على دوى صفارات الإنذار في تل أبيب من جراء صواريخ حزب الله التى سقطت بمحيط المدينة، هبطت طائرة وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن الذى وصل لإسرائيل فى إطار جولته ال11 للمنطقة فى حين بلغت محصلة جولاته السابقة "صفر" من حيث إنجاز مهماتها، حيث يحمل فى جعبته ثلاث ملفات رئيسية الأول هو ملف غزة والأسرى، والثاني وقف الحرب فى لبنان، والثالث هو الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن إسرائيل تحتاج لأن تمضي قدما في تحقيق "نجاح استراتيجي دائم"، بعد ما اسماه، انتصاراتها التكتيكية الأخيرة ضد حركة حماس، وحثها على السعي نحو إبرام اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة عشرات الرهائن.
وقال بلينكن اليوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تأمل في إحياء جهود وقف إطلاق النار، وذكر بلينكن، الذي التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين، أمس الثلاثاء أنه ضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وأكد مجددا تحذيره من أن الفشل في القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى تقليص في المساعدات العسكرية الأمريكية. و
أضاف "لقد تم إحراز تقدم، وهذا أمر جيد، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التقدم" على هذا الصعيد ، مؤكدا أن على إسرائيل تجنب "مزيد من التصعيد" في ردها على هجوم إيران الصاروخي في الأول من أكتوبر، وقال بلينكن "من المهم للغاية أن ترد إسرائيل بطرق لا تؤدي إلى تصعيد أكبر".
وجاءت الزيارة فى وقت تشهد فيه العلاقات بين تل أبيب وواشنطن توترا كبيرا خلال الساعات الماضية بعد أن تم تسريب وثائق سرية من المخابرات الأمريكية تتضمن معلومات عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام عبرية تعبيرا عن عدم رضا واشنطن عن تلك الأهداف مما دفعها إلى تسريب المعلومات.
وفى حين غير واضح حتى الأن من قام بتسريب الوثائق، وبينما أعلنت واشنطن عن إجراء تحقيق فورى فى هذا الأمر، تشير الوثائق المسربة، التي تحمل علامة “سري للغاية”، إلى تقييمات تتعلق بإمكانية رد إسرائيل على الهجوم الإيراني.
ومن المعروف أن وزير الدفاع الإسرائيلي قد حذر من أن أي رد سيكون “مميتًا ودقيقًا ومفاجئًا”، وتتعلق الوثائق بتفاصيل دقيقة حول تحركات القوات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات الطائرات العسكرية وتدريباتها.. مما يعكس الاستعدادات الجارية لمواجهة أي تهديدات.
من بين المعلومات المثيرة للجدل التي تضمنتها الوثائق، ذكر أحد الوثائق قدرات إسرائيل النووية، وهو موضوع لم تعترف به الولايات المتحدة أو تل أبيب رسميًا. هذه الإشارة تعكس حساسية الموقف وتعقيداته، حيث تثير تساؤلات حول استخدام مثل هذه القدرات في أي هجوم محتمل على إيران.
وقصف حزب الله منطقة نيريت في ضواحي المدينة بالصواريخ، وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 20 صاروخا أطلقت في القصف الأخير من لبنان – خمسة باتجاه وسط إسرائيل و 15 باتجاه الشمال – وإنه جرت محاولات لاعتراضها.
وفى تلك الأثناء المتوترة وصل بلينكن إلى تل أبيب أمس حيث ألتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أمل تسريع المفاوضات لوقف إطلاق النار في المنطقة، وتأتي الزيارة فى ظل طرح إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان كشف عنه موقع "واللاه نيوز" العبري نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، حيث أكد الموقع أن إسرائيل سلمت واشنطن وثيقة مبادئ لحل ديبلوماسي ينهي الحرب، شرط أن يسمح للجيش الإسرائيلي بالتأكد من أن حزب الله لا يعيد تسليح نفسه، وطالبت الوثيقة بحريّة العمل في المجال الجوي اللبناني لإنهاء الحرب.
ونقل الموقع الإلكترونى «واللا» عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين أن تل أبيب قدمت وثيقة مبادئ لحل دبلوماسى ينهى الحرب مع حزب الله، يسمح للمدنيين النازحين على جانبى الحدود بالعودة إلى منازلهم.
وقال مسئولون إسرائيليون كبار إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حولالوثيقة إلى البيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس الأمريكى عاموس هوكشتاين، إلى بيروت حيث يبحث مع المسئولين اللبنانيين إمكانية وسبل الحل الدبلوماسى للصراع.
وتتضمن الوثيقة مطالب إسرائيلية بالسماح للجيش الإسرائيلى بتنفيذ «الإنفاذ الفعال» للتأكد من أن حزب الله لا يمكنه التسلح مستقبلا، ولا يمكنه أن يعيد بناء بنيته التحتية العسكرية فى جنوب لبنان بالقرب من الحدود، كما أن إسرائيل تطالب بحرية العمل لسلاح الجو فى الأجواء اللبنانية.
و هذين المطلبين يتناقضان مع قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701 الذى ينص على أن الجيش اللبنانى وقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (اليونيفيل) سينفذان ذلك وقال مسئول أمريكى إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولى على هذه الشروط وأكد أن الشروط الإسرائيلية تقوض سيادة لبنان بشكل كبير.
بلينكن
