منحازون وشركاء جريمة.. الملكة رانيا تفضح ازدواجية المعايير الغربية.. قائمة جرائم الإعلام الغربى بدأت بتضليل "CNN".. الأطفال مقطوعو الرؤوس أبرز السقطات.. وملاحقة داعمى فلسطين فى أطقم "BBC" مستمرة.. فيديو
العدوان الإسرائيلى على غزة
الأربعاء، 25 أكتوبر 2023 05:00 م
كتبت جينا وليم
الحرب العنيفة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 19 يوما كشفت انحياز كثير من وسائل الإعلام الغربية التى كانت تتحدث دوما عن الحياد والمهنية وحرية التعبير، فمنذ بداية عملية طوفان الأقصى، أصبحت كثير من وسائل الإعلام الغربية تعتمد رواية الاحتلال الإسرائيلى على ما سواه متجاوزة فى كثير من الأحيان الضوابط المهنية والحياد وقد ظهرت ازدواجية المعايير الغربية فى أكثر من مناسبة.
وانتقدت الملكة رانيا العبدالله، قرينة العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، الازدواجية الصارخة فى تفاعل العالم الغربى مع الكارثة الإنسانية فى غزة.
وقالت ملكة الأردن فى مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية: هناك "ازدواجية صارخة فى المعايير"، حيث يدين العالم الغربى حماس، ولكنه لا يدين القصف الإسرائيلى على غزة أو يدعو إلى وقف إطلاق النار.
وأضافت الملكة رانيا: "الناس فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما فى ذلك الأردن، يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد العالم على هذه الكارثة".
وتابعت: "أريد أن أذكر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن مثل أى أم فى العالم، واضطرارهن إلى أن يواجهن ذلك لا يصدق. وبشكل متساو، أعتقد أن الناس فى كل أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها الأردن، يشعرون بالصدمة والإحباط من رد فعل العالم لهذه الكارثة التى تتكشف".
وشددت الملكة رانيا على أن هناك "معايير مزدوجة صارخة فى العالم"، حيث يظهر الدعم الفورى لإسرائيل بينما يبدى العالم صمتًا أمام القصف الإسرائيلى على غزة: "فى الأسبوعين الماضيين، شاهدنا معايير مزدوجة صارخة فى العالم. عندما حدث ما حدث فى السابع من أكتوبر، العالم -بشكل فورى وواضح- وقف إلى جانب إسرائيل وحقها فى الدفاع عن نفسها، وأدان الهجمات التى حدثت. لكن ما الذى نشاهده فى الأسبوعين الماضيين، نشاهد صمتا من العالم، الدول توقفت فقط عند إبداء قلقها أو الإقرار بالضحايا، ولكن دائما مع إعلان الدعم لإسرائيل".
وتابعت: "هل يتم إخبارنا بأنه من الخطأ قتل عائلة بأكملها بالرصاص، ولكن من المقبول قصفهم حتى الموت، يوجد معايير مزدوجة صارخة هنا، والأمر صادم للعالم العربى، هذه المرة الأولى فى التاريخ الحديث التى يحدث فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية، والعالم لا يطالب حتى بوقف إطلاق النار".
وأكدت الملكة رانيا أن "الصمت يصم الآذان، وبالنسبة للكثيرين فى منطقتنا يجعل العالم الغربى متورطا، عبر الدعم والغطاء اللذين يمنحونهما لإسرائيل بحجة الدفاع عن نفسها، الكثيرون فى العالم العربى ينظرون إلى العالم الغربى ليس فقط على أنهم يتحملون ذلك، بل يدعمونه أيضا. وهذا أمر شنيع ومحبط للغاية بالنسبة لنا".
ومن قصة "قطع رؤوس أطفال إسرائيليين"، مرورا بتسمية العدوان نفسه بـ"حرب إسرائيل وحماس"، وليس آخرا باتهام حركة الجهاد الإسلامى بالمسؤولية عن مجزرة مستشفى المعمدانى فى غزة، سقطت وسائل الإعلام الغربية فى فخ الرواية الإسرائيلية القائمة على الدعاية وليس الحقائق على الأرض.
ويمكن للمتابع أن يلاحظ جوهر وشكل التغطية الصحفية فى واشنطن ولندن وبرلين وغيرها من العواصم التى تؤيد وجهة النظر الإسرائيلية فى تناولها للأحداث بناء على هوية الضحايا وانتمائهم لا على أساس قيمة الحياة الإنسانية بحد ذاتها.
ويتجلى الدعم الإعلامى الغربى الكامل فى تبنى كل الأخبار الواردة من إسرائيل عندما تحدث الرئيس الأمريكى جو بايدن، عن "قطع حماس رؤوس أطفال إسرائيليين"، الذى فبركته مصادر إسرائيلية، كما تناقلته وسائل إعلامية غربية مشهورة.
الأنباء التى اعتُمدت فى الغرب على أنها حقائق -دون تحقق- أُفردت لها تغطيات واسعة قبل أن يظهر سريعا أن مصدرها جندى اسمه ديفيد بن زيون، وهو من عتاة المستوطنين المؤيدين لقتل الفلسطينيين، صرح بها لقناة إسرائيلية وطارت بها الأنباء كحقيقة فى كبرى قنوات التلفزة الغربية وتصدّرت صحفهم.
ومنذ بداية الحرب، تورط الغرب بزعمائه وإعلامه فى عدة سقطات التى كشفت الانحياز الأعمى. فقد تخلت صحيفة الجارديان البريطانية عن رسام الكاريكاتير الشهير ستيف بيل، بعد رحلة عمل امتدت 40 عامًا، وذلك لرسمه كاريكاتير اعتبرته إدارة الصحيفة مسيئًا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ويشبه بينه وبين المرابى اليهودى شايلوك، بطل مسرحة تاجر البندقية، لشكسبير.
وجاء قرار الجارديان بعد ساعات من نشر الرسمة التى ظهر فيها نتنياهو، وهو يجرى عملية جراحية على بطنه تشكل قطعا فى خطوط قطاع غزة، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.
وأظهر ستيف بيل، رئيس الوزراء الإسرائيلى وهو يستعد لإجراء عملية جراحية على بطنه مرتديا قفازات الملاكمة، حيث يمكن رؤية الخطوط العريضة لقطاع غزة مع عبارة تقول "يا سكان غزة.. اخرجوا الآن" فى إشارة إلى أمر الاخلاء الذى أصدره نتنياهو لسكان القطاع.
وقال بيل، الذى عمل مع صحيفة الجارديان لأكثر من 40 عاما، أن الرسوم الكاريكاتورية أثارت إدارة الصحيفة، وتابع فى منشور على منصة "اكس": "فقط للتوضيح، قدمت الرسم الكاريكاتورى حوالى الساعة 11 صباحًا، وربما هو أقدم رسم كاريكاتورى على الإطلاق، ولكن بعد 4 ساعات فى القطار المتجه إلى ليفربول، تلقيت مكالمة هاتفية مشئومة من المكتب تحتوى على رسالة غامضة بشكل غريب فيها عبارة (رطل من اللحم)" فى إشارة إلى الرسم الأخير.
وتابع: "قد تكون عبارة (رطل من اللحم) إشارة إلى شيلوك، المرابى اليهودى فى مسرحية شكسبير تاجر البندقية".
وقبل واقعة الجارديان، كانت سقطات "بى بى سى"، حيث فتحت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقًا مع الصحفيين والإعلاميين المنتسبين لها، بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية ودفاعهم عن فصائل المقاومة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها "تحقق بشكل عاجل" فى مزاعم بأن العديد من مراسليها أشادوا بالهجمات على إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعى، بعد أن قالت شخصيات متعددة تابعة لقناتها العربية أن الضحايا المدنيين (الإسرائيليين) لا ينبغى اعتبارهم مدنيين أبرياء.
ولم يكن الانحياز الصارخ قاصرا على الصحافة ووسائل الإعلام الغربية وحدها بالطبع، بل وصل الأمر إلى أن حتى كبار المسئولين بدأوا يروجون لأكاذيب فى محاولة لتبرير مواقفهم المخزية من مساندتهم لإسرائيل فى حربها على الفلسطينيين.
منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى تبنت الولايات المتحدة الموقف المعتاد من مساندة إسرائيل التامة، وإرسال مساعدات عسكرية على الفوز تمثلت فى حاملتى طائرات وقوات خاصة وغيرها من الأسلحة التى طلبتها الدولة العبرية بشكل فورى.
ففى كلمة ألقاها أمام الطائفة اليهودية الأسبوع الماضى، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن أن على الأمريكيين رؤية ما يحدث، وأنه لم يتخيل "رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال".. وأضاف أن "هذا الهجوم كان حملة من القسوة الخالصة وليس الكراهية فقط ضد الشعب اليهودى".
لكن البيت الأبيض اضطر إلى التراجع عن تصريح بايدن، وخرج مسئول فى الإدارة الأمريكية ليقول عبر "سى أن إن" أن هذه التصريحات كانت مبنية على "مزاعم" مسئولين إسرائيليين وتقارير إعلامية محلية.
وقال المسئول، إن بايدن والمسئولين الأمريكيين لم يروا هذه الصور ولم يتحققوا بشكل مستقل من المزاعم.
لكن غياب الحياد والمهنية عن تغطية كثير من وسائل الإعلام الغربية لعملية طوفان الأقصى والحرب غير المسبوقة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على غزة، لم تتوقف عند حد الانحياز للرواية الإسرائيلية، ومحاولة نشر التضليل الإعلامى بشكل -يرى كثيرون- أنه ممنهج، بل وصل إلى "إسكات" بعض الأصوات التى لا تتماهى مع هذا الخط.
وأبرز مثال على ذلك، ما فعلته شبكة "إم إس أن بى سي" الأمريكية، حين أوقفت 3 من أبرز مذيعيها المسلمين قبل أيام.
وأكدت مصادر أن مهدى حسن وأيمن محيى الدين وعلى فلشى تم إخراجهم بهدوء من منصبهم كمذيعيين منذ هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل.
وفى أمريكا أيضا، تم فصل المراسل الرياضى جاكسون فرانك من موقع "فيلى فويس" الإخبارى الذى انضم إليه أخيرا بعد أن كتب على موقع إكس "أتضامن مع فلسطين دائما"، فردّ الموقع بإقالته.