تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن اسم الله "ذو الجلال والإكرام"، قائلا:" ذو الجلال وهو الجليل وذو الإكرام وهو الكريم، ولكن هنا نعبر عنهما بالمصدر، فأحيانا نصف الإنسان بالعدل وهو مصدر وليس عادل، ونصف الله بالمصدر لأن ذا الإجلال والإكرام مصدر وليس أى منهما اسم فاعل، ولا يدلان بهذه الصيغة بالذى هو جليل ولكن المعنى واحد.
وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه فى الحلقة الثامنة والعشرين من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الناس"، أن معنى ذو الجلال هو ذو العظمة والسيطرة وذو القوة، وهذا يستلزم أن يكون له أمر ونهى نافذان.
وأوضح شيخ الأزهر أن كل عظيم وقوى وذو سلطان لابد أن يكون له أمر ونهى على من غيره، ثم أن هذا الوصف من صفات الجلال، والتى تستلزم من العباد الخضوع والخوف وانتظار الأوامر والابتعاد عن النواهى، وحين يُوصف أنه ذو جلال وعظمة وسلطان وقهر على العباد أن يكون له أمر ونهى.
وقال الدكتور أحمد الطيب، أن "ذو الإكرام" هى من صفات الجمال، ويتضمن الاسم المركب "ذو الجلال والإكرام" صفات الجلال مع صفات الجمال، وهى من أسماء الله الحسنى.
وأضاف الإمام الأكبر أن الفرق بين "ذو الجلال والإكرام" و"ذى الجلال والإكرام" مسألة لغوية، وذو اسم معتل الآخر ويعنى أن آخر الإسم ألف أو واو أو ياء والإسم الذى يأتى فيه يسمى معتل.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن الله تعالى كرم الإنسان بالعقل الذى هو سبب لمعرفة الله والسعادة فى الدنيا والآخرة ولولا العقل لكان الإنسان مثله مثل غيره، فالعقل مناط التكليف والثواب والعقاب فى الإسلام، ومناط الحقوق والواجبات، والله ذوى الإكرام أكثر من ذلك لأنه يكرم عباده فى الدنيا والآخرة.
وأوضح شيخ الأزهر، الفرق بين "ذوى الجلال والجليل" و"ذوى الإكرام والكريم"، قائلا:" ذو الجلال مصدر "جل يجل جلالا"، وكذلك الإكرام "أكرم يكرم إكراما"، أما "جليل" فهى صيغة تفعيل بمعى اسم الفاعل، أما "إكرام وكريم" نفس الشيء.
ولفت إلى أن بعض العلماء قالوا أن "ذوى الإكرام" يعنى أنه اسم فاعل والذى يكرم عباده أو اسم مفعول بمعنى الذى يستحق الإكرام من عباده.
وذكر شيخ الأزهر، أن صفات الجلال توجب فى المؤمن الخوف، فنحن أمام هيبة وعظمة وسلطان، ويتطلب أن يكون العبد دائما خائفا من الله، أما "الإكرام" فهو من صفات الجمال والتى تبعث فى العبد الرجاء، وقالوا أن العبد يجب أن يقدم الخوف فى حالات الشباب والصحة والغناء.
وأكد الإمام الأكبر، أن ذو الجلال مما يجب الخوف، وذو الإكرام مما يجب العشم والرجاء فيه، وحياة الإنسان معطرة بأسماء الله الحسنى، ولولاها ما عرفنا الله ولكانت الحياة بالنسبة للعقلاء جحيم لا يطاق.