ليلة ساخنة قضاها العالم مترقبا ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط، بعد أن أعلنت إيران تنفيذ هجومها المباشر على إسرائيل ردا على استهداف قنصليتها فى دمشق الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من جر المنطقة بأكملها لحرب لن تٌحمد عُقباها.
وعلى الرغم من أن أراء الخبراء اختلفت حول جدوى الهجوم الإيراني إلا أنه أدى إلى ارتباك فى المشهد الدولى، حيث قال فريق أنه رد محدود ليس له أثر عسكرى ولكن لجأت له طهران لحفظ ماء الوجه بعد استهداف قنصليتها، فى حين رأى فريقا آخر أنه يعد أول هجوم إيرانى مباشر على الأراضى الإسرائيلية وهو ضربة قاسمه لهيبة الاحتلال التى يحاول الترويج لها عالميا.
وشهد المجتمع الدولى حالة من الطوارئ عقب ساعات من الهجوم حيث يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مساء اليوم بناء على طلب من إسرائيل لإدانة الهجوم الإيراني عليها وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وكتب جلعاد إردان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في منشور على منصة إكس "يمثل الهجوم الإيراني تهديدا خطيرا للسلم والأمن العالميين وأتوقع أن يستخدم المجلس كل الوسائل لاتخاذ إجراء ملموس ضد إيران".
وكان قد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الهجوم الإيراني على إسرائيل ودعا إلى ضبط النفس والوقف الفوري للأعمال القتالية.
وقال جوتيريش في بيان "أشعر بقلق شديد إزاء الخطر الحقيقي المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة، أحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط".
وبالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن، قالت الحكومة الإيطالية، التي ترأس حاليا مجموعة الدول الصناعية السبع (جي 7)، التى تضم كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا، إن رؤساء دول وحكومات المجموعة سيجتمعون عبر فيديو-كونفرانس اليوم الأحد لمناقشة الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وأوضحت الحكومة الإيطالية، في بيان مقتضب - حسبما ذكر راديو "فرنسا الدولي" - إن الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع ستعقد مؤتمرا عبر تقنية الفيديو على مستوى القادة بعد ظهر اليوم".
وفى هجوم السبت، تم إطلاق 185 مسرة و36 صاروخ كروز و110 صواريخ جو جو على إسرائيل، وفقا لمسئولى الجيش الإسرائيلى. أغلب هذه الأسلحة أنطلقت من إيران، على الرغم من أن نسبة بسيطة منها جاءت من العراق واليمن، وفقا لمسئولين.
وقال فابيان هينز، الخبير فى الجيش الإيرانى فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى برلين، فى منشور على منصة إكس، إن إيران استخدمت على الأرجح صاروخ كروز تم تطويره من قبل قوات الحرس الثورى الإيرانى، وهو صاروخ Paveh 351 ويتجاوز مداها 1200 ميل، ليصل إلى إسرائيل من إيران، وصلت العشرات منه إلى إسرائيل من إيران.
وقال إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني، أن بلاده ستواجه رد فعل قاسي وأكثر حزما إلى إسرائيل حال شنها هجوما جديدا على إيران مرة أخري، فى حين قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية: الهجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل حقق كل أهدافه.
وكشف القائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامي، عن تفاصيل عملية الوعد الصادق التى اطلقتها إيران تجاه إسرائيل، فى وقت متأخر مساء السبت، قائلا: كانت الأهداف دقيقة للغاية وقمنا بتنفيذ عملية محدودة بحجم الاعتداءت التي ارتكبها الكيان الصهيوني.
وقال: كان من الممكن أن تكون هذه العملية عملية واسعة النطاق، لكننا حصرنا نطاق العملية في ذلك الجزء من القدرات التي استخدمها الكيان الصهيوني لمهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق واستشهاد المستشارين العسكريين.
وقال حسين سلامي، إن العملية كانت أكثر نجاحاً مما توقعنا، حتى هذه اللحظة معلوماتنا عن جميع الضربات ليست كاملة، لكن التقارير التي وصلتنا تظهر أن هذه العملية تمت أكثر نجاحا مما كان متوقعا.
وتابع القول اللواء سلامي: لكن المهم أن هذه المعركة كانت مجهولة وغامضة إلى حد ما وفتحت لنا فصلاً جديداً من المواجهة تجاه أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي للعدو، أي الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوي المضادة للمسيرات، تم زرعها وتوسيعها بكثرة في مساحة الأرض الصغيرة للكيان الصهيوني، ومن أنظمة القبة الحديدية التي تتعامل مع المقذوفات قصيرة المدى إلى فلاخون داود وأنظمة آرو.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن إسرائيل ستحقق النصر بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكتب نتنياهو في منشور موجز على موقع "إكس" "اعترضنا وتصدينا، معاً سننتصر".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل أثناء الليل، أسقط 99 في المئة منها، مشيراً إلى أن بعض عمليات الإطلاق التي تمت ليلاً كانت من العراق واليمن إلى جانب إيران. مضيفا أن القوات المسلحة لا تزال تعمل بكامل طاقت
وقال مسئول رفيع المستوى بإدارة بايدن إن الرئيس الأمريكى أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك فى أى عمليات هجومية ضد إيران.
وتم نقل التعليقات خلال الاتصال الهاتفى التى أجرى بين كليهما فى أعقاب الضربات الإيرانية ضد إسرائيل.
ونقلت شبكة سى إن إن عن مسئول بالإدارة الأمريكية قوله إن بايدن أخبر نتنياهو فى اتصالهما الهاتفى أنه ينبغى أن تعتبر إسرائيل ما حدث ليلة السبت انتصارا، لأن التقييم الأمريكى الحالى هو أن هجمات إيران كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت تفوق قدرات إسرائيل العسكرية.
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الصواريخ التى استخدمتها إيران فى الهجوم على إسرائيل
ليلة السبت أكثر تطورا ودقة من تلك التى استخدمتها حماس وحلفاء آخرين لطهران ضد الدولة العبرية فى الأشهر الست الماضية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إيران أطلقت المئات من المسيرات والصواريخ على إسرائيل تشمل أسلحة قال الخبراء إنها أكثر تطورا من أى شئ واجهته الدولة العبرية بعد ستة أشهر من الحرب على غزة.
وأوضحت أن إسرائيل فى السابق واجهت هجمات جوية من حماس والجهاد الإسلامى، التى تشمل ترسانتهما العسكرية صواريخ قصيرة المدى من 12 إلى 25 ميل، وصواريخ 122 ملم من عائلة جراد، غير دقيقة إلى حد ما، وأيضا صواريخ سورية الصنع M-302 يصل مداها إلى 100 ميل. واستخدمت حماس أيضا صواريخ فجر 5 من إيران، ونسخة مشابهة لها محلية الصنع، كان مدى كل منها نحو 50 ميلا.
لكن الأسلحة التى استخدمتها إيران يوم السبت تنتقل لمسافة أكبر بكثير، وأسرع بكثير. ورغم ذلك، فإن إسرائيل قالت إنها اعترضت تقريبا كل الصواريخ والمسيرات التى أطلقتها إيران، بمساعدة من القوات الأمريكية.
وفى هجوم السبت، تم إطلاق 185 مسرة و36 صاروخ كروز و110 صواريخ جو جو على إسرائيل، وفقا لمسئولى الجيش الإسرائيلى. أغلب هذه الأسلحة أنطلقت من إيران، على الرغم من أن نسبة بسيطة منها جاءت من العراق واليمن، وفقا لمسئولين.