لا يزال السباق الانتخابى فى تونس والذى انطلقت أولى مراحله، الإثنين الماضى، ببدء تلقى أوراق الراغبين فى الترشح، يحمل الكثير من المفاجآت. وهو السباق الثالث منذ ثورة "الياسمين"، والتي أسقطت نظام بن علي.
ورغم أن قيس سعيد هو الاسم الأوفر حظا للفوز فى السباق إلا أنه قد برزت بعض الأسماء الأخرى ، والتي تبدو مستغربة على أجواء السباق وعالم السياسة بشكل عام.
من بين تلك الأسماء مغني الراب كادوريم والممثل والمخرج السينمائي نصر الدين السهيلي، كما سبق أن عبر فنانون آخرون عن نيتهم الترشح، كما أعلن عدد من الشخصيات السياسية والناشطين نيتهم الترشح للانتخابات، من بينهم منذر الزنايدي الوزير السابق في نظام الرئيس زين العابدين بن علي و أحد أهم وزراء نظام الرئيس الراحل، والمستشار السابق للأمن القومي، الأميرال المتقاعد كمال العكروت.
وأثار ترشح هؤلاء التساؤلات حول فرصهم للفوز في انتخابات تبدو محسومة لصالح مشروع من اثيني وهما مشروع الرئيس الحالى قيس سعيد، ومشروع ما قبل الـ 25 من يوليو 2021.
مرشحون من عالم الفن
فقد أعلن فنان الراب كريم الغربي المعروف باسم "كادوريم" في فيديو نشره عبر صفحته على موقع "فيسبوك" ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها في السادس من أكتوبر المقبل، مؤكدا أن الوضع في تونس دقيق وحساس ويقتضي توحيد الصفوف مهما كانت الاختلافات، مشيرا إلى أن قرار الترشح لم يكن سهلاً، لكن اخترت خوض التجربة وأتمنى أن أكون في مستوى الآمال والتطلعات.
كما ورد اسم الممثل والمخرج السينمائي نصر الدين السهيلي في القائمة الأولية للمترشحين المفترضين المتحصلين على استمارات جمع التزكيات من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية، وفق الجدول المحين لهيئة الانتخابات.
مرشحون فى مواجهة قيس سعيد
وعلى الصعيد نفسه، تلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ملف فتحي بن خميس كريمي الذى يبلغ من العمر 59 سنة، وهو عامل أمن يومي، بعد أن قدم ملفه بالمقر المركزي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وقال وفق إذاعة "الجوهرة أف أم" التونسية، إنه قرر خوض هذه التجربة لتطبيق بعض أفكاره التي يرى فيها السبيل لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وتشمل قائمة المترشحين أيضاً، ناجي جلول، الذى سبق له الترشح عام 2019، وقد تقلد رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي سابقاً منصب وزير التربية ومدير معهد الدراسات الاستراتيجية.
وفى السياق نفسه، أعلنت حركة الشعب التونسية، وهو الحزب الأكثر دعماً للرئيس قيس سعيّد، رسمياً عن ترشيح أمينها العام زهير المغزاوي للانتخابات الرئاسية، وأشار زهير المغزاوي، النائب البرلماني عن محافظة قبلي جنوب تونس، إلى أنه سيكون ضمن الدور الثاني، وهو واثق من ذلك، وأن التونسيين سيصوّتون له، كما دعا الشعب إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، وعدم مقاطعتها؛ لأجل كسر حاجز الخوف.
وينضم للقائمة الصافي سعيد، وهو برلماني سابق، وكاتب وإعلامي، وأحد النشطاء السياسيين فى تونس، و سبق لسعيد أن ترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة 2019، وحصل على 7.11% من أصوات الناخبين خلال الدور الأول، بينما حصل على 0.80% فقط من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية في عام 2014.
كما أعلن عماد الدائمي، القيادي السابق بحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، ومدير ديوان الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي، عن ترشحه للانتخابات، وقال في فيديو نشره عبر صفحته على منصة «فيسبوك» إنه سيعمل في حال انتخابه على إعادة بناء الأمل في صفوف المواطنين والشباب، والدخول في مرحلة مصالحة واستقرار وازدهار تونس.
رسائل مبطنة.
ومن جهة ثانية، وجه الرئيس قيس سعيد رسائل تحذير مبطنة من الإخوان ، حيث أكد إن الإخوان غايتهم الوحيدة هى السلطة ولو على جثث التونسيين".
وجدد تأكيده على أن "هناك شبكات إجرامية ترغب في تعطيش الشعب التونسي ومن يرغب في ذلك سيدفع الثمن"، لاوقال إن ما يحدث من تعطيلات في المرفق الإداري غير طبيعي.. ما يحدث من قطع للكهرباء والمياه بعدد من الجهات هو عمل إجرامي، مضيفاً أن الحملات الانتخابية للبعض هي حملات إجرامية لضرب الدولة والسلم الأهلي، في تلميح لجماعة الإخوان.
وانتقد قيس سعيد الدستور الذي وضعه الإخوان لسنة 2014، معتبرا أنه دمر الدولة التونسية، قائلاً: إن هناك آلة بدأت في العمل لضرب الدولة والسلم داخلها وأن من أجرم في حق الدولة يجب أن يحاكم بأقصى سرعة، ولا بد من تطبيق القانون على المجرمين، مضيفاً أن هناك جيوب داخل الإدارة هى امتداد للوبيات والمجرمين انتهى وقت وجودها، في إشارة لوجود عناصر إخوانية داخل بعض المناصب الحكومية.
أبرز شروط الترشح.
ينص الدستور التونسي على أن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حق لكل مواطن تونسي وتونسية، غير حامل لجنسية أخرى، ويبلغ من العمر 40 عاماً على الأقل، ويتمتع بكل حقوقه المدنية والسياسية، كما ينص على أن يزكي المترشح عدد من أعضاء المجالس النيابية المنتخَبة، أو من الناخبين، وفقاً لما ينظّمه القانون الانتخابي.