تواصل الدولة المصرية اتصالاتها على مدار الساعة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء التصعيد الراهن بشأن العمليات العسكرية في منطقة رفح الفلسطينية، ونجحت الجهود الدبلوماسية للدولة المصرية باقتدار منذ لحظات العدوان الأولى فى مواجهة ادعاءات الاحتلال الاسرائيلي، وتوضيح المفهوم الصحيح للقضية الفلسطينية أمام المزاعم الإسرائيلية وحشد المجتمع الدولى نحو التضامن معها والدفاع عن حق المدنيين الأبرياء، وستظل مصر الحارس الأكبر والأول لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والسند في دعم ومؤزارة الأشقاء بكافة لأشكال لتخفيف معاناتهم، قيادةً وشعباً.
ويتجسد ذلك في اتصالات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليومية مع رؤساء وزعماء الدول، وغيرها من الجهود والتحركات الرامية للتوصل لاتفاق هدنة مستدام، وآخرها اتصاله مع سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، واستعراض الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة فى القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر كافة الجهود الدولية لإنجاح مساعى الوساطة الحالية، سعيًا لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنبًا لتوسيع دائرة الصراع، فضلًا عن ضمان الإنفاذ الفورى والكامل للمساعدات الإغاثية لكافة مناطق القطاع بشكل مستدام وبلا عوائق، لاسيما مع انهيار المنظومة الإنسانية وتعرُض أهالى القطاع لمخاطر المجاعة والأوبئة.
ومن جانبه يؤكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية أن الدور المصري لن يتوقف في سبيل التوصل لهدنة مستدامة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر تتشبث بالقواعد الدولية والإتفاقات التعاهدية، قائلا " الدولة والجيش والمؤسسات والشعب الكل على أرضية واحدة وراء القيادة السياسية في كل خطواتها مدافعةً عن سلامة التراب الوطني ومتصديةً لتصفية القضية الفلسطينية".
وأشار في تصريح لـ"برلمانى" أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية من ركائز أمنها القومي، لافتا إلى أن سياسة مصر الخارجية ثابتة راسخة تنتهج فيها التوازن والاحترام المتبادل وتحترم الالتزامات المتقابلة، فلا نجد فيها إلا صلاح الأحوال والسعي للمنافع المشتركة، والإصرار على الإستقرار وحفظ السلام كخيار الدولة الإستراتيجي.
وقال إن ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى هو جريمة متكاملة الأركان ضد القانون والأعراف والإنسانية والرشد السياسي ولا يقوم به إلا "الهمج" الذي لا يعرف إلا القنص واستعمال القوة المفرطة دون سياق أخلاقي أو نسيج حضاري، مضيفا أن سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلى على معبر رفح من الجانب الفلسطيني جريمة حرب وسيولد موجات عنف أكثر وأكبر لأنه ينبت اليأس والإحباط ويدفع للعنف فقط لأنه سيصبح الإتجاه الإجباري للفلسطينيين.
وأكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، أن الدولة المصرية قيادة وشعبًا لا زالت على العهد والوعد، العهد مع الشعب الفلسطيني الشقيق لمواصلة دعمه وإغاثته والمطالبة بحقوقه في كافة المحافل الدولية حتى يسترد أرضه كاملة على حدود 67 المتعارف عليها دوليًا، والوعد لمن يسعى إلى تهديد الأمن القومي المصري الذي يُعد خط نار يلتهم من يحاول الاقتراب منه.
ولفت في تصريح لـ"برلمانى" أن : «مصر أول دولة دعمت الدولة الفلسطينية وشعبها الشقيق، ولا زالت، وستظل كذلك، ولا بُد على الجميع الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وبحدودها الرسمية، ويجب على جميع الدول الداعمة للغطرسة الصهيونية أن تمتنع عن ذلك وأن تحترم المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، وأن تحترم حق الشعب الفلسطيني الأعزل في الحياة، ولا بُد على الجميع أن يدعم مبادرة مصر لوقف المجازر الدموية التي تؤجج مشاعر ملايين من البشر حول العالم بل مليارات، ومن ثم إحلال السلام في الشرق الأوسط».
واعتبر أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن المتداولة مؤخرًا في الصٌحف الأمريكية والعبرية تكشف حجم التناقضات التي تتطغى على الحليف الأول للكيان الصهيوني والمدافع الأول عنهم في كافة المحافل الدولية، مشددًا على أن هذه التصريحات بمثابة دليل إدانة جديد للولايات المتحدة الأمريكية التي تعلم جيدًا حجم الكوارث البشرية التي قامت به بسبب دعمها لحكومة نتنياهو.
قال الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد إن مصر تسابق الزمن في محاولة الوصول إلى اتفاق هدنة مستدامة ووقف الحرب علي غزة.
وشدد رئيس الحزب في تصريح لـ"برلمانى" على أن ثبات وصلابة الموقف المصري والتصدي لكل محاولات تصفية القضية أمر يشهد به كل طوائف الشعب الفلسطيني كان ومازال حجر الزاوية للحفاظ علي القضية الفلسطينية والذي يأتي في ظل توحد شعبي وحزبي وبرلماني خلف القيادة السياسية في مواقفها لإدارة الأزمة.
وأكد أن الدولة المصرية من خلال بنود الاتفاق المقترح الذي وافقت عليه حماس تبذل قصاري جهدها مع كافه الأطراف لتقريب وجهات النظر كخطوة هامة لوقف إطلاق النار بصفة مستدامة.
وأضاف "عناني" أن مصر تدرك خطورة مايحدث وما تقوم به إسرائيل من الاستيلاء علي معبر رفح وغلق كل منافذ المساعدات لأهل غزة ووقف كل المساعدات الطبية للمصابين وهو الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة إنسانية لأهل قطاع غزة وهو ماتدرك مصر خطورته وتحاول الضغط بكل الأوراق لوقف هذا التصعيد.
وأشار رئيس حزب المستقلين الجدد إلى أن مصر تحاول أن توحد الفكر والرؤي مع دول الجوار ومع الدول الكبري مثل الولايات المتحدة وألمانيا لممارسة ضغوطها علي إسرائيل، مشيرا إلى أن ما قامت به الولايات المتحده بوقف بعض أنواع الأسلحه لإسرائيل أمر غير كاف أمام الجرائم والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
فيما ثمن اللواء دكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، الجهود المصرية التي لعبت دورا هاما في تغيير نظرة الكثير من الدول الأجنبية تجاه القضية الفلسطينية والأحداث التي وقعت مؤخرا في قطاع غزة، واتخاذ الرئيس الأمريكي هذه القرارات حيث قامت مصر بتعزيز التواصل والتعاون مع الولايات المتحدة على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية على أعلي مستوى، مما أسهم في تغيير نظرة الإدارة الأمريكية تجاه الأحداث التي تواجهها المنطقة جراء الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة والتهديدات باستمرار العمليات العسكرية في رفح بريا.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر في تصريح لـ"برلمانى" أن جهود مصر للتوصل لهدنة مستدامة بين إسرائيل والفلسطينيين واستعادة الاستقرار مستمرة ولن تتوانى مصر عن تقديم الدعم للأشقاء الفلسطينين، لافتا إلى أن مواقف مصر عبر تاريخها ثابتة من أجل تحقيق حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني و دعم الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة لها.
وحذر نائب رئيس حزب المؤتمر من عدم الاستجابة لتحذيرات مصر والذي سيكون له عواقب خطيرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وتهديد المصالح الأمريكية ذاتها في المنطقة، معتبرا أن تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن لاسرائيل بحظر مزيد من الأسلحة الهجومية حال اقتحام رفح خطوة قوية تعكس تصاعد التوترات والضغوط الدولية تجاه قوات الاحتلال بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وأشار إلى أن الرئيس بايدن لجأ إلى استخدام السلطة التي يمتلكها لتحسين صورة الإدارة الأمريكية بعد تزايد الضغوط الدولية عليها تجاه الأحداث في قطاع غزة من خلال إعلانها وقف توريد بعض الأسلحة إلى إسرائيل وممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سلوكها في قطاع غزة وتجنب سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء .
وتابع أستاذ العلوم السياسية: بايدن يعرف جيداً أهمية العلاقة مع إسرائيل، ولكنه يبدي استعداداً لاستخدام الضغط عليها لتحقيق تقدم في القضايا التي يعتقد أنها مهمة مما يعكس تحولا في النهج الدبلوماسي بين البلدين لتعكس هذه الخطوات الحساسية الزائدة تجاه التطورات في الشرق الأوسط.