استكمالا لمسلسل التوتر وتصاعد الأزمة بين إيران وإسرائيل، شنت الأخيرة قصفا على أهداف عسكرية في مدينة أصفهان وسط البلاد، فجر اليوم الجمعة، في ظل تحذيرات إقليمية ودولية من تصاعد حد الحرب الذي من شأنها أن تؤثر بالسلب على المنطقة بأثرها دون استثناء.
من المؤكد أن مثل هذه المناوشات العسكرية بين الطرفين في منطقة الشرق الأوسط، يمكنها أن تقود المنطقة بأكملها إلى سلسلة من الانفجارات الغير محسوب والتي لا يمكن السيطرة عليها، ما يؤدي إلى تدهور الأوضاع والتأثير على السلم والأمن الدوليين.
ولعل الموقف المصري الواضح والصريح، (والذي يوصف بأنه رمانة ميزان القوى في المنطقة) من هذه التوترات يؤكد أن رؤية القاهرة سليمة منذ البداية والتي تقوم على التحذير من مغبة توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط ولازلت مصر تحذر حتى الآن من استمرار هذا الوضع.
وعلى إثر القصف المنسوب إلى إسرائيل فجر اليوم الجمعة على منطقة أصفهان الإيرانية، أعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران.
وطالبت مصر الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار فى المنطقة، وآثارها الخطيرة علي أمن وسلامة شعوبها.
وأكدت مصر أنها سوف تستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجارى.
فمصر كانت من أول الدول التي كثفت اتصالاتها فور اندلاع الأزمة بين إسرائيل وإيران، منذ أن استهدفت تل أبيب قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل 2024، والرد الإيران باستهداف مواقع عسكرية في الأراضي المحتلة تحت مسمى "الوعد الصادق" بتاريخ 13 أبريل الجاري.
وتواصل مصر اتصالاتها وجهودها المكثفة بالشركاء الإقليميين، من أجل احتواء الأزمة التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، حينها غرد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، عن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري، بنظرائه في كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لاحتواء الأزمة.
وكتب أبو زيد على موقع إكس: "اتصالات مصرية مكثفة مع إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء الأزمة، فمصر تطالب بضبط النفس وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار".
فلا شك أن مثل هذه المناوشات العسكرية، تؤكد الحاجة الماسة إلي أن نعالج أسباب هذا التصعيد وعلي رأسها القضية الفلسطينية التي ستظل أهم مسببات عدم الاستقرار في المنطقة مادامت لم تجد طريقها إلي الحل العادل والشامل.
وقد احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ عام 1948 اهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، وحرصت القيادة المصرية خلال العقود الماضية علي ايجاد سند قانوني لقيام دولة فلسطينية معترف بها من الأمم المتحدة ومن الدول الأعضاء بها وكذلك من المنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة في السياسية الدولية، ويأتي هذا الحرص عن اقتناع تام بان تحقيق هذه الخطوة هامة جدا لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم لذا نرصد في البيان التالي الخطوات التي حرصت عليها الحكومات المصرية المتعاقبة في هذا الشأن.
وعلى مدى عقود سعت مصر لدفع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، واتخذت السلام طريقا استراتيجيا للحفاظ على مقدرات وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، في إطار مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووفقا للمبادرة العربية للسلام لعام 2002، ومقررات الشرعية الدولية بهذا الشأن.
وظل الموقف المصري بمواصلة المساعي الدؤوبة لدعم حل الدولتين، وإقامة دولة الفلسطينية والتوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية ثوابت لا تتغير ولا تتأثر.