تعيش المنطقة في أجواء متصاعدة تُنذر بكارثة قد تلحق بها، فبينما دخلت الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثانى، وفى ظل تصعيد تل أبيب في حرب شرسة ضد لبنان يدفع ثمنها المدنيين، بدأت حالة التصعيد بين تل أبيب وطهران تصل لمستويات غير مسبوقة، وشهدت الساعات الماضية حالة من التلاسن بين المسئولين في كلا البلدين حول إمكانية نشوب حرب حقيقية.
وفى الوقت الذى أعلن فيه الجيش الإسرائيلى بدء قوات فرقة الجليل التي تضم لواء الاحتياط 3 ولواء الاحتياط 8 ولواء الناحال الشمالي 228 عملية برية محدودة ومحددة الهدف في منطقة جنوب لبنان، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن مسئولين إسرائيليين أن تل أبيب ستعد ردا قويا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طالها مطلع الشهر الحالي.
وألمحت بعض المصادر الإسرائيلية إلى إمكانية أن تشمل الضربات الإسرائيلية محطات نفطية وكهربائية فضلا عن منشآت نووية، رغم معارضة واشنطن، وقالت القناة 12 الإسرائيلية أن هناك حديثا عن إمكانية ضرب المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد علي خامنئي، فضلاً عن مقر الحرس الثوري في طهران.
وعلى الرغم من التهديدات العديدة التي أطلقتها إيران خلال الأيام الماضية باستعدادها لرد مؤلم وأكثر قوة على إسرائيل في حال هاجمت مواقع في الداخل الإيراني، أكد الحرس الثوري أنه في قمة الجاهزية للدفاع عن البلاد، قائلا "سنتصدى بكل قوة لأي تحركات إسرائيلية"، لافتا إلى إن القوات الإيرانية ملتزمة باستراتيجية المرشد الأعلى علي خامنئي بعدم التسرع أو التباطؤ في الرد على إسرائيل، مشيرا إلى استمرار الدعم الإيراني لحزب الله في لبنان وحماس في غزة من أجل "سحق العدو" وفق تعبيره.
ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية "فاطمة مهاجراني"، أن طهران لا تتقاعس عن الدفاع عن مصالحها الوطنية، معربة عن املها في أن يكون الكيان الصهيوني قد حصل على الردع الكافي وألا يتجاوز حدوده.
ووفقا لوكالة أرنا، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن الحكومة تسعى لخلق الوحدة بين كافة عناصر الحكم، معربة عن امتنانها لرجال القوات المسلحة الإيرانية الذين أعادوا لإيران العزة الوطنية والشعبية، مشيرة إلى أن عملية الوعد الصادق (2) تم تنفيذها بموافقة ودراية الرئيس الإيراني باعتباره رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، مضيفة أن وزير الدفاع يلعب أيضا دورا مهما في هذا المجلس باعتباره أحد أعضائه.
وأوضحت مهاجراني، أن إيران وعلى مدى شهرين بعد استشهاد إسماعيل هنية الذي كان ضيفها في مراسم تنصيب الرئيس، مارست ضبط النفس لأنه كان من المفترض التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وفى ظل هذا الموقف الملتبس عادت واشنطن من جديد لتأكيد دعمها لإسرائيل، حيث أكد وزير الدفاع لويد أوستن في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الاثنين التزام واشنطن بردع إيران ووكلائها في المنطقة، كما شدد على أن بلاده لديها قدرات كبيرة في المنطقة للدفاع عن جنودها وموظفيها وتوفير المزيد من الدعم والحيلولة دون المزيد من التصعيد، مكررا أن الولايات المتحدة تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ورغم تصاعد التهديد بين الطرفين إلا أن كشفت "تايمز أوف إسرائيل" العبرية قالت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي تأخر في الرد على الهجمات الإيرانية على غير الطبيعة، على الرغم من أن إيران تستعد للضربة الإسرائيلية المحتملة، حيث أوقفت كافة الرحلات الجوية أمس الأحد وأغلقت مجالها الجوية كإجراء احترازي، قبل استئنافها مرة أخرى صباح اليوم الإثنين، وأكد إشعار للطيارين، أوNOTAM، الذي أرسلته السلطات الإيرانية الإغلاق مع استثناءات "للرحلات الطارئة ورحلات العبارات والطائرات الحكومية".
وأوضحت الصحيفة أن تأخر الرد الاسرائيلى على الهجمات الإيرانية، يعود إلى الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بشأن كيفية الرد والأهداف المحتملة، ففي حين دعمت الولايات المتحدة بشكل عام نية إسرائيل في الرد، قائلة إنها ستعمل مع إسرائيل لضمان عواقب الهجوم، لكنها حثت على عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية.
وكشفت هيئة البث العام الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل تعويضات في شكل دعم دبلوماسي وزيادة المساعدات العسكرية مقابل عدم استهداف مواقع إيرانية معينة.