جهود لا تتوقف تقوم بها كافة أجهزة الدولة المصرية ميدانيا لخدمة الأشقاء فى قطاع غزة، عبر جسور إنسانية تصل جوا وبرا وبحرا لمدينة العريش على بعد 45 كم من الحدود المصرية مع فلسطين ومنها لمعبر رفح المفتوحة أبوابه لتتدفق المساعدات الطبية ومواد الإغاثة والوقود إلى غزة، واستقبال مصابين ونقلهم للمستشفيات، ومرور حملة الجنسيات الأجنبية القادمين من غزة وعودة أبناء غزة القادمين من خارجها لديارهم.
وتشهد مناطق معبر رفح ومدينة العريش على بعد 45 كيلومترا من الحدود المصرية مع قطاع غزة على مدار الساعة حراكا لخدمة أبناء قطاع غزة، وتسير على الطريق الرابط بين مدينة العريش ومعبر رفح مئات الشاحنات تنقل المساعدات المنوعة القادمة من كل محافظات مصر ودول عربية وأجنبية ومنظمات إغاثية، بينما يتواصل تقديم الخدمة الصحية للجرحى الفلسطينيين فى مستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد بشمال سيناء، والتل الكبير وأبو خليفة بالإسماعيلية ومستشفى العيون ببورسعيد ومستشفيات القاهرة والإسكندرية التى تتابع وصولهم عبر منفذ رفح ويتم نقلهم بواسطة 150 سيارة إسعاف مجهزة على أعلى مستوى تحت إشراف طبى.
كما يتم بالتعاون مع الجانب الفرنسى والإيطالى علاج وإجراء عمليات جراحية للمصابين الفلسطينيين فى مستشفيات عائمة تحملها سفن ترسو بميناء العريش وهى سفينة طبية إيطالية تحمل اسم «فولكانو» بطاقة 16 سرير، وتضم غرفتى عمليات وغرف رعاية وأشعة مقطعية ومعدات تشخيصية وأدوية ومستلزمات طبية، و2هيليكوبتر، لتقديم الرعاية الكاملة للجرحى الفلسطينيين، من خلال فريق طبى يضم 15طبيبا.
وسفينة فرنسية تحمل اسم "ديكسمود" من فئة الميسترال وهى عبارة عن مستشفى عائم بطاقة 40 سريرًا و25 سرير داخلى و15 سرير عناية متوسطة و5 أسرة عناية الأطفال، و2 غرفة عمليات مجهزة و20 طبيبًا فرنسيًا.
وعبر مطار العريش تم إجلاء جرحى ومرضى لعدد من الدول بعد وصولهم للجانب المصرى عبر معبر رفح قادمين من قطاع غزة ، بواسطة سيارات الاسعاف المصرية وتم نقلهم على مراحل جوا إلى قطر وتركيا والإمارات وتونس.
ووصل عدد الطائرات التى استقبلها مطار العريش بشمال سيناء خلال الفترة من النصف الأول من أكتوبر الماضى 322 طائرة قادمة من دول عربية وأجنبية ومنظمات إغاثية دولية.
وبدأ مطار العريش بشمال سيناء استقبال المساعدات لغزة فى 12 أكتوبر الماضى، وأوضحت بيانات غرفة متابعة، أنه الطائرات نقلت نحو 9000 طن من مواد الإغاثة والاغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف.
وقال الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، إنه تم استقبال جميع المساعدات بمطار العريش، وقام متطوعون بتفريغ حمولتها وتجهيزها للنقل لمعبر رفح لتصل لقطاع غزة.
والمنظمات الدولية الإغاثية التى وصلت منها طائرات المساعدات هى، منظمة الغذاء العالمى، واليونسيف، منظمة الصحة العالمية، الصليب الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود، والاتحاد الأوروبى، والأمم المتحدة.
والدول التى وصلت منها طائرات نقل مساعدات لغزة وهبطت بمطار العريش هى: الكويت، تركيا، قطر، الإمارات العربية المتحدة، روسيا، الجزائر، الأردن، العراق، إندونيسيا، فرنسا، المغرب، السعودية، باكستان، البحرين، انجلترا، البرازيل، تونس، فنزويلا، الهند، كينيا، كولومبيا، ماليزيا، اليونان، ليبيا، تركمنستان، بولندا، الدنمارك، سلطنة عمان، الشيشان، بلجيكا.
ويتواصل بلا توقف تدفق شاحنات تنقل المساعدات المقدمة من مصر لسكان قطاع غزة، قادمة من القاهرة والمحافظات لمدينة العريش ومنها تتحرك لمعبر رفح فى طريقها لغزة.
وأكد اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء أن جهود متواصلة تبذلها الدولة المصرية بالتعاون مع كافة الأطراف لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وإيصال المساعدات المتنوعة إلى قطاع غزة.
وأكد المحافظ على قيام المحافظة بجميع أجهزتها بدور كبير فى دعم الاشقاء الفلسطينيين من خلال استقبال المساعدات وتجهيزها لإدخالها إلى قطاع غزة واستقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات السيناوية، وتقديم الدعم للفلسطينيين المتواجدين فى مدينة العريش، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وقال اللواء مصطفى محمد مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمكتب محافظ شمال سيناء، أنه منذ اندلاع الحرب على غزة أصبحت مدينة العريش واجهة لاستقبال جميع المساعدات.
وقال إن هذه المساعدات نقلتها شاحنات تم تأمين وصولها وتحركها بالتتابع إلى معبر رفح ودخولها لقطاع غزة وفق الألية المتبعة، لافتا أن هذه مساعدات مقدمة من مؤسسات المجتمع المدنى المصرى وهى مساعدات مصرية لقطاع غزة.
من جانبهم يواصل المئات من المتطوعين بشمال سيناء، جهودهم لخدمة الأشقاء الفلسطينيين من المصابين القادمين للعلاج فى المستشفيات ومن يرافقهم والعالقين الذين تعذر سفرهم بسبب الأحداث الجارية.
ونشر متطوعون مبادرة مطبخ الخير بكل مكان بالقرب من المستشفيات، لتوفير الطعام مجانا للأشقاء الفلسطينيين من المصابين ومرافقيهم بكافة مناطق شمال سيناء، ويقوم بها المتطوعين فى كل مدينة يوجد بمستشفياتها المصابين وهى " مستشفى الشيخ زويد المركزى ومستشفى العريش المركزى"، وبدورها وفرت جمعيات ومؤسسات أهلية المؤن اللازمة للشباب للقيام بهذا الدور لتوفير احتياجات المصابين ومرافقيهم.