الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:11 م

محتلون ومرضى نفسيون.. كوابيس وانتحارات واضطرابات خطيرة بين صفوف الإسرائيليين.. 8663 جندياً "تحت الصدمة" وصلوا لأقسام إعادة التأهيل منذ حرب غزة.. و 30 ألف راجعوا المتخصصين.. والمقاومة أصابتهم نفسيًا ومعنويًا

محتلون ومرضى نفسيون.. كوابيس وانتحارات واضطرابات خطيرة بين صفوف الإسرائيليين.. 8663 جندياً "تحت الصدمة" وصلوا لأقسام إعادة التأهيل منذ حرب غزة.. و 30 ألف راجعوا المتخصصين.. والمقاومة أصابتهم نفسيًا ومعنويًا جنود الاحتلال
الأربعاء، 19 يونيو 2024 09:00 ص

في يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، أي عقب مرور شهرين ونصف تقريبًا على أحداث السابع من أكتوبر في غزّة، وفي أحد المنتجعات العلاجية والترويحية التابعة للجيش الإسرائيلي في عسقلان، يستيقظ أحد الجنود التابعين للواء المظليّين الإسرائيلي، أو الوحدة العسكرية المعروفة باسم اللّواء 35، يستيقظ مذعورًا من أحد الكوابيس المرعبة التي تطارده من أشباح المُقاومة، فيستلّ سلاحه ويبدأ إطلاق النّار على أصدقائه الموجودين معه، متسبّبًا في جروح طفيفة، قبل أن يتمكّن زملاؤه من إعادته إلى وعيه واحتواء الموقف. المثير للاهتمام هنا، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس، هو أنّ الجيش الإسرائيلي قرّر عدم فتح تحقيق في القضية، متذرّعًا بالظروف الصحّية والنفسية الخاصّة بالجنود، إذ إنّ إبعادهم إلى المنتجع الترويحي جاء عقب تضخّم الضغوط النفسية لديهم نتيجة تعرّضهم لاشتباكات عدّة في قطاع غزّة.

 

منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، يستخدم الإسرائيليون عبارات لها امتدادات صارخة في علم النفس لتوصيف معاناتهم، مثل: "أمّة تحت الصدمة" أو "أكبر أزمة نفسية تمرّ بها إسرائيل" أو "كارثة نفسية تعصف بالإسرائيليين". من المهم في هذا السياق أن نتنبّه إلى الوظيفة الثنائية التي تؤديها هذه الخطابات النفسية، فمن جهةٍ ما ثمّة وجه من الصحّة لوجود أزمة نفسية تعصف بالإسرائيليين، إذ بحسب الجيش الإسرائيلي، حتّى شهر فبراير فقط، راجع ما يُقارب ثلاثين ألف جُندي إسرائيلي أطباء مختصين في الصحّة النفسية للعلاج النفسي وعرض ضغوطهم النفسية عليهم، إضافة إلى تضاعف استخدام خدمات الخطّ الساخن للصحّة النفسية، والخطّ الساخن يُلجَأ إليه عادةً عند زيادة شدّة الأعراض النفسية ووصولها حدًّا لا يمكن للفرد أن يستوعب ضغوطه النفسية والأفكار الاقتحامية التي تجتاح عقله إضافة إلى احتمالات الإقدام على الانتحار وغيره.

8787
 

 

وكشفت معطيات رسمية إسرائيلية أول أمس الاثنين أن 8663 جنديا إسرائيليا وصلوا إلى أقسام إعادة التأهيل النفسي والبدني منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

2024-05-27t132853z_1520601377_rc21z7ayv6uq_rtrmadp_3_israel-palestinians-soldier-funeral-1170x600-2

وقال الكنيست -في بيان- إن وزارة الدفاع قدمت معطيات بهذا الشأن إلى لجنة تدقيق الدولة البرلمانية، وأوضح أن الإصابة الأكثر شيوعا هي إصابة الأطراف بنسبة 42%، ورد الفعل العقلي وما بعد الصدمة 21%، والإصابات الداخلية 9%، وإصابات العمود الفقري 7%، وإصابات الأذنين 8%، وإصابات العينين 2%، دون توضيح نسب بقية الإصابات.

وتابع الكنيست أن 35% من الجرحى -الذين يعالجون في جناح إعادة التأهيل- يعانون من "أذى نفسي".

وتحدث أمام اللجنة أصدقاء إليران مزراحي، وهو جندي انتحر إثر ضغوط ما بعد الصدمة بعد خدمة طويلة في غزة، وفق البيان.

وقال ميكي ليفي رئيس اللجنة وعضو الكنيست إن "الدولة التي ترسل جنودها إلى المعركة يجب أن تعرف كيف تعتني بهم عندما يعودون منها، وألا تتخلى عنهم بمجرد أن يضعوا الأسلحة".

2024-05-27t132853z_1520601377_rc21z7ayv6uq_rtrmadp_3_israel-palestinians-soldier-funeral-1170x600-2

وأضاف "أعلم أنه تم إنشاء مراكز للصحة النفسية، وأن وزارة الدفاع وقسم التأهيل يبذلان كل ما في وسعهما لتقديم المساعدة لكل من يحتاجها، ولكن علينا أن نفهم أن هذه قنبلة موقوتة".

وقتل 662 جنديا إسرائيليا وأصيب 3848 منذ بداية الحرب على غزة، وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات بإخفاء حصيلة أكبر.

وأفادت معطيات نشرتها مواقع إلكترونية ووكالات أنباء خلال الأيام القليلة الماضية بأن ما لا يقل عن 19 جنديا إسرائيليا قتلوا وأكثر من 70 آخرين أصيبوا في جبهتي قطاع غزة وجنوب لبنان منذ بداية يونيو الجاري.

ققق
 

وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

 

 


الأكثر قراءة



print