انقضى شهر عاشه أهل قطاع غزة في الجحيم، ينامون على أصوات الانفجارات ويستيقظون على فقد أحباء جدد، شهر كشف ازدواجية العالم الغربى الذى أدار ظهره للأطفال والنساء المحاصرين داخل القطاع، ودماء الأبرياء التي لطخت أيادى حكومات ممدت يد الدعم للاحتلال الاسرائيلى ليرتكب مزيد من المجازر.
وعلى مدار الـ30 يوما الماضية لم يتمكن أي طرف من الوقوف في وجه الوحشية الإسرائيلية بل على العكس تزداد مجازرها يوما بعد يوم والمجتمع الدولى لم يحرك ساكنا، مما كشف عجز الأمم المتحدة بجميع مؤسساتها ومجلس الأمن والقانون الدولى من ردع دولة ترتكب جرائم حرب أمام الجميع.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في إحصاء الثلاثون يوما أن 9730 شهيدا ارتقوا بقطاع غزة، وأُصيب أكثر من 24 ألفًا، منذ 7 أكتوبر أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين.
وقالت الوزارة أن 16 مستشفى من أصل 35 توقفت عن العمل جراء القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود، وتابعت أن 117 ألف نازح بجانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية، كما أن هناك 1.5 مليون مواطن نزحوا بغزة داخليا، حيث يعيش نحو 690 ألفًا و400 مواطن في 149 ملجأ طوارئ مخصصا للأونروا.
وأفادت الصحة الفلسطينية بأن نحو 35 ألف وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكامل، و165 ألف وحدة تعرضت لتدمير جزئي، وأن هناك 15 مرفقا صحيا و51 عيادة صحة أولية تعرضت للتدمير، وهناك 221 مدرسة مدمرة منها 38 مدرسة مدمرة كليًا، كما تعرضت 42 منشأة تابعة للأونروا للتدمير بما في ذلك الأماكن التي لجأ إليها النازحون، كما تضررت 7 كنائس و52 مسجدا نتيجة القصف.
ونوهت بأنه تم تسجيل 130 اعتداءً على القطاع الصحي، حيث استشهد 150 من الكوادر الصحية، و34 من طواقم الدفاع المدني وجرح أكثر من 120، بينما تضررت 50 سيارة إسعاف بينها 31 تعطلت عن العمل بشكل كامل، وتم إغلاق 16 من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة.
وأشارت إلى أن الاحتلال استهدف 3 مستشفيات رئيسية (الشفاء - ناصر للأطفال - القدس) أمس، بجانب استهدف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الشفاء ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وهو يعد من أكبر المستشفيات في القطاع ويعالج آلاف المرضى ويستضيف آلاف النازحين.
وعلى مدار الشهر ورغم أن كل يوم لم يخلوا من جريمة نكراء ارتكبها جيش الاحتلال في غزة، إلا أنه كان هناك محطات فارقة عمقت الجٌرح وأصابت العالم بحالة ذهول من هول ما تقوم به إسرائيل دون هواده بحق المدنيين، ففي 17 أكتوبر، قصفت مدفعية الاحتلال المستشفى المعمدانى، والذى راح ضحيته أكثر من 500 شخص بين شهيد وجريح.
ولم تنجو دور العبادة من القصف الاسرائيلى ففى 20 أكتوبر قصف جيش الاحتلال حرم كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة والتى لجأ إليها الكثير من مواطني غزة، وراح ضحيتها أكثر من 20 فلسطينيا، وفى 30 من اكتوبر ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلى مجزرة بشعة ضد المدنيين الفلسطينيين فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة أكثر من 400 فلسطينيا.
وفى 4 من نوفمبر، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة "الفاخورة" في مخيم "جباليا" الواقع شمال قطاع غزة، بـ4 صواريخ
وراح ضحيتها نحو 150 شهيدًا وجريحًا، وفى 5 نوفمبر استهدفت إسرائيل بوابة مستشفى الشفاء في قطاع غزة، وأدّى القصف الذي استهدف سيّارات إسعاف أمام المستشفى وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 60 آخرين.
كما قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات محيط المستشفى الإندونيسي، بدوار الشيخ زايد شمال قطاع غزة، فى الليلة نفسها استهدف قافلة الإسعاف أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في ارتكاب المزيد من المجازر، حيث تم استهداف 3 مستشفيات هي مجمع الشفاء ومستشفى القدس والمستشفى الإندونيسي.