منذ عدوان السابع من أكتوبر 2023، وحتى اليوم، أى بعد مرور نحو 107 أيام، لعبت مصر خلالها أدوارا بارزة فى التوصل لانهاء الحرب، وكان ولا يزال لها بصمة إنسانية فى حياة الفلسطينيين لحقن الدماء ورفع معاناتهم.
فضلا عن انخراط دبلوماسي وتحركات ولقاءات بكافة الفصائل الفلسطينية، كلها مواقف مشرفة للدولة المصرية، تغضب تل أبيب التى رفضت رؤيتها للحل، بل حاولت تشويه دورها عبر بث الأكاذيب من منصاتها الاعلامية على نحو ما اختلقت تفاهم مزعوم على محور فيلادلفيا الأمر الذى نفته القاهرة بشدة.
فرضت رؤيتها علي المجتمع الدولي
الحديث هنا عن الدور المصرى عبر أكثر من 3 أشهر، هو غيض من فيض، فقد استضافت القاهرة قمم دولية ونجحت في فرض رؤيتها علي المجتمع الدولي، وأطلقت القاهرة خارطة طريق خلال "قمة القاهرة للسلام 2023" التى استضافتها اكتوبر العام الماضى، تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
وجاءت القمة العربية الإسلامية نوفمبر 2023، لتؤيد موقف وجهود مصر السياسية والإنسانية وتعزز مفهوم الوحدة العربية والإسلامية للوقوف فى وجه الاحتلال، وتؤكد خارطة الطريق نحو الاستقرار. وفى ضوء خطابات القادة العرب فى القمة بالرياض"وفى مقدمتها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشعار "لا للتهجير القسري"، على نحو ما قال الرئيس السيسي : "جميع الأعمال المنافية للقانون الدولى.. التهجير القسرى غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأية دعاوى أخرى وينبغى وقفها على الفور". كما جاء فى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن"عوات التهجير القسرى والتي تمثل جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني".
حلول مصرية شاملة للقضية الفلسطينية ترفضها إسرائيل
وترفض إسرائيل حصر الصراع العربي الإسرائيلي فى حل الدولتين، الذى يعد من الثوابت التى تبنتها مصر ثوابت تجاه القضية الفلسطينية ويعد حق الفلسطينيين المشروع فى اقامة دولة مستقلة، لذلك قامت الدولة المصرية بجهود متعددة المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وأعلنت مصر عن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، رؤية أجهضت من خلالها المخططات الغربية تنحاز لإسرائيل وتستهدف استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد فصائل فلسطينية معينة من المشهد وإقصاءها.
وعلى المسار الإنسانى نجحت مصر فى انجاز اتفاق - رغم عرقلة اسرائيل- بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطينى، لإعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى، وإدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال.
كما نجحت الجهود المصرية وبالتعاون مع قطر، في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت فى نوفمبر 2023 كما بذلت مصر جهودا سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى، تهدف مصر من خلالها أن تسهم في خفض حدة التصعيد يعقبها هدن أخرى ثم وقف دائم لإطلاق النار، ولعبت القاهرة دورا رئيسيا ومحوريا خلال الحروب السابقة على غزة في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وتكللت جهودها بنجاح الوساطة ودخول الهدنة حيز التنفيذ صباح الجمعة 24 نوفمبر 2023، ومع عودة الهدوء للقطاع، تواصل الصفقة طي مراحلها الأولى فى تبادل الأسري بين الطرفين بمشاركة جهات مصر السيادية، لضمان انجاحها، وفى اليوم الأولى من الهدنة كثفت مصر اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلى والفلسطينى، من أجل تثبيت اتفاق الهدنة الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية، ومنع حدوث تجاوزات خاصة بعد إطلاق إسرائيل النار بمحيط المستشفى الإندونيسى فى قطاع غزة، بحسب ما كشفت مصادر لقناة "القاهرة" الإخبارية.