قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه أيا كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، فمن العدل القول بأن الحملة الانتخابية لم تكن سهلة كما توقع الديمقراطيون أن تكون.
ففي أعقاب الانتخابات النصفية 2022، بدا وكأن دونالد ترامب قد انتهى. ويظل احتمال خسارته الانتخابات الحالية قائما بالتأكيد، لكنه لم يكن غير مؤهلا، كما توقع الكثيرون بسبب أحداث اقتحام الكونجرس أو الاتهامات الجنائية العديدة التي يواجهها أو بسبب دوره فى وقف الحق فى الإجهاض بفضل القضاة الذين عينهم فى المحكمة العليا الأمريكية. ولو كان الناخبون قد أفقدوا أى مرشح أهليته فى سباق 2024، فإن هذا الأمر ينطبق على الرئيس جو بايدن، وليس المجرم المدان الذى حاول الغاء نتائج الانتخابات، بحسب ما تقول الصحيفة، فى إشارة إلى ترامب.
وتساءلت نيويورك تايمز عن الأسباب التي لا تزال تجعل ترامب قادرا على المنافسة القوية، وأشارت على أن الإجابة على هذا السؤال تكمن فى البيئة السياسية الوطنية التي لن تكن مواتية لتحقيق الديمقراطيين انتصارا كما توقع كثيرون.
واعترفت الصحيفة بالصعوبات التي يواجهها الديمقراطيون فى هذه الانتخابات. ففي أخر استطلاع أجرته نيويورك تايمز وكلية سينا، وافق 40% فقط من الناخبين على أداء الرئيس جو بايدن، وقال 28% فقط إن البلاد كانت تتجه فى الاتجاه الصحيح. ولم يتمكن أيا من الحزبين بالاحتفاظ بالبيت الأبيض فى الوقت الذى كان فيه الكثير من الأمريكيين يشعرون بالاستياء من البلاد أو الرئيس.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن استطلاعات الرأى توضح أن التحديات أكبر للديمقراطيين. فلأول مرة منذ عقود، يتعادل الجمهوريون أو حتى يتقدمون فى الهوية الحزبية على الصعيد الوطنى. ووجدت الاستطلاعات أيضا أن الجمهوريين يتقدمون فى أغلب القضايا الرئيسة، ربما باستثناء الديمقراطية وموقف الإجهاض.
وتقول الصحيفة إن التحدى الذى يواجهه الديمقراطيون يبدو جزءا من اتجاه أوسع من المعاناة السياسية للأحزاب الحاكمة فى العالم المتقدم. حيث يبدو الناخبون مستعدون للتغيير عندما تحين الفرصة. حيث واجهت الأحزاب الحاكمة فى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا ومؤخرا اليابان انتكاسات انتخابية أو فقدان للسلطة، كما ان ترامب نفسه خسر قبل اربع سنوات، وربما تنضم فرنسا وكندا إلى القائمة.