السبت، 21 ديسمبر 2024 04:55 م

ثلاثة سناريوهات إيرانية متوقعة ردا على ضربات إسرائيل ضد أصفهان.. الأول: التقليل من حجم الهجوم الإسرائيلى.. الثانى: طهران تلجأ إلى "الوكلاء" للرد على تل أبيب.. والثالث: تحول التوتر إلى صراع مفتوح برد مباشر

ثلاثة سناريوهات إيرانية متوقعة ردا على ضربات إسرائيل ضد أصفهان.. الأول: التقليل من حجم الهجوم الإسرائيلى.. الثانى: طهران تلجأ إلى "الوكلاء" للرد على تل أبيب.. والثالث: تحول التوتر إلى صراع مفتوح برد مباشر خامنئي
الجمعة، 19 أبريل 2024 02:10 م
كتب عبد الوهاب الجندى
اشتدت التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران في الفترة الأخيرة، وأصبحت علنية منذ أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، في اليوم الأول من شهر أبريل الجاري، وردت طهران بقصف مواقع عسكرية في الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيرات الحربية، فلا شك أن الرد الإسرائيلي على إيران، وشنت إسرائيل، فجر الجمعة، هجوما جويا على الأراضي الإيرانية، حيث استهداف صواريخ إسرائيلية وطائرات مسيرة، موقعا في أصفهان وسط إيران، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات في كل من سوريا والعراق، وهناك سناريوهات متوقع لهذه الضربات نستعرضها في السطور التالية.
 
السيناريو الأول
 
من المرجح أن تسعى إيران على المستويات العالمية والسياسية وحتى العسكرية إلى التقليل من حجم الهجوم الإسرائيلي، بتأكيد أنه كان هجوًما محدوًدا وبعدد أقل ما يمكن من الطائرات المسيرة وليس الصواريخ، وأنه لم يسفر عن أي أضرار تذكر، حتى لا تكون بذلك مطالبة بالرد على هذا الهجوم، لكن أزمة هذا السيناريو أنه يقابله تصريحات عديدة "نارية" من الحرس الثوري الإيراني ومن المرشد الأعلى ومن الرئيس الإيراني ومن وزير الخارجية الإيراني، بأن أي هجوم ورد إسرائيلي سيدفع إيران للرد بقوة أكبر، و كما أن عدم الرد سيجعل النظام الإيراني في مأزق داخلي مع الشارع الإيراني الذي خرج في تظاهرات مؤيدة للضربة الإيرانية ضد إسرائيل.
 
وقد صرح مصدر مطلع لوكالة "مهر" بإن صوت الانفجار الذي سمع في أصفهان سببه تدمير ثلاثة مسيرات صغيرة بواسطة تفعيل منظومة الدفاع الجوي.
 
وقال المصدر: "شوهدت ثلاثة مسيرات صغيرة في سماء أصفهان وحول منطقة زردانجان حوالي الساعة الرابعة صباحاً، وأضاف: "بعد مشاهدة هذه الطائرات الصغيرة أسقط الدفاع الجوي هذه المسيرات في السماء".
 
وتابع المصدر: "لا توجد معلومات عن هذه المسيرات حتى الآن ونبحث عن حطامها"، مؤكدا أنه لم تقع أي حادثة في القاعدة العسكرية الثامنة في أصفهان.
 
السيناريو الثاني
والسناريو الثاني، هو أن تختار إيران الرد من خلال وكلائها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وبأن يكون الرد عاجل ومؤثر قدر المستطاع، لكن أزمة هذا السيناريو أن أي رد من الوكلاء وتحديدا من "حزب الله + الحوثيين + المقاومة الإسلامية في العراق" قد يضعهم في مأزق من تحول هجومهم على إسرائيل من منطلق الدفاع عن قضية فلسطين وغزة إلى الدفاع عن إيران "الوكيل" مع الأخذ في الاعتبار أنه في حالة تصعيد حزب الله باستهداف شمال إسرائيل "وليس العمق"، قد يجري ترويجه ليس بوصفه مرتبطاً بالتصعيد بين إيران وإسرائيل وإنما مرتبط بتطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، خاصة مع تصاعد عمليات حزب الله بالفعل التي تستهدف بعض القواعد والمنشآت الإسرائيلية في الشمال خلال الأيام الأخيرة.
 
ومن المعلوم أن  الجبهة الإسرائيلية مع حزب الله لم تتوقف، ولا تزال عند سقف معين من التصعيد والهجمات، ومن غير المتوقع أن يصّعد حزب الله هجماته إلى العمق الإسرائيلي مثلا، لن ذلك سيعني تحويل إسرائيل ضرباتها من الجنوب اللبناني إلى "تدمير بيروت".
 
كما أن حدود الحركة من الحوثيين في التصعيد أصبحت محدودة من استهداف سفن المالحة في البحر الأحمر، حتى قدراتهم الصاروخية على استهداف مدينة إيلات غير مؤثرة بالمقارنة مع تعطيلهم لحركة المالحة، لكن قد يكون جزء من تصعيدهم بالتنسيق مع إيران التصعيد من استهداف سفن الشحن، مع الأخذ في االعتبار أن الأمريكيين والبريطانيين يصعدون بالفعل من هجماتهم على الحوثيين لتحجيم أنشطتهم في البحر الأحمر.
 
السيناريو الثالث
أما السيناريو الثالث فيتمثل في رد إيراني مباشر مرة أخرى ضد إسرائيل ويعني هذا تحول التوتر إلى صراع مفتوح وستكون له آثار مدمرة على كافة الأطراف، ومن غير المستبعد أن تنضم كافة الجبهات "الوكلاء" إلى مشاركة إيران هذه المرة، ويدعم هذا السيناريو هو إن كان القادة الإيرانيين سيلتزمون بتهديدهم أنهم سيردون بهجوم أشد ضد إسرائيل في حال أقدمت على استهدفت إيران بشكل مباشر.
 
كما أن هذا السيناريو قد يمثل فرصة للإسرائيليين لاستهداف أصول البرنامج النووي الإيراني بشكل مباشر، وهذا ما تدركه طهران وعليه قد تسعى إلى خفض التصعيد حفاظا على برنامجها النووي وحفاظا على نفوذها المتعاظم في الإقليم.
 
قد تقوم طهران والحرس الثوري باستهداف سفن المالحة في المحيط الهادي خاصة التي لها أي ارتباط بإسرائيل كما حدث عقب الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق وقبيل شنها هجوم بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل.
 
نتنياهو كسبان في كل الحالات
أخيرا فلا شك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد أكثر الأطراف الذى يجني ثمار هذا التوتر، حيث بدأ يستعيد وضعيته الداخلية نسبيا كما أن التوتر مع إيران يمنحه الفرصة من أجل الأعداد لعملية رفح البرية التي هي أيضا مسألة وقت بالنسبة له، والتي ساهم التصعيد الإيراني الإسرائيلي في تخفيض حدة الرفض الأمريكي والغربي من خطته اجتياح رفح عسكريا، على الجانب الأخر ومن المتوقع أن يحرص المرشد العام للثورة الإيرانية "علي خامنئي"، على  استمرار تعبئة الشارع الإيراني والتأكيد إما على أن إيران لن تقف موقف المتفرج وسوف تقوم بالرد في الوقت الذى تراه مناسبا، أو يقلل من الضربة الإسرائيلية ويتبنى نفس النهج الإسرائيلي بعد ضربات 13 أبريل ويصف الضربات الإسرائيلية بـ"الفاشلة"، الأمر الذي المنطقة تستمر في المرور بهذه المرحلة من التوتر لفترة مقبلة قد تستمر عدة أشهر بكل تداعياتها وعلينا أن نبني حساباتنا علي هذا الأساس.

print