يتجه السباق الرئاسي في الولايات المتحدة إلى المرحلة الحاسمة، مع استعداد المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، والجمهوري دونالد ترامب، الرئيس السابق، لأول مناظرة بينهما، وانطلاق التصويت المبكر عبر البريد في الولايات المتأرجحة بعد عطلة عيد العمال بفترة وجيزة.
ومع حلول شهر سبتمبر، تركز الحملة الرئاسية لكلا المرشحين على الولايات الرئيسية المتأرجحة، إذ تتطلع هاريس إلى خريطة موسعة، بينما يركز ترامب على ولايات الغرب الأوسط العليا التي منحته الرئاسة في عام 2016، وأطاحت به من منصبه في عام 2020.
ويأتي كل هذا في الوقت الذي من المقرر أن يبدأ فيه التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هذا الأسبوع. وأولى عمليات الاقتراع لانتخابات 2024، ستجرى يوم الجمعة المقبل، في ولاية كارولينا الشمالية، وهي واحدة من عدد قليل من الولايات الحاسمة المحتملة في حزام الشمس، ثم بعد أسبوعين يبدأ التصويت المبكر شخصيًا في مينيسوتا وجنوب داكوتا وفيرجينيا.
والأسبوع الماضي، ركزت هاريس على حزام الشمس، وأجرت جولة بالحافلة في جورجيا، كما زار نائبها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، ولاية كارولينا الشمالية أيضًا.
وقال والز، الخميس الماضي، خلال توقفه في مكتب الحملة الميداني في رالي: "أعتقد أننا نعلم من الصعب للغاية على مرشح رئاسي جمهوري الفوز بالبيت الأبيض إذا لم يتمكن من الفوز في كارولينا الشمالية".
وتنفق حملة هاريس الأموال على الإعلانات بوسائل الإعلام في سافانا، في إطار سعيها إلى توسيع جاذبيتها خارج أتلانتا، ووفقا لبيانات "أدامباكت" أنفقت حملة هاريس نحو 1.7 مليون دولار في الإعلانات هناك، على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
وفي الوقت نفسه، حوّل ترامب انتباهه إلى "الجدار الأزرق" في بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن، حيث عقد فعاليات في الولايات الثلاث في أواخر الأسبوع، ووعد بانتعاش اقتصادي.
وقال الرئيس الأمريكي السابق في بداية كلمته في شركة لتوزيع الصلب في بوتيرفيل بولاية ميتشيجان: "أنا هنا اليوم برسالة بسيطة لعمال السيارات الأمريكيين وللعامل الأمريكي: كابوسكم الاقتصادي الطويل سينتهي قريبًا جدًا".
ويخلط المرشحون بين حملاتهم الانتخابية والاستعداد لمناظرتهم المقررة في العاشر من سبتمبر الجاري، والتي تستضيفها شبكة "إيه بي سي نيوز". وقد تثبت هذه المناظرة الأولى بين هاريس وترامب، والوحيدة التي اتفقت الحملتان على إجرائها حتى الآن، أنها اللحظة الأكثر أهمية في سباق 2024.
وتظهر استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا على مستوى البلاد وفي الولايات المتأرجحة الحاسمة، ولم يجد استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الخميس الماضي، أي زعيم واضح، إذ حصلت هاريس على 48% مقابل 47% لترامب بين الناخبين المسجلين.
وبالمثل، وجد استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك" في نفس اليوم، أن هاريس حصلت على 49% وترامب على 47% بين الناخبين المحتملين.
وعادت ولايات "حزام الشمس" -التي بدت في السابق وكأنها خرجت عن متناول الديمقراطيين- إلى الظهور على خريطة ساحة المعركة منذ أن أصبحت هاريس مرشحة الحزب.
وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها شبكة "فوكس نيوز" نُشِرت الأربعاء الماضي، عدم وجود متصدر واضح بين الناخبين المسجلين في ولايات أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الجنوبية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة تأييد هاريس بلغت 50% مقابل 49% لترامب في أريزونا؛ ثم انقلبت الأرقام، فبلغت نسبة تأييد ترامب 50% ونسبة تأييد هاريس 49% في كارولينا الشمالية. وفي كل من جورجيا ونيفادا، بلغت نسبة تأييد هاريس 50% مقابل 48% لترامب.
وكشفت استطلاعات الرأي أن ترامب يتمتع بميزة بين الناخبين الرجال، لكن هاريس تتمتع بميزة كبيرة بين النساء، وهذا الانقسام شائع في الانتخابات الرئاسية، لكن ترامب يحاول تقليص ميزة هاريس بين النساء جزئيًا من خلال التركيز على حقوق الإنجاب.
وفي واقع الأمر، فإن المخطط السياسي الأكثر تفصيلًا في سباق 2024 هو "مشروع 2025"، وهي وثيقة من 920 صفحة نظمتها مؤسسة "التراث" للأبحاث، وطورها في جزء كبير أشخاص خدموا في إدارة ترامب، وهو المخطط الذي استخدمته حملة هاريس لمهاجمة ترامب، في حين نأى الرئيس السابق بنفسه عنه.
وقد تتضح التفاصيل المفقودة عندما تلتقى هاريس وترامب في مناظرتهما الأولى في العاشر من سبتمبر، وستأتي لحظة مهمة أخرى في الأول من أكتوبر، عندما تستضيف شبكة "سي بي إس" المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس الديمقراطي والز، والجمهوري دي فانس.
وعلى جانب آخر دعت كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ، منافسها الجمهوري دونالد ترمب، إلى مناظرتها مع تشغيل مكبرات الصوت طوال المناظرة.
فيما بحث دونالد ترامب بمناسبة حلوله ضيفا على التجمع السنوي للجمعية المحافظة والقوية "أمهات من أجل الحرية"، عن سبل حشد قاعدته عبر الدفاع عن القيم العائلية بعد أن وجد نفسه في مرمى الاستهداف والانتقادات بسبب رأيه من قضية الحق في الإجهاض، التي تعد محورية في المناظرة بينه وبين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس التي تواصل التنديد بتقلب مواقفه.