يبدوا أن زلزال السابع من أكتوبر لازالت تداعياته تهز كافة أركان تل أبيب، وقنابل جيش الاحتلال التي تضرب المدنيين العٌزل في قطاع غزة ترتد في الداخل الاسرائيلى، فبعد 29 يوما على الحرب أصبحت إسرائيل ليس فقط فى مرمى نيران صواريخ المقاومة الفسطينية ولكن أيضا تعيش تحت وقع انقسام وحرب داخلية بين كافة مؤسساتها الرسمية وعلى المستوى الشعبى أيضا.
وخلال الـ24 ساعة الماضية شهدت دولة الاحتلال تصاعد لأعمال العنف والشغب في الشارع من محتجين غاضبين جراء سياسية الحكومة اليمينية المتطرفة، تلك التظاهرات التي وصلت حتى بيت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والغضب من الحكومة ليس في الشارع فقط، بل إن أعضاء الحكومة أيضا منقسمون فيما بينهم ويحاول كل طرف التنصل من المسئولية عن صدمة 7 أكتوبر.
وليس هناك دليلا على التخبط والإحباط الذى تعيشه المؤسسة الحكومية الإسرائيلية مما حدث اليوم من خلاف بين نتنياهو ووزير التراث أميخاي إلياهو، حيث صدم الأخير الجميع بدعوته لإستخدام قنبلة ذرية على قطاع غزة، مما دعى نتنياهو للخروج السريع والتنصل من تلك التصريحات التي ستؤدى إلى تصاعد الغضب الدولى ضد مجازر الاحتلال.
وبدأت القصة صباح اليوم عندما صرح وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بأن إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة هو "أحد الاحتمالات" الممكنة، وردا على سؤال في مقابلة مع محطة "كول بيراما"، عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، أجاب وزير التراث عميحاي إلياهو أن هذا "أحد الاحتمالات".
وذكرت إذاعة كان الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوقف وزير التراث أميخاي إلياهو عن اجتماعات الحكومة، بعد ذكر الأخير أن إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة هو "أحد الاحتمالات" التي يجب أخذها بالاعتبار، وأشارت الإذاعة إلى أنه سيتم تعليق مشاركة وزير التراث إلياهو في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية "حتى إشعار آخر".
يأتي ذلك بعد أن سارع نتنياهو، إلى التنصل من ادعاء وزير التراث، عميحاي إلياهو، بأن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة هو أمر وارد، وقال نتنياهو في بيان، إن "كلام عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع، إن إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي، من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر"، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ماحدث ورط نتنياهو دوليا الذى يواجه بالفعل انقلاب للرأي العام الدولى ضد تل أبيب بعد المجازر المتتالية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة على مسمع ومرأى من العالم، فضلا عن أنه أغضب عائلات الأسرى لدى حماس، مطالبين بحماية أبناهم الموجود ين داخل القطاع، ويأتي هذا التخبط بعد ليلة ساخنة عاشتها شوارع تل أبيب حيث اندلعت صدامات بين متظاهرين والشرطة الإسرائيلية أمام مقر الإقامة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسط غضب شديد من الإخفاقات، وذلك قبل أن يقتحموا حواجز الشرطة حول المقر الخاص بإقامة نتانياهو في القدس.
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الفيديوهات قالوا إنها لمظاهرات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ورفع المتظاهرون صور الأسرى في قطاع غزة وعدد من اللافتات كتبوا عليها شعارات بعضها تطالب نتنياهو بالاستقالة، وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن مئات المتظاهرين أمام منزل نتنياهو في قيسارية طالبوه بالاستقالة، وهتفوا "لقد تم التخلي عنا"، واتهموه بـ"الفشل" في إدارة الحرب على قطاع غزة، ومحاولة إطالة أمد الحرب، تحسبا من الخطر الذي يتهدد مستقبله السياسي.
كما تجمع الآلاف للتظاهر في تل أبيب في ما بات يعرف بـ"ميدان المخطوفين والمفقودين" في إشارة إلى الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، ورفع المتظاهرون في تل أبيب لافتات كتب عليها "أعيدوا المختطفين"، وجاء في الدعوة إلى المظاهرة للتضامن مع عائلات الرهائن والأسرى، أنه "تمر المزيد والمزيد من الأيام والمختطفون ليسوا معنا، نخرج للمطالبة باستعادتهم، لا نترك المختطفين خلفنا، ولن نترك الأهالي بمفردهم".
ويتظاهر آلاف الإسرائيليين بشكل شبه يومي، في أنحاء البلاد، للضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة، علما أن هناك ما لا يقل عن 242 إسرائيليًا، أسرتهم فصائل المقاومة في غزة خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ويتزامن هذا الغضب الشعبى مع استطلاع للرأي أظهر أن 76% من الإسرائيليين يرون اهمية استقالة نتانياهو بينما اكد 64% إنه يجب إجراء انتخابات بعد هذه الحرب مباشرة، وبحسب الاستطلاع الأول منذ الحرب والذي أجرته القناة الـ13 العبرية، فإن 56% من المستطلعين لا يثقون بنتنياهو في إدارة الحرب، مقارنة بـ28% يثقون بإدارته.
وعندما سئل المشاركين في هذا الاستطلاع عن المسؤول الأكبر عن هجمات حماس، حمل منهم 44% نتانياهو المسؤولية وحمّل 33% منهم المسؤولية لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ولكبار مسؤولين الجيش.