مرة أخرى عادت قضية القوات الأمريكية على أراضى العراق للواجهة، بعد أن انتهكت واشنطن سيادة بغداد ووجهت ضربات نحو أهداف داخل البلاد، بعضها مقرات أمنية تتبع القوات المسلحة العراقية، وتحولت المطالب العراقية بخروج القوات الأمريكية إلى تحركات وشيكة بشكوى فى مجلس الأمن.
وطالبت رئاسة مجلس النواب العراقى الحكومة بالإسراع فى تنفيذ قرار إخراج القوات الأجنبية بشكل كامل باعتبار أن وجودها يهدد أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه، موضحة أن التهاون فى تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية، وأن سيادة العراق ودماء شعبه خط أحمر لا يمكن السماح بالتعدى عليهما.
وأعربت رئاسة البرلمان العراقي عن إدانتها للاعتداء الأمريكي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار، واستنكارها الشديد لاستمرار التجاوز السافر على السيادة العراقية وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت أن مجلس النواب داعم لتوجهات الحكومة بتقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بشأن تكرار الخروقات الأمريكية داخل الأراضي العراقية.
وكشف القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول عبدالله، عن تنفيذ أمريكا ضربات ضد وحدات عسكرية، وقال "في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق، تعود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في منطقتي جرف النصر والقائم".
وأشار إلى أنه في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات، بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق، شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار، والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك.
وأكد رفض الضربات قائلا "إن هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة، ونتائج حرب الإبادة غير الأخلاقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني."
وتابع "بينما سكتت القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، إزاء تلك الجرائم، نراها تنزلق إلى أفعال مُدانة وعدوانية غير مبررة على الأراضي والسيادة الوطنية العراقية".
وقبل أسبوع اعتمد البرلمان العراقى قرارًا بضرورة إنهاء الوجود الأمريكي على الأراضي العراقية، واعتبر رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي في بيان له قرار خروج القوات الأجنبية مبدئيا وثابتا، مطالبا رئيس الحكومة بسرعة تنفيذ القرار.
وجاء موقف البرلمان ليعزز الموقف الحكومي الذي صدر في وقت سابق وقضا ببدء ترتيب خروج القوات الأجنبية، حيث أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بداية العام 2024 عن تشكيل لجنة ثنائية لجدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وقال السوداني إنه "ليس من حق أي جهة التجاوز على سيادة العراق".
وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار ما يسمى بـ"التحالف الدولي لمكافحة "داعش" الذي أعلن عن تشكيله عام 2014، ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر، تتعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا لهجمات متواصلة تبنى أغلبها ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق".
وتعرضت القواعد الأمريكية على الأراضي العراقية والسورية لما يزيد على 110 استهدافات منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث تندد الميليشيات العراقية بالدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها.