نجحت الجهود المصرية على مدار الأسابيع الماضية فى إحياء ورقة المفاوضات بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة فى قطاع غزة تُعرقل خطة تل أبيب لاجتياح رفح، وذلك بعد أن كانت المحادثات وصلت لطريق مسدود فى ظل تصعيد إسرائيل ضد المدنيين بقطاع غزة.
وخلال الساعات الماضية عاد الحراك مرة أخرى للمنطقة ففى الوقت الذى تستضيف فيه القاهرة وفد من حركة حماس لمناقشة المقترح المصرى، من المتوقع وصول وفد اسرائيلى غدا للانضمام إلى المفاوضات غير المباشرة، وفى نفس الأثناء يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة جديدة للشرق الأوسط للضغط على إسرائيل بقبول الهدنة.
وبدأ وزير الخارجية الأمريكى جولته السابعة للمنطقة منذ بدء الحرب بزيارة السعودية، ثم الأردن وإسرائيل.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت، السبت، أن بلينكن يلتقي في السعودية الشركاء الإقليميين، الاثنين والثلاثاء، لمناقشة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.
وخلال انطلاق المحادثات في الرياض، أكد بلينكن أنّ "الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف الوضع الإنساني في غزة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، معلناً أنّه "ننسّق مع جميع الأطراف للوصول لحلّ سلمي للنزاع في الشرق الأوسط".
وقال: "شهدنا تقدّماً ملموساً في وضع المساعدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن هناك حاجة إلى المزيد"، مؤكداً "الدعم للوصول إلى هدنة في غزة وإطلاق المحتجزين".لافتاً إلى أنّ "بايدن أكد لنتنياهو ضرورة اتخاذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة".
وأضاف بلينكن: "يجب معالجة قضية الملاحة في البحر الأحمر والتصدي لهجمات الحوثيين"، مشيراً إلى أنّه "سنبحث مع دول مجلس التعاون الخليجي حرية الملاحة في البحر الأحمر".
ومن المقرر أن تقدم حركة حماس رأيها حول مقترح إسرائيلي لوقف القتال في غزة الإثنين، إذ وصل وفدا من الحركة يترأسه القيادي خليل الحيّة.
في هذه الأثناء، قامت مصر، التي تقوم بدور الوسيط، بإرسال وفد إلى إسرائيل لاستكمال المحادثات التي توقفت بسبب تصاعد العنف في غزة.
ووفقا لما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مصادر إسرائيلية، فإن المقترح الأخير من إسرائيل يناقش إمكانية "استعادة الهدوء المستدام" في غزة بعد الإفراج عن الرهائن. وهذا يمثل أول إشارة من القادة الإسرائيليين لمناقشة إنهاء القتال المستمر منذ قرابة سبعة أشهر.
كما أشار المسؤول في حماس إلى وجود "اقتراح مصري جديد" يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأكد مصدر آخر في حماس أن الحركة مستعدة لمناقشة هذا الاقتراح بإيجابية والسعي لتحقيق اتفاق يضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية، عودة النازحين بحرية، وصفقة تبادل مقبولة بالإضافة إلى رفع الحصار عن غزة وإعادة الإعمار.
ويشمل الاقتراح المصري أيضا ضمانات بأن القوات الإسرائيلية ستبقى بعيدة عن شارع الرشيد، وهو شريان حيوي في القطاع، وكذلك الحفاظ على مسافة 500 متر من طريق صلاح الدين، مع التأكيد على أن العائدين لن يتعرضوا لإطلاق نار أو اعتقال.
كذلك سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على جهود مصر الكبرى التي بذلتها خلال الأيام الماضية لإنهاء حرب غزة بشكل كامل، بعد أن عرضت مصر اقتراحًا جديدًا يتضمن إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المفاوضات، على أن تتضمن المرحلة الأولى إطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين وكبار السن والمرضى وهدنة لمدة 3 أسابيع وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد بذلت مصر جهودا دبلوماسية مكثفة خلال الساعات الأخيرة، حتى توصلت مع إسرائيل على الخطوط العريضة للاتفاق، على أن تلتزم إسرائيل بالدخول في مفاوضات خلال الساعات القليلة الماضية بهدف الإفراج عن 20 محتجزا خلال فترة الهدنة، وهي صيغة تتضمن شروط حركة حماس لإنهاء الحرب بشكل كامل في وقت لاحق.
وتابعت أنه في ظل محاولات مصر إيقاف الحرب، تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو ضغوطا داخلية كبرى بعد موجة الاحتجاجات الكبرى التي شهدتها إسرائيل من قبل عائلات المحتجزين للضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة لإبرام صفقة للإفراج عن ذويهم وإيقاف هذه الحرب.
وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين يرفضون اليوم استكمال العملية العسكرية على حساب أرواح المحتجزين داخل قطاع غزة.
وقال بيني جانتس، أحد الأعضاء الثلاثة في حكومة الحرب الإسرائيلية، إن الحكومة الإسرائيلية لا ينبغي أن ترفض مخططًا مسئولًا لعودة المحتجزين لكن لا ينبغي أن يتضمن إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مقابلة تليفزيونية إن إسرائيل ستؤجل الغزو البري لمدينة رفح الحدودية مقابل إبرام صفقة المحتجزين.
وأفادت الصحيفة بأنه في ظل جهود مصر لإبرام صفقة هدنة وإيقاف الحرب ودرء أي محاولات لغزو مدينة رفح بريًا، تمارس الولايات المتحدة الحليف الأكبر لإسرائيل ضغوطا كبرى على حكومة نتنياهو من أجل وقف أي مخططات لغزو رفح.
وتعمل مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق هدنة جديدة في القطاع، بعد هدنة أولى استمرت لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي. هذه الهدنة الأولى شملت تبادل 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 سجينًا فلسطينيا.