- رئيس حزب «الحوار»: الأحزاب لا تطبق مطالبها بالديمقراطية داخل هياكلها
مجموعة وسطية جديدة ظهرت خلال جلسات الحوار الوطنى، تسعى إلى تقديم صورة أخرى للمعارضة، تحرص على الاشتباك والتحاور، وذلك من خلال كيان يحمل مسمى كتلة الحوار، ويضم رموزا وقيادات فاعلة فى المشهد، وعلى رأسها السياسى البارز باسل عادل رئيس حزب الحوار «تحت التأسيس» والنائب الأسبق، والذى كان لنا حوار معه فى السطور التالية:
بداية ما هى كتلة الحوار ورؤيتها السياسية؟
لدينا كيانان.. الأول كتلة الحوار وهى تحالف نشأ من رحم الحوار الوطنى فى 23 مايو الماضى ويضم شخصيات عامة من أى تيارات أو تكتل، وبعد ذلك شرعنا فى بناء كيان آخر وهو حزب الحوار الذى بدأنا فى جمع توكيلاته.
لماذا تمت التسمية بـ«الحوار»؟
نرى أن تأسيس الحزب من مرحلة سياسية يؤشر على بقائه.. والشاهد على ذلك تجربة حزب الوفد الذى نشأ من تجربة سياسية بتشكيل وفد لتمثيل مصر بقيادة سعد زغلول للتفاوض على الاستقلال.. والحوار الوطنى ليس مناسبة عادية بل إنه مؤشر على التغيير.
هل هذا يعد إقرارا منكم على أن الباب أصبح مفتوحا؟
بالفعل.. الدولة فتحت الباب والجميع قال ما يريد، وارتفع سقف الحوار فارتفع سقف القاعة فارتفع رأس النظام.
باسل عادل رئيس حزب الحوار
ما ردك على مزاعم من وصفوه بـ«مسرحية سياسية»؟
قالوا إن الحوار الوطنى مرتبط بانتخابات الرئاسة، بينما الرئيس أعلن نيته فى استكمال الحوار عقب فوزه مباشرة، كما قيل إن الكيانات التى خرجت مع مرحلة الحوار الوطنى ستختفى عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية والحقيقة أن حزب الحوار موجود على الأرض ولا أحد يهدد وجوده ولا يتعرض لمضايقات.. بل على العكس قدم الحزب توصيات للحكومة وتم تطبيقها ومنها مطالبة الحزب بتحديد أسعار 7 سلع رئيسية تمس المواطن وتم الاستجابة.
كيف ترى المرحلة الراهنة؟
إيجابية رغم كل الضغوط والتحديات التى تواجهها مصر.. واستكمال الحوار الوطنى بعد انتهاء انتخابات الرئاسة يؤكد أنها رغبة داخلية وليست إملاءات خارجية كما يدعى البعض، وهناك حالة انفتاح سياسى، فالمرحلة السابقة كانت للقضاء على الإرهاب وتثبيت أركان الدولة ومن هنا كنا بحاجة لشرعية القوة لمواجهة ما تعرضنا له من مخاطر، بينما الآن ننتقل لقوة الشرعية بمعنى الرضا العام على المنظومة وأن نكون أمام برلمان قوى وفعال وأن تكون الحكومة سياسية تعبر عن الشعب وتخرج بقرارات تمس الرضا العام وليس ضدها.
ما هى متطلبات الفترة الرئاسية القادمة؟
الفترة القادمة تتطلب حكومة سياسية بقيادة مايسترو سياسى من نواب أو أعضاء أحزاب وغيرهم وليس من المكاتب الأكاديمية أو الحكومية فقط.
ولكن هناك نماذج بالفعل تواجدت منذ 2011 وجاءت من قلب السياسة والبرلمان؟
لا يمكن الحكم بتلك التجارب.. هناك شخصيات فى الحكومة الحالية لا يمكن تصنيفها ككوادر سياسية حتى لو انتمت قبل ذلك للبرلمان كنواب.
باسل عادل رئيس حزب الحوار
هل ترى أن الشارع السياسى لديه خبرات تؤهله للتواجد فى الحكومة وهل هذا يعنى أن الجانب الأكاديمى ليس له أهمية؟
نريد كوادر فنية وسياسية.. وكتلة الحوار لديها حكومة ظل تستهدف إثراء الخبرات والاشتباك فى القضايا، بينما الجانب الأكاديمى فهو يمكن الاستناد إليه بتواجد وكيل الوزارة الأول وهى تجربة مطبقة فى الكثير من الدول.
ولا بد من انفصال الحكومة عن الرئيس وألا تكون جميع المبادرات قادمة من رئاسة الجمهورية وليس لها علاقة بدولاب العمل الحكومى.
ولكن بعض الرموز من المعارضة رفضت التجربة التنموية؟
«إحنا صرفنا فلوس على المليان.. هتستمر لأجيال».. ولا يمكن القول إن ما نشهده كان يمكن الاستغناء عنه ومنها العاصمة الإدارية فالدولة حولت «رملة صفرا» لصرح عمرانى كبير .. جبل اتحول لفلوس بالمليارات»، وعن المبانى الحكومية فإننا اليوم سنبيع مقراتها بوسط البلد بأرقام خيالية ولا مجال للتشكيك فى جدوى تلك المشروعات اقتصاديا بينما يمكن أن نختلف فى وتيرة التنفيذ، ولا يمكن انتقاد ما قام به الرئيس من أجل دعم الجيش المصرى بتنويع مصادر السلاح فالبعض هاجم ذلك بينما اليوم نشعر بقيمتها وصحة وجهة النظر فى ظل ما يحيط بنا من توترات.
وماذا عن التشكيك فى نوايا القيادة السياسية وزعم عدم استفادة المواطن؟
مينفعش نستكتر على الرئيس النجاح وهى ليست «سُبّة» بل من حقه فنحن أمام رئيس يتحرك ويريد الإنجاز بخلق أصول جديدة للشعب تفتح شرايين استثمار.
هل يمتلك الشارع المصرى معارضة حقيقية؟
الحقيقة أننا لدينا معارضة ترى كل شىء أسود ومنها الحركة المدنية التى هددت أكثر من مرة بعدم المشاركة فى الحوار الوطنى.
وما الذى ستقدمونه مختلفا؟
نرى أنفسنا وريث الليبرالية المصرية.. فنحن مجموعة إصلاحية متزنة فى الوسط لم تتواجد فى مصر من قبل.. ونحرص على تقديم رؤيتنا رغبة فى التعاون وليس من أجل «تسجيل نقطة على الآخر» ونسعى للحصول على ثقة الجميع وأولها الدولة.
هل هذا يعنى أن الحركة المدنية كانت غير ذلك؟
كانت عبئا كبيرا على الانتقال السياسى للأفضل.. ودخلت فى مساومة غير وطنية للمشاركة فى الحوار الوطنى رغم أنه كان الأجدى استغلال فتح الباب، لكنها استهدفت إحراج النظام أمام العالم بالضغط بعدم المشاركة وإفشال الحوار.
هذا يعنى أن الحركة المدنية عطلت بدء الجلسات الفعلية للحوار؟
بالطبع.. وأنا شاهد على حدوث ذلك التعطيل خلال المرحلة التحضيرية للحوار الوطنى وقت عضويتى بحزب المحافظين بوضع اشتراطات كثيرة منها أعداد المشاركين ومن يتحدث أولا ومعظمهم رشح أصحابه فى تشكيلات الحوار.. فكان الأمر به شخصنة ويستهدف «لى ذراع النظام»، فقد غلبت على اجتماعاتهم المعاندة والمكايدة.. وهدفت إلى تفريغ الحوار من مضمونه فلم يكن هناك روح تعاون مع مؤسسات الدولة والمعلن كان خروج المحبوسين على ذمة القضايا ذات الخلفية السياسية بينما كانت تشترط أسماء ترتبط بأحزابهم فقط.
ما الذى أبلغت به «أكمل قرطام» قبل انسحابك من حزب المحافظين؟
الخلاف كان عندما أجرينا تصويت لأكثر من مرة داخل الحزب انتهى بتأييد الأغلبية المشاركة بالحوار .. وكل تصويت كان إيجابيا يتم التغاضى عنه من رئيس الحزب وتكراره مرة أخرى بينما رأيه هو عدم المشاركة..وهنا أكمل قرطام طالبنا بعدم المشاركة بينما كان ردى هو أن المصلحة الوطنية لا تقتضى ذلك .. «مينفعش نلوى دراع النظام فنحن لسنا فى ثأر شخصى، بل أمامنا باب مفتوح فلماذا لا نشارك وندلى بآرائنا؟»، وعليه حدثت استقالة جماعية لمجموعة كبيرة من الأعضاء.
كيف ترى السياسة الداخلية لإدارة الأحزاب؟
الأحزاب فى مصر لا يتم قيادتها بالديمقراطية ولا يحدث تفعيل للوائحها، وتتبع سياسة التقريب الدائم لأهل الثقة.. فما يتم مطالبة الدولة به لا يحدث داخل تلك الكيانات.. ودائما ما يكون التوجه بالانصياع لرغبة رئيس الحزب وقراراته.. فجزء من تعطيل العملية الديمقراطية هى النخبة السياسية.
من هى الأحزاب الأقرب إليكم؟ ومن يمكن التحالف معه انتخابيا؟
الحوار مع الحركة المدنية مغلق بشكل كامل فهى من أخرت الديمقراطية فى مصر وتسير عكس اتجاه إقامة حياة ديمقراطية سليمة.. ونحن أقرب سياسيا للمصرى الديمقراطى والشعب الجمهورى ونحن منفتحين فيما يحقق تمكين أكبر من الكوادر والخبرات ونستهدف الوصول لـ5 آلاف مرشح بالمحليات.
لماذا لم تنجح تجربة الاندماج حتى الآن؟
ما زال الملعب السياسى يحتاج لتأهيل وبعد ذلك يمكن الحكم على وجودها من عدمه فى بيئة صالحة.
كيف رأيت أرقام نتائج الانتخابات الرئاسية ونسبة المشاركة؟
حرب غزة كانت سببا رئيسيا فى ارتفاع نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية والاصطفاف خلف الرئيس السيسى لمواقفه الوطنية التى احترمها العالم كله والتى أغلقت الباب أمام المعارضة.
وكيف رأيت تجربة حزب الوفد بالانتخابات الرئاسية؟
الوفد منهار «براند كبير» باقى ولكن على ضعف شديد.. وأنا حزين على ما حققه من نتائج ضئيلة فى الانتخابات.. والمرحلة الراهنة مرحلة التجارب الجديدة يجب فيها التخلص من الأمراض المزمنة للأحزاب السياسية والأخص القديمة منها.
وماذا عن تجربة فريد زهران؟
لعب دور المعارض بشراسة وتميز.. وهو أمر يحسب للدولة كما أنه عبر عن خط الحركة المدنية رغم عدم مساندتهم له ووجوده فى الشارع مؤشر إيجابى ويؤهل لتغير فى الواقع السياسى.
كيف يمكن تطوير الحياة السياسية؟
يرتبط بتطوير منظومة كاملة ووجود الثقة المتبادلة.. والتطوير يتطلب تمكين أكبر للشباب فى مقاعد الحكم الصغرى وإتاحة انضمام كوادر الأحزاب بمختلف تياراتها السياسية للأكاديمية الوطنية للتدريب.
كان لك فرصة فى الحوار المباشر مع الرئيس خلال المؤتمر الوطنى للشباب.. حدثنى عنها؟
قلت كلمتى بمنتهى الحرية ولم يتم توجيهى بأى كلمة تم طرحها أو مساءلتى عنها وهو أمر يحسب للدولة.. وكان الرئيس مستمعا جيدا والمسار يؤشر باستجابته.
ختاما.. ما الذى ترغب فى قوله للرئيس السيسى؟
نثق فى قدرة الرئيس السيسى على قيادة المرحلة وأدائه المتميز فى الأزمات والأخص الإقليمية.. وأتمنى أن يتحمل رئيس الوزراء مسؤوليته وحده.