مع تبقى أقل من 10 أيام على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، تزداد المخاوف بشأن فرص المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فى الفوز بسبب استراتيجية حملتها فى الأيام الأخيرة.
وقالت صحيفة ذا هيل إن الديمقراطيين يأملون أن تتمكن مرشحتهم كامالا هاريس من قلب حملتها الانتخابية فى ظل تصورات، أشعلتها استطلاعات الرأى الأخيرة، بأن منافسها الجمهورى دونالد ترامب يكتسب زخما فى الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي. وتزداد المخاوف حتى بين هؤلاء الذين يدعمون هاريس، بشأن استراتيجية حملتها فى تلك المرحلة.
فلم تشارك نائبة الرئيس فى أي تجمعات انتخابية يومى الثلاثاء والأربعاء، وركزت بدلا من ذلك على المقابلات الإعلامية معى NBC News وCNN.
وستزور هاريس ولايسة تكساس يوم الجمعة، وهى ولاية تؤيد الجمهوريين وليس هناك فرصة للمرشحة الديمقراطية للفوز بها. وكانت حملة هاريس قد أشارت إلى أنها ستستغل هذه الزيارة للتركز على قوانين الإجهاض الصارمة فى الولاية، وتعزيز موقفها فى القضية التي تتفوق فيها على ترامب.
إلا أن زيارة ولاية تعد ملاذا آمنا للجمهوريين فى الأسبوعين الأخيرين للحملة الانتخابية فى انتخابات شديد التقارب يبدو قرار مثيرا للجدل بالنسبة لبعض المتشككين. فمن المتوقع أن يفوز ترامب بنسبة 87% من الأصوات فى تكساس، وفقا لبعض التقارير.
وإلى جانب هذا، فقد بدأت هاريس هذا الأسبوع جولات اليوم الواحد فى ولايات الجدار الأزرق ميتشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن مع النائبة الجمهورية السابقة ليز تشينى. ويعتقد فريق هاريس أن الحصول على تأييد شخصيات مثل تشينى يمكن أن يساعد فى جذب الناخبين غير الحاسمين إلى نائبة الرئيس.
لكن المنتقدين، لاسيما من اليسار، يتساءلون عن حكومة اصطحاب تشينى، التي تعد واحدة من الصقور المحافظين وهى ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشينى، إلى ولاية ميتشيجان. فهذه الولاية يقطنها أكثر من 200 ألف من العرب الأمريكيين، الذين يشعر أغلبهم بالغضب من دعم إدارة بايدن وهاريس لإسرائيل فى حربها على غزة وغزوها للبنان.
وقال عبد الله حمود، عمدة مدينة ديربون ذات عدد كبير من السكان العرب فى ولاية ميتشيجان: لو كان أحد قد أخبرنى أنه فى سباق 2024 سنستعين بتأييد مجرم حرب مثل ديك تشينى من قبل مرشح ديمقراطى، وقال إن تأييد ديك تشينى لن يجدى نفعا مع هذا المجتمع.
ورغم كونه ديمقراطيا، إلا أن حمود قال إنه أخبر الناس بضرورة التصويت، لكن ليس لمن سيصوتون.
وفى تقرير آخر، قالت صحيفة ذا هيل إن هناك مخاوف متزايدة فى الدوائر الديمقراطية من أن سباق الانتخابات قد ينزلق بعيدا عن هاريس.
وذكرت الصحيفة أنه رغم أن الديمقراطيين لا يزالوا يعتقدون أن بإمكان هاريس هزيمة منافسها الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن الفارق بينهما ضئيل للغاية فى الولايات السبع الرئيسية التي من المرجح أن تحسم السباق، بما يجعل أى تغير صوب أيا من المرشحين أو خطأ فى الاستطلاعات حاسما.
وفى الوقت نفسه، فإن الديمقراطيين يعربون فى أحاديثهم المغلقة عن مخاوف من أن استطلاعات الراى الخاصة بهذه الولايات تتجه على ما يبدو صوب ترامب فى الأسبوعين الأخيرين. وبدأ يظهر تصدعا فى الجدار الأزرق المكون من ولايات ميتشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث يخوض أعضاء مجلس الشيوخ فى كلا من بنسلفانيا وويسكونسن سباقات شرسة من أجل إعادة انتخابهم، وذلك بحسب ما جاء فى تقرير المطبخ السياسى.
وعادة ما تتحرك تلك الولايات الثلاث فى نفس الاتجاه فى السباق الرئاسي، إلا أن هاريس تخسر أرضا لصالح ترامب فى الاستطلاعات، لاسيما فى ويسكونسن. فى حين أن الشكوك بين الناخبين العرب الأمريكيين فى ولاية ميتشيجان تقلق الديمقراطيين.
كل هذا لا يجعل الديمقراطيين يشعرون بارتياح إزاء يوم الانتخاب المقرر فى الخامس من نوفمبر المقبل، وفقا للصحيفة.
ويقول أحد المخططين الاستراتيجيين الديمقراطيين إن الجميع يظلوا يقولون أن السباق متقارب، لكن هل بدأت الأشياء تسير فى طريقنا؟ لا.. ولا أحد يريد أن يعترف بذلك صراحة". وتابع قائلا: لا يزال بإمكاننا الفوز؟ ربما. هل ينبغى أن يكون أي أحد أكثر تفاؤلا الآن؟ لا".
بينما قال خبير استراتيجي آخر: "لو كانت هذه انتخابات متعلقة بالأجواء، فإن الأجواء ليست رائعة".