حصدت دولة جنوب أفريقيا شرف المواجهة القانونية للاحتلال الإسرائيلي داخل محكمة العدل الدولية، بعد أن رفعت دعوى قضائية تاريخية ضد إسرائيل لمعاقبتها على جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها ضد الشعب الفلسطينى، وانضمام العديد من الدول لتأييدها، حيث تم منح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الذى اشتهر بتصريحات نارية ضد تل أبيب، الوسام الدولي باسم الشعب العربي وهو أرفع وسام عربي.
وبحسب رئيس البرلمان العربي عادل عبد الرحمن العسومي، فإن الوسام يعد من أرفع الأوسمة التى يقدمها البرلمان العربي للزعماء والقادة الدوليين الذين يدعمون قضايا الأمة العربية ويساهمون في نصرتها، مشيرا إلى أن هذه رسالة بسيطة للتعبير عن الشكر والتقدير لمواقف جنوب إفريقيا وخاصة قيامها برفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
ولدى رامافوزا تصريحات نارية ضد الجرائم الإسرائيلية منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة أكتوبر 2023، وانتصرت دولة جنوب أفريقيا لمبادئ الحق والعدل والإنسانية ولم ترضخ للضغوط دفاعاً عن قيمها، وأثني العديد من البلدان مواقفها التاريخية والخطوة التاريخية غير المسبوقة في رفع دعوى قضائية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
ويترقب العالم حكم بشأن الاجراءات العاجلة خلال أسبوع، حيث قال عضو الفريق الاستشاري لجنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، إنه يتوقع صدور حكم خلال أسبوع.
كما توقع محمد الشلالدة، وزير العدل الفلسطينى، أن تصدر محكمة العدل الدولية خلال أسبوعين أمرا بتدابير مؤقتة، الغرض منها حفظ حقوق الأطراف وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يفاقم النزاع أو يتسبب بوقوع ضرر لا يمكن إصلاحه أو لا يمكن بأي شكل من الأشكال تداركه، وذلك إلى أن يصدر حكم نهائي في القضية الأصلية.
وينبه الوزير الفلسطيني بأن "الإجراءات التحفظية ملزمة شأنها في ذلك شأن الأحكام النهائية ولها قوة الحكم الملزم".
وتتألف الدعوى من 84 صفحة، وتقر بأن "حرب إسرائيل على غزة تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948"، والتى تعرفها على أنها "أفعال ترتكب بقصد التدمير، كليًا أو جزئيًا، لمجموعة قومية أو إثنية أو وطنية أو دينية".وتقول جنوب أفريقيا أن تصرفات إسرائيل فى غزة "تعتبر ذات طابع إبادة جماعية، لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير" من السكان الفلسطينيين فى القطاع.
وكان لدى محامو جنوب افريقيا فى لاهاي مرافعة تاريخية في جلسة الاستماع الأولى بمحكمة العدلة الدولية، والتي عقدت الخميس 11 يناير الماضى، حيث اتهمت دولة جنوب إفريقيا، إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.
وطالب ممثلُ جنوب إفريقيا محكمةَ العدل الدولية، باتخاذ قرار لوقف ما وصفه بالجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، مشددا على أن مستقبل الفلسطينيين مرهونٌ بقرارات المحكمة.
وفي اليوم الثاني من جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية، قال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة هي عمل من أعمال الدفاع عن النفس ضد حماس و"المنظمات الإرهابية الأخرى".
ومحكمة العدل الدولية، هي الهيئة القضائية الأعلى في الأمم المتحدة، التي يمكن أن تصدر تدابير مؤقتة تأمر فيها إسرائيل بوقف الحرب.
ووفقا للصحة الفلسطينية فى غزة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 25.105 شهداء و62681 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلى جرائم الإبادة لليوم الـ108 على التوالى، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.