الجغرافية الجنائية - أرشيفية
الواقع يؤكد أن النظام التقليدي والقديم فشل في حفظ السجلات الجنائية وصيانتها و ادامتها في تلبية متطلبات سيناريوهات الجريمة في الوقت الراهن، فالعمليات اليدوية لا توفر بيانات دقيقة وموثوقة وشاملة على مدار الساعة ولا تساعد في التنبؤ باتجاه دعم القرار ، كما أنها تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية و الاستخدام غير الفعال للقوى العاملة، ويكمن الحل لهذه المشكلة المتزايدة، الاستخدام الفعال لتقنية نظم المعلومات .
ولأجل ذلك يتم اللجوء إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) الخرائط الجغرافية والخرائط التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر كواجهة لدمج كميات هائلة من المعلومات المستندة إلى مواقع عديدة قد يصعب الوصول إليها، ويسمح نظام المعلومات الجغرافية لأفراد الشرطة بالتخطيط الفعال للاستجابة لحالات الطوارئ وتحديد أولوياتها، وتحليل الأحداث زمنيا، والتنبؤ بالمتوقعة منها مستقبلا، ويمكن استخدام نظام المعلومات الجغرافية الحصول على معلومات مهمة لصالح المستجيبين للطوارئ عند الإرسال أو أثناء الطريق لمكان الحادث، وللمساعدة في التخطيط والاستجابة التكتيكية .
الجغرافية الجنائية كأداة للتنبؤ بالجريمة "تحليل الاتجاهات والأنماط الجغرافية"
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على إشكالية في غاية الأهمية تتمثل في الجغرافية الجنائية كأداة للتنبؤ بالجريمة "تحليل الاتجاهات والأنماط الجغرافية"، حيث يساعد نظام المعلومات الجغرافية في تحديد الإمكانات المشتبه بها لزيادة قاعدة معلومات المحققين عن المشتبه بهم عندما لا تكون هناك أدلة واضحة، ويلعب نظام المعلومات الجغرافية دورًا مهما في رسم خرائط الجريمة وتحليلها، فله قدرات الاستجابة والتعامل مع مجموعة متنوعة من البيانات من وكالات ومصادر متعددة، كذلك القدرة على الوصول الى ومعالجة المعلومات بسرعة أثناء عرضها في وسط مكاني ومرني بما يسمح لتخصيص الموارد بسرعة وفعالية أكبر - بحسب أستاذ القانون الجنائى والخبير القانوني الدولى محمد أسعد العزاوي.
في البداية - تعد الجغرافية الجنائية هي فرع من علم الجغرافيا، يركز على دراسة الجريمة والعدالة الجنائية من منظور جغرافي، حيث يتعامل هذا المجال مع تحليل الجريمة والعوامل التي تؤثر في انتشارها وتوزعها في المجتمعات والمساحات الجغرافية المختلفة، وترتبط الجغرافية الجنائية بدراسة المواقع الجغرافية للجرائم، وأسباب ارتكابها، وتأثيراتها على المجتمعات والبيئة المحيطة بها، ويشمل هذا المجال أيضًا دراسة توزيع الشرطة ونظام العدالة الجنائية في المناطق المختلفة، وكيفية تأثير ذلك على معدلات الجريمة، ويمكن استخدام الجغرافية الجنائية لتحليل نماذج الجريمة والتنبؤ بانتشارها في المستقبل، مما يمكن المجتمعات من اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الجريمة – وفقا لـ"العزاوى".
40 عنصر يكشف الجغرافية الجنائية كأداة للتنبؤ بالجريمة
وتساهم الجغرافية الجنائية في العديد من التفاصيل وسنوضح ذلك من خلال النقاط الواردة أَدْنَى – الكلام لـ"العزاوى":
1- تحليل النماذج الجغرافية للجريمة: يُستخدم تحليل الجغرافية الجنائية لفحص نماذج الجريمة في مناطق معينة، بحيث يمكن أن يساعد هذا التحليل في تحديد المناطق المعرّضة لمخاطر الجريمة بشكل أكبر، مما يسمح للسلطات بتخصيص الموارد واتخاذ إجراءات جنائية مناسبة.
2- العوامل المؤثرة في الجريمة: تشمل هذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي يمكن أن تؤثر على معدلات الجريمة في منطقة معينة، ويمكن أن تساعد فهم هذه العوامل في تطوير استراتيجيات للحد من الجريمة وتحسين جودة الحياة في تلك المناطق.
3- تأثير التنمية الحضرية: يمكن أن تؤثر عمليات التنمية الحضرية على نمط الجريمة في المدن، فعلى سبيل المثال، التجمعات الحضرية الكبيرة والمزدحمة قد تكون عرضة لأنماط معينة من الجريمة، بينما قد تكون المناطق الريفية تختلف في أنماط الجريمة المسجلة.
4- التكنولوجيا والجغرافية الجنائية: استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، يمكن أن يمكن الباحثين والمحققين من تحليل البيانات الجغرافية للجريمة بشكل فعال، ويمكن أن تسهم هذه التقنيات في تحديد الأماكن التي تحدث فيها الجرائم بشكل مكثف وتحديد الاتجاهات المستقبلية للجريمة.
5- التدابير الوقائية: استنادًا إلى البحوث في مجال الجغرافية الجنائية، يمكن تطوير سياسات وتدابير وقائية للحد من الجريمة، ويمكن أن تشمل هذه التدابير زيادة التوعية في المجتمعات المعرّضة للجريمة وتحسين البيئة المحيطة وتوفير فرص اقتصادية للحد من الجريمة.
6- التحليل الزمني للجريمة: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لتحليل الجريمة على مر الزمن، مما يمكن الباحثين من فهم الاتجاهات الزمنية للجريمة ومحاولة تحديد العوامل التي قد تكون مسؤولة عن التغيرات في معدلات الجريمة.
7- الهجرة والجريمة: تدرس الجغرافية الجنائية كيفية تأثير الهجرة على الجريمة في المناطق المختلفة. يمكن أن تكون الهجرة المكونة للمجتمعات المتنوعة عاملاً يؤثر في أنماط الجريمة والتفاعلات الاجتماعية في المناطق المستقبلية.
8- العلاقة بين الجريمة والبيئة الحضرية: يمكن للجغرافية الجنائية أن تدرس تأثير العوامل البيئية في المدن مثل الإضاءة العامة وتصميم الشوارع على معدلات الجريمة. تصميم المدن بشكل صحيح يمكن أن يقلل من الفرص لارتكاب الجريمة.
9- الجريمة على الإنترنت: في عصر الرقمنة، أصبحت الجريمة على الإنترنت تشكل تحديًا كبيرًا، بحيث يمكن للجغرافية الجنائية دراسة الجريمة الإلكترونية وتحليل أنماطها وتوجيه الجهود لمكافحتها.
10- السلوك الجنائي والجغرافية: يمكن دراسة السلوك الجنائي بشكل عام وكيفية تأثير العوامل الجغرافية على تكوين هذا السلوك، وفهم العلاقة بين الجغرافيا والسلوك الجنائي يمكن أن يساعد في تطوير برامج إصلاحية وتأهيلية.
11- التحليل الجغرافي للجرائم الكبيرة: يمكن استخدام تقنيات الجغرافيا الجنائية لتحليل الجرائم الكبيرة مثل الاحتيال والفساد، وهذا التحليل يمكن أن يساعد في التعرف على الشبكات الإجرامية المنظمة والأنشطة غير المشروعة.
12- العلاقة بين الاقتصاد والجريمة: يدرس الباحثون في مجال الجغرافية الجنائية كيفية تأثير الوضع الاقتصادي على معدلات الجريمة، وكيف يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الدخل وارتفاع معدلات البطالة إلى زيادة في الجريمة في بعض المناطق.
13- التحليل الديموغرافي للجريمة: يمكن دراسة العوامل الديموغرافية مثل العمر والجنس والعرق والتعليم لفهم أنماط الجريمة في المجتمعات، وهذه المعلومات يمكن استخدامها لتوجيه السياسات الاجتماعية والجنائية.
14- التحليل الجغرافي للجريمة العابرة للحدود: في عالم مترابط، يمكن للجريمة عبور الحدود بسهولة، حيث أن الجغرافية الجنائية تركز على فهم أنماط الجريمة العابرة للحدود وكيفية التعاون الدولي لمكافحتها.
15- الجغرافيا الجنائية وسياسات السجون: يمكن للجغرافية الجنائية أن تدرس توزيع السجون ومراكز الاحتجاز وتحليل العوامل التي تؤثر في اختيار مواقع السجون، بحيث يمكن أن تساعد هذه الدراسات في تحسين نظم العقوبات وإعادة التأهيل.
16- تحليل الجريمة والتخطيط الحضري: يمكن للجغرافية الجنائية مساعدة السلطات المحلية في تخطيط المدن بشكل يجعلها أكثر أمانًا، من خلال تحديد المناطق التي قد تكون عرضة للجريمة واتخاذ التدابير الوقائية.
17- الجغرافيا الجنائية وعلم النفس الجنائي: يدرس علم النفس الجنائي العوامل النفسية التي تؤثر في سلوك الجريمة، ويمكن تحليل هذه العوامل بالاشتراك مع الجغرافية الجنائية لفهم سبب انتشار بعض الجرائم في مناطق معينة.
18- الاستجابة للطوارئ وإدارة الكوارث: تستخدم الجغرافية الجنائية في تخطيط استجابة الطوارئ وإدارة الكوارث، حيث يمكن تحديد المناطق المعرّضة لمخاطر معينة مثل الزلازل أو الفيضانات وتطوير استراتيجيات لإدارة الكوارث وتقليل التأثيرات الجرمية أثناء الكوارث.
19- الجغرافيا الجنائية وحقوق الإنسان: يمكن استخدام الجغرافيا الجنائية لرصد حالات انتهاكات حقوق الإنسان وتحليل الجرائم ضد الإنسانية في مناطق معينة، وهذا يمكن أن يساعد في محاسبة المسؤولين وتحقيق العدالة.
20- التنمية المستدامة والجريمة: يمكن للجغرافيا الجنائية أن تدرس التأثيرات البيئية والاقتصادية للجريمة، وكيفية تأثيرها على التنمية المستدامة في المجتمعات، وتحليل هذه العلاقة يمكن أن يساعد في تحديد السياسات للحد من الجريمة وتحقيق التنمية المستدامة.
21- الجريمة المنظمة والجغرافية: يمكن للجغرافية الجنائية دراسة هياكل وأنشطة الجريمة المنظمة وكيفية توزعها في مختلف المناطق، ويمكن أن تساعد هذه الدراسات في مكافحة الجريمة المنظمة وإلقاء الضوء على شبكاتها.
22- الهجرة غير الشرعية والجريمة: تركز الجغرافية الجنائية على دراسة العلاقة بين الهجرة غير الشرعية وانتشار الجريمة، وكيفية تأثير التدفقات الهجرية على أمن المجتمعات.
23- التحليل الجغرافي لجرائم العنف: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لتحليل جرائم العنف مثل القتل والاعتداءات، والبحث في العوامل المؤثرة في ارتفاع معدلات جرائم العنف في بعض المناطق.
24- الجريمة والتغيرات المناخية: يدرس الباحثون كيفية تأثير التغيرات المناخية على الجريمة، بما في ذلك الجريمة البيئية وجرائم سرقة الممتلكات بسبب التغيرات في الظروف المناخية.
25- الجريمة والتكنولوجيا: تقوم الجغرافية الجنائية بدراسة الجريمة الإلكترونية وكيفية استخدام التكنولوجيا في ارتكاب الجرائم، وكذلك كيفية استخدام التكنولوجيا في مكافحة الجريمة ورصد الأنشطة الجنائية عبر الإنترنت.
26- الجريمة والطبيعة البشرية: يمكن دراسة كيفية تأثير العوامل البيولوجية والنفسية على الجريمة وكيفية توزيعها في المجتمعات المختلفة.
27- التحليل الجغرافي للجرائم ضد الممتلكات: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لدراسة جرائم السرقة والتخريب وتحليل أنماطها ومعرفة الأماكن التي تكثر فيها هذه الجرائم.
28- الإرهاب والجغرافية الجنائية: يمكن استخدام التحليل الجغرافي لفهم الجرائم الإرهابية والمساعدة في التصدي لها، وذلك من خلال تحليل نماذج الهجمات وتحديد المناطق المعرّضة.
29- الجريمة والهجرة الداخلية: دراسة تأثير الهجرة الداخلية على الجريمة وكيفية توزع الجريمة في المناطق المتأثرة بالهجرة الداخلية.
30- التحليل الجغرافي لجرائم الاعتداء الجنسي: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لفهم نماذج الاعتداءات الجنسية وتحليل العوامل المؤثرة في انتشارها.
31- الجغرافية الجنائية والعدالة الاجتماعية: يمكن للجغرافية الجنائية أن تركز على دراسة العدالة الاجتماعية وكيفية تأثيرها على الجريمة والتفاعلات بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في المجتمع.
32- الجغرافية الجنائية والمجتمعات الريفية: يمكن دراسة الجريمة في المجتمعات الريفية وكيفية تفاوتها عن المجتمعات الحضرية، وكيفية تأثير الظروف الريفية على نماذج الجريمة.
33- الجغرافية الجنائية والتعليم: يمكن دراسة العلاقة بين مستوى التعليم ومعدلات الجريمة، وكيفية تأثير التعليم على سلوك الأفراد في المجتمع.
34- التحليل الجغرافي للجريمة في الفضاء الافتراضي: يشمل دراسة الجريمة عبر الإنترنت والوسائل الرقمية، وكيفية مكافحة جرائم القرصنة والاحتيال الإلكتروني.
35- التحليل الجغرافي للجرائم ضد المرأة: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لفهم أنماط الجرائم ضد المرأة وكيفية توزعها في المجتمعات المختلفة، وهذا يمكن أن يساعد في تطوير سياسات لحماية حقوق المرأة والحد من هذه الجرائم.
36- التحليل الجغرافي للجريمة والإدمان: يمكن دراسة العلاقة بين الجريمة ومشكلات الإدمان، وكيفية تأثير الإدمان على نماذج الجريمة والتفاعل مع أنماط الاعتماد على المواد المخدرة في المجتمعات.
37- التحليل الجغرافي للجرائم ضد الأقليات: يمكن استخدام الجغرافية الجنائية لفحص الجرائم ضد الأقليات العرقية والجنسية وكيفية توزعها في المناطق المختلفة، وهذا يمكن أن يشير إلى التمييز العنصري والاضطهاد الاجتماعي.
38- التحليل الجغرافي للجرائم في البيئات الحضرية المهملة: يمكن دراسة الجريمة في الأحياء الفقيرة والمهملة وتحليل العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة في هذه المناطق.
39- التحديات المستقبلية: تتطلب مواجهة التحديات المستقبلية في مجال الجغرافية الجنائية تكامل البيانات وتقنيات التحليل الحديثة.
40- بالإضافة إلى تفهم أعمق للعلاقات بين العوامل المكانية والجريمة.
خلاصة القول:
يمثل فهم توزيع الجريمة من خلال الجغرافية الجنائية خطوة حاسمة في تطوير استراتيجيات فعّالة لمكافحة الجريمة وتحسين الأمان في المجتمعات، فالجغرافية الجنائية تسعى لفهم العلاقة بين المكان والجريمة، وكيفية تأثير العوامل الجغرافية على السلوك الجنائي واستجابة النظام القانوني، تحمل هذه الدراسة أهمية كبيرة في تطوير سياسات الأمن العام والعدالة الاجتماعية، لذلك من هنا تأتي أهمية دراسة هذا العلم – طبقا لـ"العزاوى".
