تطمح نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إلى دخول التاريخ مجددا، بعد أن دخلته قبل أربع سنوات كأول امرأة وأول شخص من أصل أفريقى وأول شخص من أصل آسيوى يتولى منصب "النائب"، هذه المرة تضع هاريس نصب عينيها المنصب الأعلى فى البلاد.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية، خاضت هاريس حملة شرسة أمام منافسها الجمهورى دونالد ترامب، أصبح من الصعب منها ترجيح فوز أحدهما على الآخر، وحددت شبكة NBC News الأمريكية مفاتيح فوز هاريس فى السباق الرئاسى فى 5 بنود أساسية على النحو التالى..
1- تعزيز موقفها بين الناخبين السود واللاتينيين
فأحد الأسئلة الصعبة التى تواجه الديمقراطيون فى هذه الانتخابات هى ما إذا كانوا سيحافظون على الدعم الساحث بين الناخبين السود ويمنعون تآكل المزيد من الدعم اللاتينة. وكان بايدن قد حصل فى عام 2020 على 92% من أصوات السود، و59% من اللاتينيين.
وتعتبرف NBC أن هاريس لا تستطيع تحمل الكثير من تراجع هذه الكتل، التى يوجد بها ناخبون يحتاجون للتشجيع على المشاركة. لكن التمسك بهم يسهل قوله عن فعله فى انتخابات 2024.
وتظهر الاستطلاعات أن شريحة كبيرة من الناخبين اليود واللاتينيين فضوليون تجاه ترامب هذا العام، مع إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة لحزبه.
2- الإجهاض يدفع النساء إلى صناديق الاقتراع
كل المؤشرات توحى بفجوة جندرية كبيرة، حيث تتجه النساء لتأييد الديمقراطيين، والرجال، بمن فيهم غير البيض الذين طالما أيدوا حزب هاريس، فيتجهون صوب الجمهوريين. وهذه الانتخابات يمكن أن تسفر عن واحد من أكبر الفجوات بين الجنسين فى التاريخ الحديث، وتتوقف على أيا من الجانبين، سواء النساء أو الرجال، سيشارك بأعداد أكبر.
وركزت هاريس على الإجهاض والاستقلالية الإنجابية فى محاولة لجذب الناخبات، مستغلة نجاح ترامب فى إلغا الحق فى الإجهاض عير القضاة الثلاثة المحافظين الذين عينهم فى المحكمة العليا الأمريكية.
بينما سعى الرئيس السابق إلى مضاعفة جهوده لجذب الرجال، بما فى ذلك شباب جيل زد الذين يشعرون بخيبة أمل تجاه الديمقراطيين.
3- زيادة الدعم للديمقراطيين فى الضواحى
عملت هاريس خلال حملتها الانتخابية على تعزيز موقفها فى الضواحى واستمالة الجمهوريين المعتدليين والمستقلين من يسار الوسط والمعتدلين الذين لا يرضيهم ترامب. واستعانت برموز من الجمهوريين مثل النائبة السابقة ليز تشينى.
وكان الناخبون فى الضواحى من المتعلمين والبيض نقطة مضيئة لهاريس فى هذا السباق، لاسيما وأن ترامب لم يبذل أى جهد للاحتفاظ بخمس الناخبين الذين اختاروا نيكى هيلى فى السباق التمهيدى الجمهورى. وهؤلاء قد يمنحون هاريس دفعة مهمة لأنهم يميلون إلى المشاركة فى انتخابات تلو الأخرى.
ومن المتوقع أن يهمين ترامب فى المناطق الريفية والأجزاء الأقل تعليما من البلاد. ولو كان أدائه فائقا فى هذه المنطقة، مثلما فعل فى الانتخابات السابقة، فإن هاريس ستحتاج بقوة إلى زيادة هامش تفوقها بين البيض الجامعيين الذين فضلوا بايدن بنسبة 15% فى 2020.
4- تحييد ترامب فى الاقتصاد والهجرة
كان أحد أولويات هاريس فى هذه الحملة الانتخابية تقليص فجوة الثقة التى يتمتع بها ترامب لدى الناخبين فيما يتعلق بتعامله مع الاقتصاد حيث تمثل أزمة تكلفة المعيشة أحد أهم أولويات الناخبين فى الولايات المتارجحة.
وأعتقد فريق المرشحة الديمقراطية أن عليها القتال من أجل أن تستميل الناخبين فى مسألة ما يهتم بهم أكثر، وهو ما حاولت هاريس فعله مرارا خلال نشاطها النتخابى. وتشير بعض الاستطلاعات إلى أنها نجحت فى تحييد الاقتصاد، لكن السؤال هو ما إذا كان هذا سيمتد للناخبين المشاركين بالتصويت.
أما بالنسبة لقضية الهجرة، التى كانت أحد نقاط الهجوم القوية من جانب ترمب على منافسته، فإن هاريس وفقا لـNBC News لم تكن بحاجة إلى الفوز فى هذه القضية بقدر ما كانت بحاجة إلى تخفيف الضرر.
5- الأداء على الأرض
فى ظل التقارب الشديد فى هذه الانتخابات، فإن الأداء على الأرض، والمقصود به آليات قرع الأبواب لتشجيع الناخبين واستخدام الوجود المحلى لحشد الأنصار، ربما يحدث فارقا فى النتائج.
وتحدث البعض عن افتقار ترامب نسبيا للأداء على الأرض، وأنه اعتمد بدلا منه على وضعه كشخصية مشهورة للوصول إلى الأنصار، واستعان بمصادر خارجية للقيام بهذه المهمة مثل حليفه الملياردير إيلون ماسك، الذى لا يتمتع بخبرة فى هذا المجال.
لكن ترامب فاز فى عام 2016 رغم أدائه المتذبذب فى هذا على الأرض. وفى عام 2020، اعتقد بعض الديمقراطيين أنهم لم يحققوا الأداء المرجو بسبب عدم وجود أداء على الأرض تقريبا بسبب كورونا، فى حين كان الجمهوريون أكثر انفتاحا. والآن، يعتمد الديمقراطيون على الأداء على الأرض لتحقيق النتائج.