بعد 47 يوما من المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة والتي راح ضحيتها ما يقارب 20 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، ستتنفس غزة الصعداء في أعقاب الإعلان عن اتفاق الهدنة لمدة أربعة أيام بعد نجاح الوساطة المصرية بمشاركة قطر وأمريكا والتى ستشمل الإفراج عن 50 رهينة لدى حماس من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 150 أسير في السجون الإسرائيلية من النساء والأطفال أيضا.
وفور الإعلان عن نجاح الصفقة والجهود المصرية التي تعتبر بمثابة إغاثة لأهالى القطاع من نيران الاحتلال المنصبة على المدنيين، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالهدنة، ففي حين رأت الدول الغربية في إعلان الهدنة خطوة إيجابية، طالبت الأطراف العربية بضرورة تحويل الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والسماح بدخول المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية والأدوية والوقود إلى جميع مناطق قطاع غزة.
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن "رضاه التام" عن هذه الصفقة، وشكر بايدن الرئيس عبد الفتاح السيسي على "قيادته الحاسمة" في التوصل لهذا الاتفاق بالتعاون مع قطر، كما أشاد بإسرائيل لموافقتها على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام في غزة بما يتيح إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وذكر بايدن، أن جهودا دبلوماسية مكثفة أتاحت في أواخر أكتوبر إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين، وجاء بيان بايدن بعد إعلان مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ثلاث أمريكيات، إحداهن طفلة عمرها 3 سنوات، ستفرج عنهن حماس في إطار الاتفاق الذي أبرمته مع إسرائيل وتعهدت بموجبه بإطلاق سراح 50 رهينة مقابل إفراج الدولة العبرية عن سجناء فلسطينيين والالتزام بهدنة مدتها أربعة أيام.
من جهتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء، إن روسيا "ترحب" باتفاق الهدنة الإنسانية المعلن بين إسرائيل وحماس اللتين تتواجهان في حرب منذ مطلع أكتوبر، كما رحبت وزارة الخارجية الصينية بالهدنة المؤقتة معربة عن أملها أن تساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس. وقالت في بيان "المفوضية الأوروبية ستبذل قصارى جهدها لاستغلال هذا التوقف (في القتال) من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق الذي تم لتوصل إليه بوساطة خارجية بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، ودعا إلى حلول أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ فترة طويلة.
كما عبر الأردن عن أمله في أن تكون الهدنة الإنسانية في غزة خطوة نحو إنهاء الحرب ووقف استهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا، وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية إنها تأمل في أن يسمح وقف القتال لمدة أربعة أيام المتفق عليه بين الحكومة الإسرائيلية وحماس بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع المحاصر، وما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكنهم".
إلى ذلك، قالت كاترين كولونا وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية، إن باريس تأمل أن يتم إطلاق سراح ثمانية من مواطنيها يعتقد أنهم محتجزون رهائن بعد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وقالت كولونا لإذاعة فرانس إنتر "نأمل أن يكون هناك فرنسيون ضمن أول دفعة من الرهائن الذين سيطلق سراحهم".
بدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الاتفاق بين إسرائيل وحماس بالخطوة الحاسمة داعيا جميع الأطراف إلى ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، وقال كاميرون في بيان "يشكل هذا الاتفاق خطوة أساسية باتجاه توفير الارتياح لعائلات الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة".
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، إن دولة قطر بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بذلت جهودا كبيرة في التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية تساهم في تخفيف الأوضاع المأساوية بقطاع غزة.
وأعرب البديوي، في بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الأربعاء، أمله بأن يساهم هذا الاتفاق بدخول العديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود لأهالي قطاع غزة، وأن تكون هذه الهدنة بدايةً للوقف الدائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة في قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.