الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:54 ص

كيف استطاعت الدولة استعادة الأرض بالسلاح والسلام؟.. 3 معارك قادتها مصر لتحرير سيناء واسترداد الكرامة الوطنية.. سمير فرج: مصر لا تفرط فى أرضها تحت أى ظرف.. ونصر سالم: صلابة الشعب المصرى وإرادته كلمة السر الأولى

كيف استطاعت الدولة استعادة الأرض بالسلاح والسلام؟.. 3 معارك قادتها مصر لتحرير سيناء واسترداد الكرامة الوطنية.. سمير فرج: مصر لا تفرط فى أرضها تحت أى ظرف.. ونصر سالم: صلابة الشعب المصرى وإرادته كلمة السر الأولى عيد تحرير سيناء
الجمعة، 26 أبريل 2024 06:00 م
كتبت إيمان علي
تجسد الذكرى الـ42 لتحرير سيناء واسترداد كامل التراب الوطنى، أشرف المعارك لاستعادة هيبة الوطن وكرامته، وانتصارا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ، حيث انتهجت مصر طريق استعادت فيه الأرض بقوة السلاح وفرضت قوانينها بقوة السلام.
 
وقامت الدولة بعد معركة التحرير ببدء معركة التعمير التى طالت كل شبر على أرض الفيروز فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث طالت أعمال التنمية كل مناحى الحياة فى أرض سيناء، ولا ننسى البطولات التى حققها أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل تحرير الأرض للمرة الثانية من براثن الإرهاب، فتحية لأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية التى روت أرض الفيروز.
 
سيناء مطمع الغزاة على مر التاريخ
 
ويقول اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجى مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن مصر البلد الوحيدة التى استردت أرضها من أعقاب نكسة 1967 والتى احتلت فيها إسرائيل كلا من سيناء والصفة الغربية والجولان فى سوريا، لافتا إلى أن مصر أدارت معركة استعادة الأرض وتحرير سيناء جاءت من خلال 3 مراحل.
 
وأوضح فى تصريح خاص، أن المعركة الأولى تمثلت فى حرب 6 أكتوبر وكانت الهزيمة الإسرائيلية ساحقة ولحقت خسائر ضخمة، مما أصاب موشية ديان بحالة الانهيار هو وباقى القادة فى إسرائيل، كما أن الخداع الاستراتيجى شكل عامل مهم فى مسار تحقيق انتصار 6 أكتوبر.
 
ولفت إلى أن المعركة الثانية كانت سياسية والتى لم تكن لتأتى دون حرب اكتوبر المجيدة كونها الطريق الرئيسى لاستعادة أرض سيناء، كما أنها مهدت الطريق لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978 بعد مبادرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات التاريخية فى نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، والتى استمرت لمدة أسبوع حتى توصلوا لاتفاقية.
 
وأكد المفكر الاستراتيجى، أن اسرائيل تلكأت فى مرحلة التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بعودة طابا وطبقا لاتفاقية كامب ديفيد لجأت مصر للتحكيم الدولى، مشيرا إلى أن المعركة الثالثة وهى القضائية حيث تحججت إسرائيل نتيجة العلامة الخاصة بخط الحدود، بينما قدمت مصر خلالها وثائق عن حدود فلسطين أيام الانتداب البريطانى، وأخرى توضح حدود الدولة المصرية فى عهد الامبراطورية العثمانية، حتى قضت هيئة التحكيم الدولية بالجلسة التى عقدت فى برلمان جنيف وبالإجماع، بأن طابا أرض مصرية، وفى 19 مارس 1989 رفع الرئيس الراحل حسنى مبارك علم مصر على طابا.
 
وقال إن سيناء البوابة الشرقية لمصر وكانت دائما عبر التاريخ مطمع للغزاة ومحط أنظار الطامحين والطامعين، وهى كذلك المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر فى تاريخها كله، وأخيرا معركة التهجير القسرى للفلسطينيين والذى تتصدى له القيادة السياسة بقوة وصلابة، مشددا أنه ذكرى تحرير سيناء نستلهم منه درس بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وأن مصر لا تفرط فى أرضها تحت أى ظرف.
 
قوة الإرادة كلمة السر فى معركة تحرير سيناء
 
ويؤكد اللواء نصر سالم مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن قوة الإرادة هى الركيزة الأساسية فى معركة مصر لتحرير سيناء، حيث أن 9 و10 يونيو 1976 كان نقطة تحول فى تاريخ مصر بما تعرضنا له من هزيمة مروعة لا مجال لأحد أن يتخيلها واختلال للقوة العسكرية والقدرة السياسية وبلاد بلا هوية.
 
وأضاف أنه فى الوقت الذى هزمت فيه كل قدرات الدولة الشاملة، بقيت قوة واحدة لم تسقط وهى إرادة الشعب المصرى الذى رفض الهزيمة والانكسار، واحتفظ بإرادته لتكون هى كلمة السر فى تلك المعركة تأكيدا لما قاله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
 
وأشار إلى أنه فى أعقاب تلك المرحلة واجهت مصر من أقصاها لأقصاها الهزيمة بإرادة صلبة لا مثيل لها فى التاريخ وكان الهدف واحد هو استعادة الأرض والفضل الأول للشارع المصرى واصطفافه، موضحا أن النصر أو الشهادة كان السبيل الوحيد لأبطال مصر فى استراد أرض سيناء خلال حرب 6 أكتوبر لينجح جيشنا العظيم فى تحطيم أسطورة خط بارليف الذى كان أقوى خط دفاع إسرائيلى اخترقه الجيش المصرى ولم يستغرق 6 ساعات، وتم توجيه ضربة لم تكن تتخيلها إسرائيل فى التاريخ لتبدأ المباحثات السياسية فى نوفمبر 1973 لاستعادة الأرض، قائلا "لولا الحرب ما أعادت لنا إسرائيل أرضنا..وكانت الدبلوماسية هى الطريق الثانى لمصر فى فرض كلمتها واستعادة كامل أراضيها".
 
تتويج لختام معركة الحرب والسلام
 
وبدوره هنأ المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، عضو المكتب التنفيذى لتحالف الأحزاب المصرية، الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وقادة وضباط وجنود القوات المسلحة البواسل، والشعب المصرى العظيم، بمناسبة الذكرى الـ42 لعيد تحرير سيناء.
 
وقال “أبو العطا”، فى تصريحات خاصة، إن تحرير سيناء شهد تتويجًا لختام معركة الحرب والسلام بنجاح الجيش المصرى فى تحقيق الانتصار واستعادة العزة والكرامة برفع العلم المصرى على أرض الفيروز؛ تلك الأرض الطاهرة ومعبر الأنبياء، البقعة المقدسة التى طالما مثلت لمصر عمقًا استراتيجيًا والتى تتمتع بمكانة راسخة فى قلوب جميع المصريين، حيث سيظل يوم تحرير سيناء يُجسد ذكرى خاصة فى وجدان كل مصرى، فملحمة استرداد الأرض تخطت كونها انتصارًا عسكريًا ودبلوماسيًا، بل امتدت لتصبح نموذجًا خالدًا لقهر اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة عسكريًا وسياسيًا.
 
وأضاف رئيس حزب “المصريين”، أن مصر تمكنت من الحرب إلى السلام من تحرير أرض الفيروز بعد احتلالها من قبل العدو الصهيونى فى 5 يونيو عام 1967، بدءًا من حرب الاستنزاف عام 1969 وحرب النصر فى 6 أكتوبر 1973 بدأت مصر معركة جديدة من الكفاح السياسى والدبلوماسى من أجل استعادة باقى الأراضى، ويأتى هذا الانتصار بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع فى استرداد جزء غالى وثمين من أرض الوطن، وتأتى هذه الذكرى وسط جهود القيادة السياسية فى تعمير وتنمية أرض الفيروز، موضحًا أن يوم تحرير سيناء كان من أحد الأيام الفارقة فى تاريخ الدولة المصرية خلال العصر الحديث، والذى شهد تتويج معركة الحرب والسلام، بداية من حرب أكتوبر عام 1973، والتى استطاع فيها الجيش المصرى تحقيق الانتصار، ومن ثم البدء فى مفاوضات السلام، حتى تمت استعادة أرض سيناء بالكامل.
 
وأوضح أنه تم استعادة طابا عام 1988، حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية إثبات نجاح كبير فيها، وتم رفع العلم المصرى عليها أيضًا، حيث بدأت الدولة طريق العمل السياسى والدبلوماسى بداية من المفاوضات والمباحثات، وتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وعلى مدار 3 سنوات حققت الدولة المصرية هدفها وتم الحصول على سيناء بعد الانسحاب الإسرائيلى، وذلك يوم 25 أبريل عام 1982، مؤكدًا أن ذكرى تحرير سيناء واحدة من أعظم وأشرف الملاحم العسكرية والدبلوماسية فى تاريخ الدولة المصرية، حيث جسدت قيمة وعظمة شامخة وباقية إلى الآن، ورسخت قدسية رسالة قواتنا المسلحة فى الذود عن الوطن والحفاظ على كرامة ومقدرات شعبه، حبذا أنها أثبتت أن أبناء مصر لا يفرطون فى شبر واحد من أرضهم مهما كلفهم الأمر.
 
وأكد أن مصر ضحت فى سبيل استرداد سيناء هذه البقعة المقدسة بأرواح أطهر الرجال، وخاضت أجّل المعارك فى تاريخ العالم الحديث، لترسخ للعالم عبر وقائع التاريخ أن مصر وأرضها وكرامة شعبها خط أحمر لم ولن تقبل المساس به، مشيرًا إلى أن ذكرى تحرير سيناء ستظل محفورة فى جبين ووجدان كل مصرى، وتظل قواتنا المسلحة مدرسة فى هزيمة اليأس وقهر المستحيل، ومصدر فخرنا واعتزازنا وأساس نهضتنا وأمننا.
 
وأشار إلى أنه فى اليوم الذى نحتفل فيه بذكرى أقوى المعارك والانتصارات العسكرية والدبلوماسية؛ تخوض مصر معركة بناء ونهضة وتنمية وسلام لتثبت للعالم أن سلام مصر وجهودها الرامية لتعزيز السلم والسلام الدولى هو خيارها الأول ودستورها الراسخ نحو فض وإنهاء أى أزمات مهما تكن التحديات والمعوقات، معقبًا: “لقد كتب أبطال القوات المسلحة، أبطال العزة والكرامة بدمائهم الطاهرة أنصع ‏الصفحات فى تاريخ الوطنية المصرية، ووضعوا الولاء والانتماء للوطن فى أعلى المراتب، وجعلوه ‏أغلى من الحياة فاستحقوا أن نخلد ذكراهم، وأن ندعو الله لهم أن ينزلهم منازل الصديقين”، موجهًا تحية إجلال وتقدير وعرفان لأرواح جنود قواتنا المسلحة الذين تركوا أمامنا نموذجًا عظيمًا يُحتذى به فى كيفية العطاء وبذل الغالى والنفيس من أجل أن يحيا الوطن فى عزةٍ وكرامة وشعبه مرفوع الرأس والهامة.
 
واختتم: "تتزامن احتفالات مصر بالذكرى الثانية والأربعين لعيد تحرير سيناء مع إعلان القضاء على الإرهاب وعودة الأمن لأرض السلام سيناء الحبيبة، فإننا نجدد العهد على الوقوف خلف القيادة السياسية صفًا واحدًا فى طريق البناء والنهضة الشاملة، حفظ الله مصر وشعبها".
 
فيما يشير اللواء دكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن يوم الخامس والعشرين من أبريل سيبقى يوما مشهودا فى عمر الوطن يجسد إرادة شعب أبى أن يعيش فى ظل الانكسار وسيظل رمزا للفخر والعزة والكرامة بقواتنا المسلحة الباسلة، التى ضرب رجالها أروع الأمثلة فى البطولة لتحرير أرضنا المباركة من الاحتلال، وأعادوا سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن العظيم ووجهوا رسالة للعالم أجمع أن الشعب المصرى لا يقبل الهزيمة أو التفريط فى حبة واحدة من أرضه.
 
وأشار فرحات، إلى أنه فى العام 1982، بعد حرب أكتوبر التى انتصرت فيها مصر واستعادت جزءًا من سيناء، تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد وبموجب هذه الاتفاقية، تم التوصل إلى انسحاب إسرائيل من سيناء واستعادة مصر للأرض المحتلة وبعد استعادة سيناء، بدأت الحكومة المصرية فى تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بالمنطقة، وذلك بالتعاون مع سكان سيناء وتم تطبيق العديد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية فى سيناء، من أجل تحسين ظروف الحياة وتوفير فرص العمل للسكان وبالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة المصرية بتعزيز الأمن والاستقرار فى سيناء، من خلال تواجد القوات العسكرية والشرطة فى المنطقة وتم مكافحة الإرهاب والجريمة بكل حزم، وتم تطبيق القوانين بشكل صارم لضمان سلامة السكان والممتلكات.
 
وأضاف فرحات أنه بعدما استعادت الدولة المصرية سيناء بقوة السلاح فرضت قوانينها بقوة السلام وأصبحت سيناء اليوم منطقة آمنة ومزدهرة، تستقطب السياح وتوفر فرص اقتصادية للسكان ونأمل أن تستمر هذه الجهود فى تعزيز التنمية والرخاء فى سيناء، وتحقيق العدالة والمساواة لجميع سكان المنطقة.
 
وأشاد فرحات، بالنهضة الكبيرة التى شهدتها سيناء فى عهد الرئيس السيسى، من خلال خطة إنشاء خدمات متكاملة انتهجتها الدولة، بالإضافة إلى حرص الدولة على استغلال كافة الموارد المتاحة فى سيناء ووضعها فى مصاف المناطق الجاذبة للاستثمار بما يعود بالنفع على مصر واقتصادها القومى لافتا إلى أنه على مدار 10 سنوات نجحت الدولة فى استعادة سيناء من براثن الإرهاب، ولم تدخر الدولة جهدا فى حربها للقضاء على الإرهاب، وإعادة تعميرها من جديد، وخصصت الدولة ميزانية كبرى من أجل إعادة الإعمار، وبالفعل نجحت فى عودة سيناء بثوب جديد، وهو نموذج حقيقى يكشف عن إرادة الوطن فى التعمير بعد حرب دامية قادتها مصر لاقتلاع جذور الإرهاب.

print