الواقع والحقيقة يؤكدان أن كنائس الطوائف المسيحية في الدول العربية تستقبل احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة هذا العام وسط أجواء من الصمت والحزن الشديد، وأشجار تخلو من الزينة والإضاءة مثلما يحدث كل عام، وأبنية ومتاجر خالية من كل مظاهر الفرح والبهجة التي كانت تتميز بها في مثل هذه الأجواء، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في يومها الـ 86 والتي تدخل شهرها الثالث.
وتتزايد المخاوف بشأن مصير المسيحيين في قطاع غزة الذين كان احتفالهم بعيد الميلاد هذا العام باهتا مع تواصل الحرب في القطاع، إذ أبدى الرئيس الفرنسي قلقه حول مصير الكاثوليك في غزة، بينما أدان البابا فرنسيس الوضع الإنساني البائس في غزة معربا عن أسفه لـ"هدير الأسلحة" في القطاع الذي طغى على احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم، حيث أشادت حركة المقاومة "حماس"، بموقف مسيحيي فلسطين لاقتصار احتفالهم بعيد الميلاد هذا العام على الشعائر الدينية، نظرا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم.
"نتنياهو الكذاب الأشر".. يخدع العالم المسيحى بتهنئة عيد الميلاد
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على كيفية خداع نتنياهو العالم المسيحى بتهنئة عيد الميلاد، وذلك فى ليلة الكريسماس، والذى لم يتورع عن تفجير جثث موتى المسلمين والمسيحيين بفلسطين، خاصة وأن حلم الصهاينة "إسرائيل الكبرى" تشمل حدود مصر جنوباً وإيران شمالاً ودول الخليج العربي وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وذلك في ظل استمرار وتصاعد حدة الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة مع بداية اليوم الـ86 من الحرب الإسرائيلية التي زاد فيها عدد الشهداء منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 20 ألفا و424، فيما بلغ عدد الجرحى 54 ألفا و36، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في القطاع اليوم الأحد، في حين قال مسؤول بأحد المستشفيات إن جيش الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية بشكل يومي، وذلك على هامش دراسة بعنوان: "من قلب إسرائيل: وثيقة بروتوكول سيفر 1956 أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر" اعدها المفكر والمؤرخ القضائى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة.
وحصيلة أرقام الجرائم للكيان المحتل مرعبة
في البداية - نشر المكتب الإعلامى الحكومى بقطاع غزة تحديثاً لأهم الإحصائيات المتعلقة بالحرب "الإسرائيلية" الوحشية على قطاع غزة – أمس السبت 30 ديسمبر 2023 وجاءت التحديثات على النحو التالى: ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ:
(85 يوماً) على حرب الإبادة الجماعية الشاملة.
(1,813) مجزرة
(28,672) شهيداً ومفقوداً.
(21,672) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات.
(9,000) شهيد من الأطفال.
(6,450) شهيدة من النساء.
(312) شهداء من الطواقم الطبية.
(40) شهيداً من الدفاع المدني.
(106) شهيداً من الصحفيين.
(7,000) مفقودٍ 70% منهم من الأطفال والنساء.
(56,165) مصاباً.
(101) حالة اعتقال من الكوادر الصحية.
(10) معتقلين من الصحفيين.
(1,8) مليون نازح في قطاع غزة.
(355,000) مصاب بالأمراض المعدية نتيجة النزوح.
(126) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال.
(92) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي.
(285) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
(117) مسجداً دمرها الاحتلال بشكل كلي.
(208) مساجد دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
(3) كنائس استهدفها ودمرها الاحتلال.
(65,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال كلياً.
(290,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً.
(23) مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة.
(53) مركزاً صحياً أخرجه الاحتلال عن الخدمة.
(142) مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال بشكل جزئي.
(104) سيارة إسعاف دمرها الاحتلال بشكل كامل.
(200) موقع أثري وتراثي دمرها الاحتلال.
"نتنياهو" لم يتورع عن تفجير جثث موتى المسلمين والمسيحيين بفلسطين
ومنذ أيام وأثناء الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة التى مازالت جاثمة على سكان قطاع غزة خاصة الأطفال والنساء بعث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو برسالة تهنئة بعيد الميلاد إلى "المجتمع المسيحي العالمي" في جميع أنحاء العالم، مدعياً "أن إسرائيل لا تزال تواجه غياب السلام الدائم "، مفترضاً - بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسرائيلية – "أن يكون عيد الميلاد وقتًا لحسن النية لجميع الرجال والسلام على الأرض وليس لديه سلام على الأرض، ولا يرى حسن النية تجاه جميع الرجال، ويواجه وحوشاً قتلوا قومه "قاصداً حركة المقاومة الفلسطينية حماس" – وفقا لـ"خفاجى".
واستمر نتنياهو فى خداع العالم المسيحى وهو يقف ملفوفاً بوشاح على خلفية القدس البيضاء، بحجة القيم والتاريخ المشترك بين اليهود والمسيحيين قائلاً فى خبث وخداع: "إننا نحتفل بعيد الميلاد معكم، ونعلم الأهمية التي توليونها لتراثنا المشترك، ولدولة إسرائيل، ومدينة القدس حيث تم صياغة الكثير من تاريخنا المشترك" – الكلام لـ"خفاجى".
و"هدير الأسلحة" في القطاع طغى على احتفالات الكريسماس
نتنياهو يخدع العالم المسيحى فى جميع أنحاء العالم بتهنئة عيد الميلاد، وهو لم يتورع عن تفجير جثث موتى المسلمين والمسيحيين بفلسطين، وعلى الرغم من أن عدد المسيحيين في إسرائيل بلغ 177 ألف نسمة تقريباً بما يشكل نحو 2.1% من عدد الإسرائيليين البالغ عددهم (9) مليون و450 ألف نسمة إلا أنه يخدهم مع مسيحى العالم، وهل تعلم دول التطبيع أن حلم الصهاينة بـ"إسرائيل الكبرى" تشمل حدود مصر جنوباً وإيران شمالاً ودول الخليج العربي وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها، دون أن يتعمقوا دهاليز التاريخ ويدركوا أنه لولا مصر لأصبحوا لقمة سائغة فى فم إسرائيل، فإن قادة إسرائيل بحربهم على قطاع غزة بهذا الدمار وتلك الوحشية ليسوا قادة بل شياطين الجحيم وقوى الظلام – وفقا لـ"خفاجى".
حتى أن بنى قوم نتنياهو يرونه أعظم كارثة حلت بإسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، هو جزار القرن الحادى والعشرين، وقاتل الأطفال في غزة، لديه الشراهة فى الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، والرغبة المحمومة في محو الجنس الفلسطيني بأكمله وتطهيره عرقيًا، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والقسوة المطلقة وإبادة الجنس البشري بقتل اَلاف الأطفال والنساء فوق الأرض، ولم يرحمهم حتى من تحت أنقاض انهيار المنازل، وتشريد الأحياء منهم لا فرق عنده بين مسلم ومسيحى، وجعل مئات الآلاف بلا طعام أو مياه نظيفة وبلا مأوى فى عز الصقيع وويلات الحرب، مما اضطرهم إلى النزوح ومغادرة منازلهم، فضلاً عن ضرب أهداف أخرى في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحاصرة، وهى من أكثر حملات القصف كثافة في التاريخ الحديث – بحسب "خفاجى".
لا قيمة للإنسان بفلسطين عند قادة إسرائيل سواء مسلماً كان أو مسيحياً
ويؤكد أن الحقيقة الغائبة عند إخواننا المسيحيين أنه لا قيمة للإنسان بفلسطين عند قادة إسرائيل، مسلماً كان أو مسيحياً، فقادة إسرائيل قتلوا اَلاف المدنيين في غزة في شهرين أكثر مما قتله – من ساعدوهم بالسلاح - الأمريكان من المدنيين خلال عشرين عاماً من سنوات الإحتلال وشن الحرب ضد طالبان في أفغانستان، وبلغت الوحشية بهم أنهم انتقموا من الموتى بعد موتهم حتى المشرحة والمقابر لم تسلم منهم ولم يُسمح لجثث الموتى أن ترقد بسلام، وبدلاً من دفنها تحت التراب بعد أن صعدت أرواحها إلى بارئها، قاموا بقصفها وتفجيرها، كما إن أشلاءهم الطاهرة تناثرت بعد مواتها مرتين على الأرض حتى المقابر تم تدنيسها، وتم سرقة اعضائهم البشرية من قبل جيش الإحتلال وهو ما يدل على أن قادة إسرائيل فقدوا الاتصال بالحياة، هم ليسوا قادة بل متعطشين للدماء، ومصابين بجنون العظمة الهمجية، فهم شياطين الجحيم وقوى الظلام – طبقا لـ"خفاجى".
ويضيف إن الهدف الدفين لقادة إسرائيل القضاء على الشعب الفلسطيني وإبادته نهائيا، وإخراجه من سياق التاريخ، ومحو كل ذكرى له، وطردهم إلى صحراء سيناء، بقصد إقامة دولة صهيونية توراتية قديمة لها حدود مع مصر جنوباً وإيران شمالاً، وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها ودول الخليج العربى لالتهام نفط العرب، تحقيقاً لحلم ما يزعمه الصهاينة بـ "إسرائيل الكبرى"، ودرة الشرق الأوسط، ولمن لا يعلم من الدول العربية الشقيقة التى هرولت إلى التطبيع مع إسرائيل بركيزة السلام دون رؤية حقيقة عمق التاريخ.
خريطة إسرائيل الكبرى
ويذكر الدكتور خفاجى فإن "إسرائيل الكبرى" تشمل كامل فلسطين، وكل الأردن وأجزاء من العراق ولبنان وسوريا ومصر وتركيا والمملكة العربية السعودية، ودول خليجية، وجعل العرب يركعون للدولة الصهيونية الشريرة التي تعتبر اليهود الجنس السيد والشعب المختار، والتي تنظر إلى الآخرين، مسلمين ومسيحيين وعرب وأفارقة وآسيويين، على أنهم حيوانات من القردة دون البشر، ليس لهم أي حقوق ويجب معاملتهم على سبيل السخرة لليهود مجرد عمال الحقول وعلف الكهنة والعبيد، وهذه أوهام خيالية لن تتحقق رغم خراب رؤية أهل التطبيع بحجة علو الحق فى السلام الذى لا يأتى على حساب حق شعب عربى شقيق فى تقرير مصيره، وتقرير مصير شعب فلسطين هو تاج حق السلام فى العالم إن أراد السلام.
ويختتم "خفاجى" بقوله: إنها حرب للعقاب الجماعي والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، وليس فقط القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس كما يزعون إن حماس تكئة لإبادة شعب فلسطين بأكمله، وهذا لا يجعلها مجرد جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، بل أيضًا تعبير عن نية غير قانونية ومتعمدة لارتكاب هذه الجريمة، وهى جريمة التطهير العرقي البشعة لشعب فلسطين .