تبذل الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى جهودا كبيرة من أجل تعزيز دورها المحورى والتاريخى فى القارة الإفريقية، بعد عقود طويلة من الإهمال والتراجع، ما أتاح الفرصة لقوى أخرى لتمديد نفوذها داخل القارة السمراء، وبشكل خاص منطقة القرن الأفريقى، لذلك عملت على تطوير العلاقات المصرية مع دول حوض النيل من خلال دعم قدراتها ومؤسساتها فى مجالات عديدة أو تقديم المساعدات المباشرة لها، بالإضافة إلى العمل على دعم الوجود المصرى فى منطقة القرن الإفريقى لارتباطها المباشر بأمن مصر القومى وكذا بحرية الملاحة بالبحر الأحمر وأثر ذلك المباشر على قناة السويس من ناحية أخرى.
وهو ما أكد عليه عدد من السياسيين الذين رحبوا بهذا التوجه، مؤكدين أهميته فى صون أمن مصر الإقليمى، وفى هذا السياق أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على أهمية الجهود المصرية المبذولة من أجل تعزيز السلم والأمن بالقارة الأفريقية، عبر دعم ورعاية جهود الوساطة فى النزاعات، فضلا عن المساهمة فى بعثات حفظ السلام الأممية الرامية لدعم وبناء السلام فى الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تعمل على تعزيز واستدامة دورها المحورى والتاريخى فى القارة الأفريقية، وبشكل خاص فى منطقة القرن الأفريقى لتصبح لاعبا فاعلا فى هذه المنطقة بما يساهم فى حماية أمنها القومى.
وقال "محسب"، أن التحركات المصرية المكثفة فى منطقة القرن الأفريقى، والتى كان آخرها القمة الثلاثية بين قادة مصر وإريتريا والصومال، ساهمت فى إحداث حالة من التوازن الاستراتيجى لمجابهة أى محاولات من جانب دولة بعينها للهيمنة على هذه المنطقة التى تتحكم بمنابع نهر النيل، فضلا عن كونها المسيطر على مداخل البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدا على أهمية هذه الخطوة فى تعزيز التواجد المصرى فى أفريقيا بعد غياب عقود، الأمر الذى ساهم فى تنامى الدور الأثيوبى، والذى يرفض التوصل إلى أى حلول توافقية بشأن سد النهضة الذى أقامته على النيل الأزرق.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن منطقة القرن الأفريقى تُعد البوابة الرئيسية التى تمر من خلالها الملاحة البحرية والتجارة الدولية عن طريق باب المندب وصولاً لقناة السويس الرابط الاقتصادى الحيوى بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهو ما يجعل هناك ضرورة للتعاون التعاون العسكرى وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إريتريا تحديداً، التى تحتاج إليها مصر لتعزيز قدراتها فى حماية مسار حركة الملاحة والتجارة الدولية من قناة السويس وعبر البحر الأحمرـ فضلا عن حاجة إريتريا لمصر باعتبارها صاحبة التأثير الأكبر بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، فضلاً عن دورها الفاعل فى كل القضايا المتصلة بالشرق الأوسط، وتداعيات تلك القضايا على أمن البحر الأحمر عموماً، مضيفا: وفيما يتعلق بالصومال فمصر من أول الدول التى تقف ضد الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة، فى ظل دعم أثيوبى لهذا الانفصال.
وشدد النائب أيمن محسب على أهمية التطور الأخير فى العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، من خلال دعم قدراتها ومؤسساتها فى مجالات عديدة أو تقديم المساعدات المباشرة لها، بالإضافة إلى العمل على دعم الوجود المصرى فى منطقة القرن الإفريقى لارتباطها المباشر بأمن مصر القومى، وحرية الملاحة بالبحر الأحمر وأثر ذلك المباشر على قناة السويس.
كما ثمن النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ونائب رئيس البرلمان العربى البيان المشترك الذى أطلقته مصر وإريتريا والذى يتضمن رفض التدخلات فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة تحت أى ذريعة أو مبرر وتعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات تحقيقا لتطلعات الشعبين نحو التنمية والازدهار.
وأكد “عابد” أن البيان يؤكد تناغم فكرى كبير بين القيادة السياسية المصرية والقيادة الإريترية فضلا عن تعميق وتكثيف التشاور السياسى بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك من خلال تدشين لجنة تشاور سياسى على مستوى وزيرى الخارجية تجتمع بشكل دورى، وذلك بهدف تعزيز التعاون والتنسيق فى المجالات التى تحقق المصالح المشتركة.
وأوضح النائب علاء عابد، أهمية القمة الثلاثية والتى جمعت "مصر والصومال وإريتريا" فى العاصمة الإريترية "أسمرة" فى تطور جديد لمسار التعاون بين الدول الثلاث، موضحا أن القمة الثلاثية تركز على المصالح المتبادلة والمشتركة للدول الثلاث، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن فى القرن الأفريقى والبحر الأحمر، على النحو الذى يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
وأضاف رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن القمة الثلاثية كشفت عن الرؤية المصرية تجاه قضايا وتحديات المنطقة، وحرص قيادتها السياسية الرشيدة الكامل على دعم عوامل الاستقرار والأمن والسلام فى المنطقة، الأمر الذى أكده الرئيس السيسى فى كلمته والتى تتطلب تعزيز آليات التعاون والتنسيق الإقليمى من منظور شامل يحقق مصالح الجميع، مشيرا إلى أن لقاءات الزعماء الأفارقة الثلاثة تؤكد على ثقتهم فى قوة مصر ودورها المحورى فى حفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة وتقديم كافة أوجه الدعم والتعاون للأشقاء فى المحن والأزمات على كافة المستويات.
بدوره أشاد النائب الدكتور على مهران، عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، إلى العاصمة الإريترية أسمرة، والتى جاءت تلبيةً لدعوة من الرئيس الإريترى أسياس أفورقى.
وأكد عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، أن هذه الزيارة تعكس حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة فى القارة الأفريقية، مشيرا إلى أهمية الدور الذى تلعبه مصر فى دعم الاستقرار والأمن فى منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر.
وأوضح مهران أن زيارة الرئيس السيسى تأتى فى توقيت هام للغاية، حيث تركز على بحث سبل تعزيز التعاون الثنائى بين مصر وإريتريا فى مختلف المجالات، بما فى ذلك المجالات الاقتصادية والتنموية والأمنية، لافتا إلى أن هذه الزيارة ستسهم فى تعزيز التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين ويدعم عملية التنمية فى المنطقة.
وشدد النائب على مهران على أن تعزيز التعاون مع إريتريا يُعَدّ جزءًا من استراتيجية مصرية أوسع تهدف إلى دعم التنمية المستدامة فى القارة الأفريقية، مضيفا أن مناقشة الأوضاع الإقليمية خلال الزيارة تعكس إدراك مصر لأهمية استقرار منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر، وما لذلك من تأثير مباشر على أمن المنطقة وسلامتها.
وأكد "مهران"، أن مصر تسعى دائمًا لتعزيز التعاون والتنسيق مع الدول الأفريقية الشقيقة، من أجل مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار، مما ينعكس إيجابًا على مصالح شعوب المنطقة.
وأشار الدكتور على مهران إلى أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر وإريتريا، والرغبة المشتركة فى فتح آفاق جديدة للتعاون بما يعزز من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتابع النائب على مهران أن هذه الزيارة تأتى فى إطار الجهود المصرية لتعزيز التواصل مع الدول الأفريقية، وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعوب ويعزز مسيرة التنمية.
واختتم عضو مجلس الشيوخ تصريحاته بالتأكيد على أن زيارة الرئيس السيسى إلى إريتريا تعكس الدور الريادى لمصر فى القارة الأفريقية وسعيها الدائم لدعم جهود التنمية والاستقرار.
وأعرب الدكتور على مهران عن ثقته فى أن نتائج هذه الزيارة ستسهم فى تعزيز التعاون بين مصر وإريتريا وتدعم الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر.
وفى ذات الصدد، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إريتريا وعقد القمة الثلاثية مع الرئيس الإريترى أسياس أفورقى والرئيس الصومالى حسن شيخ محمود تمثل تجسيدا للرؤية المصرية الداعمة للاستقرار والسلام فى القرن الأفريقى، وتعكس حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة مشيرا إلى أن هذه الجهود تعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، وتساهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية فى المنطقة.
وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن هذه القمة تأتى فى إطار سياسة مصر المتواصلة لتعزيز العلاقات مع دول القارة الأفريقية، وهى سياسة تتبناها القيادة السياسية المصرية منذ تولى الرئيس السيسى الحكم حيث تسعى مصر لأن تكون شريكا فاعلا فى تعزيز الاستقرار والتنمية فى أفريقيا، ليس فقط من خلال الدبلوماسية التقليدية، ولكن أيضا عبر تفعيل الأطر الإقليمية والدولية التى تسهم فى حل النزاعات وتحقيق التكامل بين الدول الأفريقية.
وأوضح الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر أن البعد السياسى لهذه القمة هو الأكثر بروزا، حيث تعكس هذه الزيارة والقمة الثلاثية بين مصر وإريتريا والصومال تكاملا دبلوماسيا يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار فى القرن الأفريقى، وهى منطقة تتمتع بموقع جغرافى استراتيجى يطل على مضيق باب المندب الذى يعد أحد أهم الممرات البحرية العالمية والحفاظ على استقرار هذه المنطقة يعد مسألة حيوية بالنسبة للتجارة العالمية وأمن البحر الأحمر، وهو ما يدركه الجانب المصرى جيدا.
وأشاد الدكتور رضا فرحات، بالبيان الثلاثى الصادر عن قمة مصر والصومال وإريتريا، والذى حمل رسائل هامة لصالح الأمن القومى الأفريقى ويعكس متانة العلاقات بين الدول الثلاث ويبرز قوة مصر فى القارة الأفريقية ودورها الفاعل فى تعزيز الاستقرار الإقليمى من خلال تسليط الضوء على الالتزام المشترك بين مصر، الصومال، وإريتريا بالحفاظ على وحدة واستقلال كل دولة، ورفض أى تدخلات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وهو ما يعكس إدراك الدول الثلاث للمخاطر والتحديات التى تواجه منطقة القرن الأفريقى فى الوقت الراهن.
وأضاف فرحات أن مصر، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، نجحت فى استعادة دورها الريادى داخل أفريقيا وتعزيز العلاقات والتنسيق بين مصر ودول الجوار الأفريقى خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن القومى الأفريقى والفترة القادمة قد تشهد المزيد من التفاهمات والتعاون الإقليمى الذى سيكون له تأثير إيجابى كبير فى الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة.
وأكد الدكتور رضا فرحات أن مصر تواصل لعب دورها الريادى فى بناء الشراكات وتعزيز التعاون بين دول القارة، وهو ما يعكس ثقة هذه الدول فى قدرة مصر على قيادة الجهود الإقليمية لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة.