وأشارت صحيفة بولسا مانيا الإسبانية فى تقرير لها إلى أن أسعار النفط الخام ارتفعت بنحو 9% الأسبوع الماضى، مسجلة أكبر زيادة أسبوعية منذ مارس 2023 بعد تصعيد كبير للصراعات في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الأسعار انخفضت الاثنين الماضى بشكل بسيط إلا أن هناك عدد من الخبراء والمحللين يرون أن الأسعار ستزيد مرة أخرى بفضل استمرار الصراعات فى الشرق الأوسط.
ويعتقد بعض المحللين أن الطاقة الاحتياطية لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والإنتاج الأمريكي يمكن أن تعوض أي صدمة فورية في الإمدادات، ومع ذلك فأن الصراع الإقليمي الأوسع في الشرق الأوسط يمكن أن يسبب اضطرابات طويلة المدى في أسواق النفط.
وأضاف التقرير أن المستثمرون، الذين أحرقتهم المخاوف الجيوسياسية السابقة التي تلاشت بسرعة، أصبحوا غير حساسين تجاه سيل الأزمات في جميع أنحاء العالم، وينتظرون هذه المرة ظهور أدلة على انقطاع حقيقي في الإمدادات قبل رفع أسعار النفط الخام.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أنه لا يزال هناك خطر حقيقي من أن تؤدى الحرب الإقليمية الناشئة في الشرق الأوسط إلى ارتفاع مدمر في أسعار النفط، وهو ما لن يهز الاقتصاد العالمي فحسب بل ربما أيضا الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال بوب ماكنالى رئيس شركة Rapidan Energy Group الاستشارية إنه "سيزداد الأمر سوءًا قبل أن يتحسن"، مشيرا إلى أنه "من الصعب المبالغة في تقدير مدى الرضا الذي وصلت إليه أسواق النفط كما أنه من الصعب أيضا المبالغة فى تقرير مدى ازدراء الأمريكيين لارتفاع الأسعار فى محطات الوقود".
وفي 18 دولة يبلغ المتوسط الآن أقل من 3 دولارات للجالون الواحد، لكن صراعًا كبيرًا في الشرق الأوسط يمكن أن يغير ذلك.
ويسلط رد الفعل الخافت الضوء على المخاوف المستمرة بشأن زيادة العرض والصراع الداخلي داخل أوبك +، وقالت هيليما كروفت الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع في RBC Capital Markets، لشبكة CNN في مقابلة عبر الهاتف: "قبل ثورة النفط الصخري، كان هذا النوع من المواقف قد أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى ما يزيد عن 100 دولار".
وحتى قبل عامين فقط، ارتفعت أسعار النفط إلى 130 دولاراً للبرميل فى مارس 2022، بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ومع ذلك، فإن تلك الحرب لم تتسبب قط في حدوث انقطاع كبير في الإمدادات كما كان يخشاه كثيرون، وعادت أسعار النفط في نهاية المطاف إلى وضعها الطبيعى، ومن السابق لأوانه القول بأنه سوف يكون هناك انقطاع في إمدادات الطاقة، ومن المرجح أن تبذل السلطات الأمريكية كل ما في وسعها لمنع ذلك.
مسار أسعار النفط
وتقلبت أسعار النفط الخام بين 66 دولارا و96 دولارا للبرميل خلال العام الماضى، وانخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 16 شهرا فى سبتمبر، حيث طغت المخاوف الاقتصادية على المخاطر الجيوسياسية.
وأثر ضعف الطلب من الصين والبيانات الاقتصادية العالمية سلبا على آفاق أسواق النفط هذا العام، ومع ذلك، فإن التصعيد الأخير فى الشرق الأوسط جدد المخاوف من انقطاع الإمدادات، حيث يمكن أن يتصاعد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع.
وتعاني فنزويلا من نقص في المحروقات رغم أنها تملك احتياطيات هائلة من النفط، بسبب تراجع الإنتاج، في أزمة زادها تفشي وباء (كوفيد - 19) ونتائجه الاقتصادية حدة.
وأعلن مادورو "قررنا أن بإمكان 200 محطة وقود أن تبيع هذا المنتج بالسعر الدولي، واضعاً بذلك حداً لاحتكار الدولة لبيع المحروقات في البلاد".
وسيدير تلك المحطات التي تحدث عنها مادورو "مقاولون من القطاع الخاص" سيُسمح لهم باستيراد البنزين، ولم يحدد ما إذا منحت رخص في هذا الإطار أو ما إذا طرحت مناقصة للحصول على الرخص، وأعلن الرئيس نيكولاس مادورو، أيضاً إنشاء نظام إعانات قائم على قاعدة خمسة آلاف بوليفار (0.025 دولار) لكل لتر، يسمح بشراء 120 لتراً من البنزين بالشهر للسيارات الخاصة و60 لتراً للدراجات النارية.