما للقضية في كافة المحافظات.
واستطرد أن ما يحدث الآن احياء للقضية الفلسطينية وليس في الدول العربية فقط بل في كافة دول العالم، مختتما أن هذه القضية لن تمر دون انتهاء وعودة الفلسطينين لارضهم دون تزحزح من شبرا واحدا .