د. محمد إبراهيم منصور:
• "النور" حزب شعبي يطور من أداءه واستطاع تغيير الصورة السلبية عن الأحزاب ذات الطابع الديني
• تحملنا ضريبة مواقفنا الواضحة .. ولم نقدم تنازلات من أجل البقاء علي الساحة السياسية .. والمرونة لدينا تقف عند حدود الثوابت
• اتجاهات بالحركة الإسلامية صنعت فكرة "الصراع" مع الأنظمة.. "والنور" يتعامل بمنطق "التكامل والإصلاح"
• الخطاب الديني يحتاج مزيداً من الضبط والتنقية من الخرافات والانحرافات
• تطورات الواقع تفرض أن يكون الخطاب الإسلامي "تصالحيا"
• نظام القوائم النسبية في الانتخابات لا يهدر الأصوات .. ويمكّن كل القوي من التمثيل بمختلف المجالس
• تقدمنا بقانون متكامل للأحوال الشخصية.. ونرفض استيراد الأفكار بحجة مصلحة الأسرة دون الرجوع للشرائع
• 3 يوليو كان الاختبار الأخطر لحزب النور.. والآن نحصد ثمار مواقفنا الوطنية
• لدينا 3 انتقادات لحكومة مدبولي.. وأداؤها يحتاج لـ"المراجعة"
• استمرار تآكل الطبقة المتوسطة يحتاج رؤية من الحكومة.. والمرحلة المقبلة تحتاج أن تضع المواطن علي قائمة الأولويات
• لدينا كوادر مؤهلة.. والمرأة تلعب دور قوى داخل الأداء التنفيذي بالحزب دون "اقحام"
محمد إبراهيم منصور: بعض المعارضين لديهم إصرار على التشويه وتضخيم الأخطاء ويحتاجون لـ«الترشيد»
فى هذا الحوار مع الدكتور محمد إبراهيم منصور، رئيس حزب النور حديث متعدد الجوانب، تحليلات عن المشهد السياسى، ومستقبل الأحزاب ما بعد الانتخابات الرئاسية، وصورة أكثر قربا من التحديات التى تواجه الأحزاب فى مناخ سياسى أكثر قدرة على تفعيل دورها وفعالياتها.
فى هذا الحوار، تقييم للأداء الحكومى، وإجابة عن سؤال «لماذا تحتاج الحكومة أن تراجع نفسها مرة أخرى؟».. أما الخطاب الدينى، فكان حاضرا أيضا، وتحليل لأسباب اتهامه بالتطرف وكيف يصبح أكثر «تصالحا» لمواكبة تطورات المجتمع وقضايا.. وفيه أيضا، حديث موسع عن «حزب النور» وموقفه من الاستحقاقات المختلفة، ووضع المرأة داخل الحزب، وكوادره وتأهيلها.. وإجابة لسؤال «هل قدم النور تنازلات مقابل البقاء؟!».. رئيس حزب النور يجيب على كل هذه التفاصيل فى
هذا الحوار..
فى البداية، ما هو تحليلك للمشهد السياسى فى الانتخابات الرئاسية؟
المشهد الانتخابى مر بصورة جيدة، وهذه الانتخابات فى الحقيقة كانت لإظهار تماسك الجبهة الداخلية المصرية فى ظل التحديات الحالية على المستوى الداخلى والإقليمى والعالمى، كما لعبت أحداث فلسطين والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، دورا فى حركة المواطنين والخروج للانتخابات، كما أنها كانت فرصة لتحرك القوى السياسية المختلفة نحو الجمهور فى الشارع، ومن اغتنمها استطاع أن يتحرك ويؤدى رسالته ودوره، ومن لم ينتبه لذلك، لم يكن دوره على المستوى المطلوب، ولكن فى الحقيقة كانت الانتخابات الرئاسية فى ظل الأحداث العاصفة على كل المستويات تحديا داخليا لكل الكيانات السياسية، ليثبت كل كيان أنه واع لما يحدث بما يحاك بالدولة المصرية، وما ينتظرها فى المستقبل من تحديات ضخمة تحتاج إلى قيام الكل بدوره، وكان الدور المهم فى هذه المرحلة إظهار تماسك الجبهة الداخلية، حتى لو اختلفنا فيما بيننا، ولكن تبقى أرضية مشتركة للصالح العام للوطن، وسقف مشترك وهو الدستور، وبالتالى يتحرك الجميع فى الصالح العام.
هل تعتقد أن القوى السياسية باختلاف أيديولوجياتها قادرة اغتنام هذه الفرصة ومكاسبها اللاحقة؟
الأحزاب عرفت الطريق للمواطنين، والاحتكاك بهم، واستطاعت أن ترى «ماكيناتها» الانتخابية ووضعها، كما احتكت الأحزاب بهموم المواطنين.
وأى حزب يريد أن يتحقق فى الحياة السياسية وله وجود حقيقى، لا بد أن يكون على دراية بهموم المواطنين ومطالبهم، وقدرته على توليد أفكار بنقل هذه الهموم لمطالب سياسية، وحراك سياسى.
وأن يكون لديه من الكوادر أو القواعد التى يمكنها أن تتفاعل وتتعامل مع الواقع أينما وكيف كان.. واستحقاق الانتخابات الرئاسية، مكن الأحزاب من التعرف على هذا الطريق، الذى لم تنتبه له بعض الأحزاب، التى ارتكز عملها على المستوى النخبوى وليس الشعبى، والطريق لدى حزب النور واضح منذ البداية.
الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة اختبار للأحزاب وقواعدها.. هل نتيجة هذا الاختبار قد تجعل حزب النور يعدل من مساره، وسياساته، أو إعادة ترتيب أوراقه؟
حزب النور حزب شعبى وله أيديولوجيته المعروفة، ومعظم كوادر الحزب وقواعده وقياداته، نشأت من قاعدة الشعبية، وبالتالى هو يطور من أدائه وفق هذه القاعدة الشعبية واحتياجاتها وما يفيدها.. وأهداف الحزب واضحة ومستمرة ويمكن البناء عليها، بوسائل متفاوتة تتغير وفق الظروف، كما يطور من أدائه على أساس الوسائل.. وبلا شك، إننا من خلال كل استحقاق، نحاول أن تكون إضافة للحزب منه.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن فى خطابه الأول، عقب إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة، استكمال الحوار الوطنى، ما دلالة ذلك وارتباطه بالمناخ السياسى؟
فكرة الحوار الوطنى، هى فكرة مثمنه لدينا، لأن الحوار الوطنى هو جمع لكل الأفكار والطاقات فى بوتقة واحدة، للخروج بتصور يدعم البلاد وتطورها، وخروجها من عواصف التحديات التى تحيط بها، وهو صورة من صور الشورى المأمور بها شرعا «وأمرهم شورى بينهم».
ونثمن استكمال الحوار ونأمل أن تخرج نتائجه بصورة تعطى أملا فى الاستمرار، وأن يكون الحوار الوطنى «مؤسساتى».
بمعنى أن يخرج الحوار الوطنى بفكرة تجمع كل المكونات الفكرية والسياسية فى مصر، فى المؤسسات المنتخبة، وأن يكون المناخ الانتخابى، والقوانين المؤثرة فيه تعطى فرصة لكل القوى السياسية أن تشارك، وتنتقل حالة الحوار الوطنى من حوار بفكرة أو حوار بقرار، إلى حوار بدستور، مثلا حوار داخل مجلسى النواب والشيوخ، وهذا سينعكس على قوانين وإجراءات تدعم المناخ السياسى، ليتمكن كل من له شعبية، أن يتواجد داخل هذه المؤسسات.
وما الذى ينقص المناخ السياسى، للتمكن القوى ذات الشعبية من التواجد بمختلف المؤسسات النيابية أو غيرها؟
المناخ السياسى الجيد له 3 أركان، الأول متعلق بالقوانين الضابطة، وأقصد هنا العمل بنظام القوائم النسبية فى كل الاستحقاقات «النواب والشيوخ والمحليات»، لأنها لا تهدر الأصوات، وبالتالى كل كيان له قوة شعبية، يمكن أن يمثل فى المجالس المختلفة، حتى لو بعدد قليل، وبالتالى يحدث الحوار داخل المؤسسات.
الركن الثانى، الحياد المؤسساتى فى التعامل مع القوى السياسية، بحيث ألا تكون المؤسسات محتضنة بعض القوى والكيانات، ويحدث تضييق على كيانات أخرى، والركن الثالث، هو المال السياسى، وما يعوق العملية السياسية من عيوب، وبالطبع يصعب السيطرة عليه، ولكن لا بد أن يوجد عدد من الإجراءات التى تمكن من التعامل معه وأثره الخطير على الانتخابات ومسارها.. هذه الأركان الثلاثة تساهم فى إيجاد خريطة سياسية ومشهد سياسى جديد.
الحوار الوطنى وما تبعه من زخم سياسى بالانتخابات الرئاسية، استطاع أن يحقق جزءا من هذا المشهد، وإسقاط «شماعة» التضييق التى استخدمتها الأحزاب كسبب لإخفاق وصولها للمواطنين؟
هذا الزخم فتح المجال أمام الأحزاب إلى الطريق الصحيح للحياة السياسية والتواجد فى المشهد، وحالة من التطور التى تكتمل باكتمال الأركان الثلاثة للمناخ السياسى المشجع.
ما القضية المجتمعية التى يأمل حزب النور أن يحقق فيها نجاحا ملموسا؟
قضية الحفاظ على التماسك الأسرى، بقانون جيد، والدستور واضح فى مسألة الأسرة وقوام المجتمع ويتضح فيه الإحالة الواضحة والصريحة فى مواده إلى الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالمسلمين، والشريعة المسيحية، وبالتالى استيراد أى أفكار تتعلق بالأسرة وتفكيكها أو استيراد أفكار بحجة إنها فى مصلحة الأسرة دون أن ترجع إلى الشرائع، يسهم فى تفكك الأسرة ولا تحافظ على كيانها، ولذلك قدمنا قانونا متكاملا للأحوال الشخصية بالحوار الوطنى والبرلمان، ونأمل فى قانون جيد ملتزم بروح الدستور ونصوص مواده.
هل أنت راض عما حققه الحزب حتى الآن؟
بلا شك، أى تعامل مع العمل العام، يتطلب الآمال كبيرة والأهداف كبيرة، وخدمة البلد تحتاج جهودا ضخمة، ومن يقول أنا راض عن أدائى، لن يؤدى، ونحن نحتاج أن نؤدى أكثر وأن نتفاعل مع المعطيات السياسية بشكل أكبر.
وهل الحزب نجح من خلال أدائه أن يصحح الصورة الذهنية السلبية عن الأحزاب ذات الطابع الدينى؟
بلا شك، لأن نظرتنا للمشهد فى العالم العربى والإسلامى، أن القضية ليست صراعا بين المجتمع وبين أنظمة الدول، ولكنها قضية تكامل، بينما قضية الصراع، صنعتها بعض الاتجاهات الإسلامية تنتمى للحركة الإسلامية، التعامل مع الأنظمة فى «صراع»، وهذا أدى إلى أن تكون الحركة الإسلامية ثورية وليست إصلاحية، ولكننا ننطلق من المبدأ «التكاملى الإصلاحى»، وبالتالى بدأت الدراسات المنصفة تنظر إلى مخرجات حزب النور من المواقف والسياسيات، بنظرة جديدة، وهذا يحتاج جهودا كبيرة.
وأنا أعلم أن تاريخ الحركة الإسلامية ومخرجاتها صعبة، وتحتاج لجهود كبيرة لإظهار أن التعامل الصدامى الثورى ليس تعاملا صحيحا وغير مقبول شرعا ويؤدى للدموية وللكوارث.
وحزب النور أهدافه واضحة، وتحملنا ضريبة مواقفنا الواضحة، وأظهرنا الوجه الصحيح للإسلام فى الحياة العامة «الإصلاحى وليس الصدامى».
ما الضريبة التى تحملها حزب النور؟
تحملنا من الحركة الإسلامية ضريبة كبيرة من حملات التشويه، وصلت إلى قطاعات كبيرة من المجتمع، ولكننا تجاوزنا ذلك وتمكنا من وصول فكرتنا، ونقبل الحوار فيها وفق الثوابت والمرونة.
المرونة هنا يفسرها البعض أن الحزب قدم تنازلات ليبقى بالمشهد السياسى.. ما ردك؟
من يردد ذلك يختزل مواقفنا فى سياق محدد، دون النظر للصورة الكاملة لهذه المواقف، فمن يختزل يرانا متناقضين، ومن ينظر للسياق الكامل يعلم أننا متسقون مع أنفسنا، ولم نتنازل عن شىء، ومحورنا الذى لم نتنازل عنه هو الهوية والشريعة، والصالح العام لأهل البلد، وتدور حوله مواقفنا.
هناك اتهامات للخطاب الدينى الإسلامى بالتطرف من البعض، وهو ما تقابله أفعال أكثر تطرفا.. هل تعتقد أن الخطاب يحتاج مزيدا من الضبط؟
بلا شك، الخطاب الإسلامى يحتاج مزيدا من الضبط فى ضوء الثوابت، وأن يواكب حاجة المجتمع والفهم مع الضغوط العالمية والتغريب.
والخطاب الدينى تعرض لكثير من الأخطاء المتعلقة بمكونات الحركة الإسلامية، من الغلو والتطرف، ولا بد أن تكون له ثوابت يقف عندها وهى ثوابت الهوية والشريعة الإسلامية، ويتعامل مع الواقع بما فيه من تطورات، من خلال تنقيته مما عالق به من انحرافات من بعض المنتمين للحركة الإسلامية، ومن خرافات بعض المناهج التى ابتعدت كثيرا عن التناول العلمى للخطاب الدينى، لأن المرحلة التى تمر بها البلاد تحتاج خطاب دينى «تصالحى» يجمع بين الأصالة والثوابت، وحاجة المجتمع وطريقة عرض القضايا المتعلقة بالشريعة.
الدولة تواجه العديد من التحديات، كيف ترى تعامل القيادة السياسية مع هذه الملفات؟
الدولة تواجه تحديا عالميا وهو الصراع الجيوسياسى، والذى ألقى بظلاله على المنطقة بأسرها، ومصر اتخذت طريقا حكيما فى التعامل مع تغيرات النسق الدولى الحالية، وطريق الاتجاه لعدم الانحياز، بدليل الانضمام لتجمع بريكس، وما تم فى القرارات القوية المتحررة من الضغوط الغربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وغيرها.
وكيف يمكن للأحزاب أن يكون لها دور فاعل ومساند لتجاوز هذه التحديات التى تمر بها الدولة؟
مصر تتعرض لاستهداف عالمى وإقليمى ضخم، والتحديات الكبيرة التى تواجهها الدولة تحتاج إدارة قوية وتماسكا مجتمعيا بالجبهة الداخلية، ومؤسسات متكاملة.
والأحزاب السياسية لها دورها فى هذه الأركان الثلاثة، من خلال الوجود القوى والمساهمة فى منح الإدارة قوة فى قرارها المستمد من الداخل، والإدارة التى تستمد قوتها من الداخل هى أقوى إدارة، والعكس صحيح.
وكيف يقدم حزب النور هذا الدور؟
حزب النور يقدم هذا الدور من خلال تقديم الرؤية والنصيحة والحلول وإعلاء حاجه الشعب وهمومه بكل وضوح، دون مزايدة أو مجاملة.
حديثك عن أهمية تماسك الجبهة الداخلية، وكون الانتخابات الرئاسية بمثابة اختبار لهذا التماسك، يجعلنى أسألك عن الاختبار الأهم الذى تعرض له حزب النور؟
اختبار 3 يوليو هو الأهم والأضخم والأخطر، لأن العاطفة غير المنضبطة التى صنعت، كانت صعبة وأدت لسقوط قتلى من أعضاء الحزب بسبب موقفه وتعظيم الصالح العام للدولة، واستقرارها، إضافة إلى اختبارات أخرى عديدة باختلاف المواقف.
الاختبارات باختلاف قوتها وخطورتها، أثرت على تماسك الحزب وقواعده؟
أى موقف له منطق يتماشى مع ثوابت الحزب، تكون له خسائر على المدى القريب، ولكن على المستوى طويل المدى، تتحول لمكاسب، وبالتالى «إحنا مخسرناش .. إحنا كسبنا».
وكيف تحولت الخسارة لمكسب؟
بعد أن تبين للعقلاء والمنصفين، صحة الموقف.
تعنى أن حزب النور الآن يحصد ثمار مواقفه الوطنية؟
بلا شك، وذلك على كل المستويات سواء الشعبية أو المؤسساتية أو المستوى الداخلى.. وهى ثمار إيجابية وليست سلبية.
بالحديث عن المؤسسات، دعنى اسألك عن أهم انتقاد توجهه للحكومة الحالية .. وهل لديك ملاحظات على أدائها؟
لدينا ملاحظات حول ترتيب الأولويات فى المشروعات القومية، وأيضاً فى روشتة الإصلاح الاقتصادى،والإصلاح الاقتصادى بلا شك له ضرائب، ولكن كانت هذه الضريبة صعبة على المواطنين، وتحملوها. ونريد فى المرحلة المقبلة، أن تقدم الحكومة حاجة وأولويات المواطن.
أرى أيضا أن الحكومة لديها قصور فى التعامل مع القطاع الخاص، ولم تقدم له الدعم والمحفزات المطلوبة، وهو ما جعله ضعيفا خلال الفترة الماضية، والحكومة تتحمل مسؤولية ذلك، وبالتالى لا بد أن تفسح له المجال، والبحث عن أمراضه ومعالجتها.
أيضا استمرار تآكل الطبقة المتوسطة، يحتاج رؤية من الحكومة، لوقفه.
ومن الانتقادات أيضا، الميل إلى الاقتراض والنهم فيه خلال المرحلة الماضية، وموقفنا من الربا أنه محرم شرعا، ولكن يجب البحث عن مصادر أخرى للتمويل، خاصة أن الاقتراض يحمل الجيل الحالى والأجيال القادمة أعباء ضخمة.
هل يمكننا أن نقول إن الأداء الحكومى يسير بشكل لا يتوازى مع طموح بناء الجمهورية الجديدة؟
لا يمكن أن أقول ذلك، والأداء الحكومى يحتاج نظرة أخرى وتعاملا آخر.
ارتباطا بالحديث عن الكوادر وتوجه الدولة نحو تمكين الشباب والمرأة، هل يمكن أن نرى سيدة تتولى منصبا قياديا بحزب النور؟
لا توجد لدينا أى إشكالية فى أن تكون المرأة ضمن الأداء التنفيذى الحزب، لكن إشكاليتنا فى أننا لا نريد الإقحام، بمعنى أننا نرى من الأصلح فى المجال والأداء سواء الرجال أو السيدات، وهذا بالأداء التنفيذى فقط، أما الولاية العامة للمرأة فهى مسألة منتهية ولا تجوز.
والمرأة بالحزب موجودة وشاركت بقوة فى الانتخابات الرئاسية، ولدينا أنشطة حزبية مستمرة للمرأة، والأداء قوى.
«النور» يصنف نفسه كحزب مؤيد أم معارض؟
حزب النور يتبنى المعارضة الاصلاحية البناءة، حيث إننا ندعم القرار الصائب أيا كان صاحبه، سواء كان حكومة أو معارضة، وحين نعارض القرار الخاطئ، تكون معارضة بناءة وليست صدامية أو هدامة.. أى معارضة بها إنصاف، كما أننا حريصون على المشاركة بالاستحقاقات المختلفة، لصالح مبادئنا وأفكارنا، إلى جانب ذلك، لدينا القوة عند الثوابت والمرونة عند المواقف السياسية، وبالتالى نحن لا ننتمى للمعارضة المعاصرة التى تصر على التشويه، والتنقيب عن الأخطاء وتضخيمها.
هل ضغطت المرونة على قوة الثوابت فى وقت من الأوقات؟
مطلقاً، وإذا حدث ذلك، نراجع أنفسنا فورا.
تقييمك لأحزاب المعارضة الحالية؟
تحتاج للترشيد لتؤدى دورها.
كيف؟
ترشيد فى مسألة الإنصاف.
تقصد أن لدينا معارضة غير منصفة؟
لا، ولكن تحتاج أن تزكى المواقف الجيدة، وتعترض على قدر المواقف، وبشكل يتناسب مع الظروف والأحداث التى تمر بها البلد.
يعنى أنها تلجأ للتهويل والتضخيم؟
أحيانا، بعض المعارضة تلجأ للخطاب العاطفى ومداعبة مشاعر الناس، دون مراعاة المشهد السياسى بشكل مكتمل.
خوض المعارضة للانتخابات الرئاسية، كيف تابعته؟
يضيف لها بشكل إيجابى، ويعطيها نوعا من التماسك والوجود الشعبى، والتعامل مع المشهد بواقعية، وبالتالى إضافة لها.
وكيف سينعكس ذلك على الشكل التنافسى فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة؟
كل ما فتح المجال سيكون التنافس إيجابيا، وتشجيع المحجمين سواء من الأحزاب أو من الشعب، على المشاركة فى الاستحقاقات المختلفة، وبمشاركة واسعة، وبالتالى تثرى المشهد السياسى بشكل عام.