بينما تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى أزمة صحية خضع على إثرها لعملية جراحية، كان موقفه السياسية في حالة أكثر حرجا من حالته الصحية بعد اندلاع أكبر مظاهرات منذ 7 أكتوبر تطالب بعزله ورحيله عن منصبه بعد أن تسبب في خسائر لا تُحصى في تاريخ إسرائيل.
وخضع نتنياهو إلى عملية الفتق الجراحية مساء الأحد التي أجريت له. بتخدير كامل، وقال مركز هداسا الطبي في القدس أن نتنياهو يتعافى بعد الجراحة، لكنه لم يحدد على الفور الوقت الذي سيستغرقه ذلك، وبالتزامن مع ذلك تجمع حوالي 100 ألف شخص للاحتجاج خارج مقر البرلمان الإسرائيلي في القدس المحتلة، مطالبين بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.
وقالت وسائل الإعلام العبرية إن هذا هو أكبر احتجاج ضد الحكومة في البلاد منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة أوائل أكتوبر 2023، وقالت وسائل الإعلام العبرية أن الاحتجاجات ستستمر لمدة 4 أيام في مدينة القدس المحتلة للضغط على رئيس الوزراء نتنياهو.
وحمل المتظاهرون العديد من اللافتات ورددوا شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته على الفور، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة جديدة قادرة على التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس.
ونصب المتظاهرون الليلة الماضية أكثر من 100 خيمة كبيرة خارج مبنى الكنيست الإسرائيلي، مما يظهر تصميمهم على مواصلة خطتهم الاحتجاجية للضغط على الحكومة، العديد من زعماء المعارضة في إسرائيل دعمهم للحملة الاحتجاجية، معتبرين أنها عمل من أعمال الإنقاذ الوطني.
وفي هذه المناسبة، أدلى زعماء المعارضة الإسرائيلية أيضا بالعديد من التصريحات التي تضمنت هجمات قوية ضد رئيس الوزراء نتنياهو.
وقالت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية، إن عائلات أكثر من 130 محتجزا نأت بنفسها عن الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بلغت ذروتها العام الماضي ضد الائتلاف اليميني بقيادة بنيامين نتنياهو، ولكن بعد 6 أشهر من الحرب، ومع عدم وجود أي علامة على صفقة الأسرى، اجتمعت المجموعتان مساء أول أمس السبت عندما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات.
وأوضحت ناداف سالزبيرجر، من حركة "جيل التغيير" التي تقود احتجاجات تل أبيب، لصحيفة "تليجراف"، "ما رأيناه أول أمس السبت كان انفجارًا لتيارات تحت الأرض وصلت إلى نقطة الغليان، مئات الآلاف من اللاجئين في جميع أنحاء إسرائيل، عائلات الأسرى الـ134 الذين أصبح حلمهم برؤية أحبائهم يتضاءل، وسئم الإسرائيليون من الحكومة الأكثر عدم كفاءة في تاريخ البلاد".
وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، توحدت المنظمات الاحتجاجية في دعوة للتظاهر في القدس خلال الأسبوع الأخير من الدورة الشتوية للكنيست، بعد أسابيع قليلة بدأ فيها بعضهم بالعودة إلى الشوارع.
وتتزايد وتيرة الرفض لسياسات نتنياهو، في ظل استمرار حماس في اعتقال الأسرى الإسرائيليين، وفشل جهود جيش الاحتلال، حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 21 رئيس بلدية وقعوا على رسالة تدعو إلى إضراب البلديات للضغط على حكومة نتنياهو.
كما اعتبروا أن توقيعهم على الإضراب هو بمثابة عمل تضامني مع المطالبين بصفقة تبادل الأسرى، وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن على حكومة نتنياهو مغادرة البلاد بعد الانتخابات الجديدة، يأتي ذلك فيما أفادت صحف عبرية بمقتل جندي إسرائيلي، ليرتفع عدد القتلى في حرب غزة إلى 600.
وتراجعت شعبية نتنياهو منذ اندلاع الحرب إذ أظهرت استطلاعات رأي فقدان الثقة في قيادته وإمكان هزيمته أمام منافسين أكثر وسطية إذا أُجريت انتخابات، ومع وجود نحو 130 رهينة في غزة، تندلع احتجاجات مستمرة ضد حكومة نتنياهو بسبب إخفاقها في إعادة الرهائن.
وتواجه الحكومة أزمة جديدة تتعلق بإعفاء الرجال اليهود المتزمتين دينيا من أداء الخدمة العسكرية، وهي قضية تثير انقساما داخل الحكومة.
ويقضي نتنياهو حاليا ولايته السادسة في المنصب ليصبح بذلك أطول الزعماء بقاء في المنصب في تاريخ إسرائيل، ونتنياهو هو أول رئيس وزراء يُتهم بالفساد أثناء شغله المنصب في إسرائيل، ولا تزال محاكمته مستمرة وينفي ارتكاب أي مخالفات.