تتواصل المأساة الإنسانية فى السودان على واقع استمرار الاشتباكات، وحذرت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة في السودان من وجود خطر جدي مع انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في دارفور وأماكن أخرى في السودان إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الغربية الشاسعة.
وقالت ليني كنزلي، المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي، إن ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص في دارفور يعانون من مستويات الطوارئ من الجوع في ديسمبر ، ومن المتوقع أن يكون العدد "أعلى بكثير اليوم".
وأضافت كنولي في مؤتمر صحفي افتراضي للأمم المتحدة من نيروبي إن دعواتنا لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع الساخنة في السودان لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقالت كنزلي إن شركاء برنامج الأغذية العالمي على الأرض أفادوا بأن الوضع في الفاشر "مروع للغاية" وأنه من الصعب على المدنيين الراغبين في الفرار من قصف قوات الدعم السريع المبلغ عنها أن يغادروا.
ميدانيا تتواصل الاشتباكات، وشهد مدينة الفاشر غربي السودان عاصمة إقليم دارفور ، تدفقاً جديداً للنازحين الفارين من الاشتباكات بين القوات المسلحة والدعم السريع في ولاية شمال دارفور بحسب صحيفة التغيير السودانية.
وفي موجة جديدة نزح سكان شمال وشرق المدينة وقرى ريفي الفاشر غرب، إلى جنوب المدينة بحثا عن الأمان في مراكز الإيواء.وشكا عدد من النازحين من الأوضاع المعيشية الحرجة وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم إلى جانب الانفلات الأمني في بعض الأحياء والمعسكرات.
ويبحث عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي اليوم بجوبا ادخال المساعدات، حيث التقى رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت بالقصر الرئاسي.
وقال مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية توت قلواك في تصريح صحفي إن اللقاء ناقش سبل إحلال السلام في السودان في اقرب وقت ممكن بعد الدمار الكبير الذى احدثته الحرب.
وأضاف توت أن اللقاء تطرق إلى مسألة إيصال المساعدات الإنسانية مؤكدا جاهزية جمهورية جنوب السودان لإيصال الإغاثة لكل السودانيين الذين لجأوا لدولة جنوب السودان بسبب الحرب.
تأتى هذه التطورات فيما أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، حالة الطوارئ في الولاية وقرر تشكيل خلية أمنية ترصد حركة قواعد الدعم السريع، وبحسب صحيفة سودان تريبون وافق رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على توصية ولاية الخرطوم بإعلان الطوارئ والتعامل مع الأجانب.
وأصدر والى الخرطوم أمر طوارئ بتكوين الخلية الأمنية لتعمل على إحالة القضايا التي تحتاج إلى عمل أمني تقليدي طويل المدى إلى القوات النظامية مثل حركة الحواضن المجتمعية من مناطق وجود العدو ــ في إشارة للدعم السريع ــ إلى مناطق سيطرة الجيش.