انقضى عام من الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانقضى معه عام من الخزى والعار الذى لحق بالمجتمع الدولى جراء صمته على قتل الأبرياء، وسقط خلاله كل المواثيق والقوانين الدولية والانسانية التى دنستها آلة الحرب الإسرائيلية بكل ما اقترفت من جرائم ومجازر على مسمع ومرأى من العالم أجمع.
وفى ذكرى العام الأول للحرب أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة إلى 41 ألفا و870 شهيدا، مع استمرار المجازر في حق الشعب الفلسطيني بالقطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، وبعد مرور عام على الحرب.
وقالت الوزارة في بيان، إن ضحايا المجازر الإسرائيلية في القطاع ارتفع إلى 41 ألفا و870 شهيدا، و97 ألفا و166 إصابة، بعد مرور 366 يوما من الحرب الصهيونية، موضحة أن نسبة 72% منهم أطفال ونساء.
ولفتت إلى أن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل بسببها 45 شهيدا و256 إصابة للمستشفيات.
وتابعت الوزارة أن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأفادت مصادر طبية، وفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية، بأن 23 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، مع مرور عام على حرب غزة.
وقالت المصادر ذاتها للوكالة الفلسطينية، إن عدد شهداء القطاع الصحي 986 شهيداً، بعد مرور عام كامل على العدوان الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن 130 مركبة إسعاف خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها وتضررها خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وفى ظل القتل والنزوح والتشرد انتشرت اطنان من القمامة بين خيم النازحين مما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، وسجلت منظمة الصحة العالمية نحو مليون حالة من حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة في قطاع غزة خلال العام المنصرم دون أن تحدد عدد الحالات المرتبطة بالغبار.
وقالت بسمة أكبر وهي متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن الغبار يشكل “مصدر قلق كبيرا” يمكن أن يلوث المياه والتربة ويؤدي إلى أمراض الرئة.
ويخشى الأطباء من ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية في المواليد بسبب تسرب المعادن في العقود المقبلة.
وقال
متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن لدغات الثعابين والعقارب والتهابات الجلد الناجمة عن ذباب الرمل تشكل مصدر قلق.
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الركام، بما في ذلك مباني مدمرة لا تزال قائمة وبنايات منهارة.
وقالت الأمم المتحدة إن هذا يعادل 14 مثل كمية الأنقاض المتراكمة في غزة بين 2008 وبداية الحرب قبل عام، وأكثر من خمسة أمثال الكمية التي خلفتها معركة الموصل في العراق بين عامي 2016 و2017.
ووفقا لرويترز، بحسب بيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، فإن ثلثي مباني غزة التي بنيت قبل الحرب، أي ما يزيد على 163 ألف مبنى، تضررت أو سويت بالأرض. ونحو ثلثها كان من البنايات متعددة الطوابق.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إزالة عشرة ملايين طن من الحطام ستكلف 280 مليون دولار، وهو ما يعني نحو 1.2 مليار دولار إجمالا إذا توقفت الحرب الآن، كما أن إزالة الأنقاض سوف تستغرق 14 عاما.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت قبل عام لا تزال تعصف بحياة الفلسطينيين وتُلحق بهم معاناة إنسانية بالغة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة مصورة لمرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، ضرورة أن يركز المجتمع الدولي على "الأحداث الرهيبة" التي وقعت، معربا عن تضامنه مع ضحايا الحرب وأقاربهم.
وقال إن الشعب اللبناني أيضا لحقت به معاناة الحرب، مشددا على ضرورة إسكات الأسلحة ووقف الألم الذي يحيط بالمنطقة.
وأضاف: "حان الوقت لإطلاق سراح الأسرى وإسكات البنادق ووقف المعاناة التي تجتاح المنطقة، الآن الوقت هو للسلام والقانون الدولي والعدالة".
وشدد على "ضرورة عدم التوقف أبدا عن العمل من أجل التوصل إلى حل دائم للنزاع، يمكّن إسرائيل وفلسطين وجميع الدول الأخرى في المنطقة من أن تنعم بالعيش في سلام وكرامة واحترام لبعضها البعض".