تلقت إسرائيل خلال الساعات الماضية ضربات متتالية من حزب الله فى إشارة إلى أن المقاومة سواء فى فلسطين أو لبنان لازالت حيه ولم تنكسر باغتيال قادة الصف الأول على رأسهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، الأربعاء الذى جعلها تعود مرة أخرى لملف توجيه ضربة لإيران الممول الأساسى للمقاومة.
وبعد أن كانت إسرائيل تراجعت عن توجيه ضربة لإيران بعد طلب أمريكى، يبدوا أنها سحبت وعدها للأمريكان، وحول هذا الملف أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي مناقشة سرية في قاعدة استخباراتية.
وكان التركيز خلال هذا اللقاء السري على ضربة إسرائيلية محتملة لإيران ردا على الهجمات الصاروخية في وقت سابق من هذا الشهر، وتشير هذه الجلسة بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي ضمت ممثلين عن هيئة استخبارات الجيش الإسرائيلي، إلى أن القرار بشأن هذه المسألة الحرجة سوف يقع على عاتق هؤلاء المسؤولين الثلاثة الكبار وحدهم، وسوف يتم إطلاع الأعضاء الآخرين في مجلس الوزراء السياسي الأمني فقط على الخطوط العريضة للقرار.
وفى تحدى صارخ من تل أبيب لواشنطن أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستأخذ بالاعتبار رأي الولايات المتحدة، لكنها ستقرر ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني بناء على "مصلحتها الوطنية".
وقال نتنياهو، في بيان الثلاثاء، : "إننا نستمع إلى آراء الولايات المتحدة لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناء على مصلحتنا الوطنية".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر نتنياهو من استهداف مواقع إيران النووية أو النفطية تفاديا لمزيد من التصعيد في المنطقة ووسط مخاوف حيال أسعار الطاقة في العالم.
وصدر البيان بعدما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الإثنين نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، أنّ نتنياهو أبلغ بايدن بأنّ الرد الإسرائيلي سيستهدف مواقع عسكرية في إيران.
وفي الأول من أكتوبر، أطلقت إيران حوالى 200 صاروخ بالسيتي على الدولة العبرية في هجوم قالت طهران إنّها شنّته انتقاما لمقتل زعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران في هجوم نُسب إلى إسرائيل، واغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله مع جنرال في الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورغم أن واشنطن بوست نقلت عن مصدر قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "سيتم تنفيذه قبل الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر".
إلا أن إسرائيل بدأت إسرائيل الثلاثاء، بتعطيل كافة إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة كرياه في تل أبيب حيث تقع وزارة الدفاع، تحسبا لرد إيراني على هجوم إسرائيلي محتمل.
ووفقا لموقع والا الإخباري أن إسرائيل تستعد بالفعل لاحتمال مهاجمتها مرة أخرى بعد هجومها المرتقب على إيران. وأشارت إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي، أجروا عدة مناقشات حول الاستعداد لرد إيراني آخر على هجوم إسرائيلي متوقع.
وفى المقابل حذر مستشار القائد العام للحرس الثوري الولايات المتحدة من ارتكاب أي "عمل أحمق" تجاه إيران، قائلاً إن السفن والقواعد العسكرية والمصالح الأمريكية "في متناول أسلحتنا"، وفق ما ذكرت وكالات ومواقع إيرانية.
وقال العميد إبراهيم جباري "يجب على الأمريكيين أن يعلموا أنه إذا دخلوا يوما ما ساحة المعركة وأرادوا القيام بعمل ضد إيران فإن قواعدهم ومصالحهم وسفنهم ستكون في مرمى أسلحتنا..لدينا قوات شجاعة وقادرة سترد بالتأكيد على أي تجاوز للحدود من قبل الأمريكيين".
وأكد جباري إنه من غير المرجح أن ترتكب واشنطن مثل هذا "العمل الأحمق فرغم أن الأمريكيين يدعمون إسرائيل، فمن غير المرجح أن يرتكبوا حماقة ويدخلوا في صراع مع إيران".
من جانبها، قالت متحدثة الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن "ما حدث في عملية الوعد الصادق الثانية كان جزءا صغيرا من قوة إيران التي تنصح العدو بألّا يلعب بالنار ويمزح مع إيران"، وفق ما ذكرت وكالة مهر.
وأوضحت مهاجراني اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي إن "إيران لم تبدأ حربا قط ضد أي دولة ولديها القدرة على الدفاع عن نفسها بعزيمة عالية".
وأضافت "بصرف النظر عن نوع المفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فإننا نؤكد على أن إيران مستعدة لأي رد إذا لزم الأمر".
وتابعت: "كما صرح به قائد الثورة لن نتردد ولن نتسرع في الرد بل سنرد على أي اعتداء في الوقت والمكان المناسبين".